سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سجّل يا تاريخ… الثورة مستمرة من البو عزيزي إلى عبير موسى

فوزي سليمان-

هي الشرارة التي نسفت بنيان الأنظمة الشمولية الرخوة والمهترئة، وكانت بمثابة طلقة فرنس فانون التي أطاحت بجدار الرعب والإرهاب الذي انشأه الطغاة، هكذا فقط يمكن وصف ملحمة الشهيد محمد بو عزيزي عندما أضرم نار الثورة بجسده الطاهر، كانت صرخة فجرت تلك الجدران بغضب الشعوب، لتهتز بصداها أركان القوى العالمية المهيمنة على مُقدرات الشعوب، والتي تعاني بالأساس من أزمة أخلاقية قبل أن تكون اقتصادية أو سياسية أو غير ذلك، لتمد أذرعها الأخطبوطية بعباءات دينية ومذهبية قديمة – جديدة، لتخلط الأوراق وتحرق الأخضر واليابس وتدفع غلمانهم إلى الساحة بمسميات متلونة لتجعل الشعوب تائهة بين الحنين إلى الماضي المأساوي المظلم المستبد للهروب من القادم القاتم الوحشي القادم من بوتقة الزيف والخداع، أو على الأقل فرض السيء أو الأسوأ.
 ورغم الفوضى الكبيرة التي اجتاحت العالم وخصوصاً الشرق الأوسط، ظلت الشعوب تبحث عن درب الخلاص والتوجه نحو الحرية والديمقراطية، ولكن حتى الحرية لها مفصلوها حسب مقاسات ومساحات النفوذ والمصالح الدولية التي أضحت تتحكم بالمأكل والمشرب والملبس والفكر والأحلام، ورغم ذلك فإن صرخة صدق واحدة كفيلة بقلب الطاولة على الجميع كما فعلتها عبير موسى اللبوة التونسية التي عرّت وجردت المخادعين الذين تسلقوا المناصب بيافطات براقة خداعة.
 كتنظيم الإخوان المسلمين، الذي يعد رحم التنظيمات السلفية الإرهابية في العالم أجمع ويُعد مطية الدمار والحروب أينما حل، وفي نفس الوقت يحمل بذور فنائه أينما وضع آثاره ولسبب بسيط  هو أن عجلة التاريخ حركته تقدمية وليست رجعية، وخطاب صادق ومن مبنى مجلس النواب التونسي الذي أطلقته عبير موسى أطاح بتنظيم وسلطة من رماد ، ويكفي شعوب المنطقة وكافة مناضلي المعمورة فخراً بحرائرهم، اللواتي ترتعد منهن أعتى الديكتاتوريات والأنظمة الفاشية الظلامية، ولنا من عبير موسى في كردستان توائم حرية أمثال دنيز وهفرين وآرين ميركان اللواتي سطّرنَ أروع آيات المقاومة والفداء على درب الحرية فهنيئا لنا ولشعوب العالم بعبير قبل التونسيين، وكما اختتمت عبير خطابها التاريخي نختتم كلماتنا بها سجّل يا تاريخ.