No Result
View All Result
المشاهدات 24
رستم عبدو-
تشير المكتشفات إلى استقلالية المدينة /تل بيدر/ خلال منتصف الألف الثالث ق.م وهي الفترة التي بُني فيها القصر والمعبد حيث كانت تتمتع بقوة سياسية واقتصادية.
قُدّر عدد سكانها آنذاك ما بين 1300-2900 نسمة وذلك بالاعتماد على كميات الطعام التي كانت تستورد من المناطق الريفية وأيضاً المحصول المخزّن في المدينة ومساحة الاستيطان في تلك الفترة حيث يعتقد العلماء أن ربع مساحة تل بيدر كان مسكونا بشكل مكثف لا سيما في المدينة العليا.
خلال الفترة الواقعة بين 2450-2400 ق.م أصبحت نابادا تابعة لـ ناغار (تل براك)، حيث يعتقد الباحث فاروق إسماعيل أن ناغار كانت تمثل العاصمة السياسية في حين أن تل بيدر كان بمثابة العاصمة الاقتصادية المرتبطة بها.
اتضح من خلال النصوص المكتشفة أن نابادا كانت بمثابة المركز الإقليمي التابع لناغار وكانت تقتصر وظيفتها على النشاطات الأكثر بساطة مثل الزراعة وتربية المواشي وتوزيع الحبوب على عكس ناغار التي كانت أكثر أهمية بدليل إنها كانت تتصدر قائمة أسماء المدن المختلفة الـ 17 الهامة الواردة في نصوص أيبلا، وكيف أنها كانت تتلقى الهدايا الدبلوماسية منها.
إذاً، كانت نابادا واحدة من المدن الأربعة التابعة لمملكة ناغار وكانت تدير القطاع الزراعي بشكل مباشر وتنظمها إلى جانب تنظيمها للقوة العاملة لأكثر من 12 أو 13مستوطنة على الأقل، حيث كانت هذه المستوطنات تابعة لها ضمن نطاق ولاية ناغار والتي ربما كانت تصل عدد المستوطنات المرتبطة بها إلى حدود 22 كحد أقصى.
يذكر أن هذه المستوطنات كانت تتوزع في المنطقة المحيطة بنابادا والتي قُدرت مساحتها ما بين 299 ـ 506كم2 وعدد سكانها ما بين 6 آلاف حتى 13 ألف نسمة.
كان القسم الأكبر من أعضاء المجتمع يتشاركون العمل الزراعي في الحقول خلال فترة الحصاد، في حين كان هؤلاء أنفسهم يمارسون مهناً أخرى خلال باقي فصول السنة، وكان نظام العمل في نابادا كومينالي شعبي وهو نظام مشابه لذلك الذي كان موجوداً في مدينة جيرسو السومرية، وكان هذا النظام ينطبق حتى على العاملين ضمن الورشات والمخازن الموجودة داخل المدينة نفسها، والدليل على تطبيق هذا النظام هو العثور على جملة من الأدوات التي كانت تستخدم في الحصاد ضمن غرف مخصصة داخل مستودعات التخزين .
الطبقة العاملة كانت على الأغلب تتكون من الرجال والنساء اللواتي كانت نسبتهنّ تشكلّ الثلث من القوة العاملة. لعبت النساء دوراً بارزاً في المدينة، فإلى جانب أعمالها في تربية الأطفال وغزل النسيج وأمور أخرى، كانت تعمل مع الرجال جنباً إلى جنب في الزراعة وتربية الحيوان، وكنّ مربيات للحيوانات والطيور، إذ وصفت إحدى النصوص إحداهنّ بمراقبة السعادة وأخرى بحامية البوابة، ونظراً لدورهن هذا ذهب فاروق إسماعيل إلى الاعتقاد بوجود جناح خاص فيهن بالقصر مرتبط مباشرة ًبالحاكم الأعلى في ناغار.
أما فيما يتعلق بالجهاز المركزي الذي كان يدير وينظم كل هذه الأمور فكان يتألف من خمسة مسؤولين كبار كانوا يمثلون المقاطعة وهم أشخاص محليون، لا يمكن تحديد هوية هؤلاء الاشخاص فيما اذا كانوا تابعين لحاكم ناغار أو لسلطة المعبد في نابادا، إلا إنهم كانوا بنفس السوية من حيث الرتبة الوظيفية ومخولين بشكلٍ مباشر للإشراف على توزيع حصص الحبوب والشعير.
No Result
View All Result