سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ماذا جرى في عفرين؟

حسن رمو –
عندما نتمعن في الأزمة السورية المستفحلة منذ أكثر من سبع سنوات، سنرى أنها انطلقت في البداية رداً على السياسات القمعية للنظام البعثي الذي أحكم قبضته على البلاد ومفاصل الحياة فيها منذ عام 1963م حالها حال العديد من الدول العربية التي شهدت ثورات مع مطلع عام 2010م إلا أن الموقع الجيوسياسي لسورية جعلها مختلفة عن تلك الدول، فبدأت الأيادي الخارجية بالتدخل، فانحرفت تلك الثورة عن مسارها وتحولت إلى مجابهات عسكرية بين النظام البعثي وحلفائه في المنطقة والقوى الإقليمية والدولية التي أنشأت عشرات، بل ومئات المجموعات تحت مسميات مختلفة.
نحن لسنا الآن بصدد الحديث عن تلك المجموعات، بل سنتحدث عن القوى الإقليمية والدولية التي تتواجد الآن على الأرض السورية بشكل فعلي وليست عبر المجموعات التي شكلتها، بعد مرور أكثر من سبع سنوات؛ لأن من المهم جداً معرفة تلك القوى لنعرف ما يجري على الأرض السورية وما جرى في عفرين بشكل خاص.
أولى الدول التي تواجدت بشكل فعلي على الأرض السورية هي الدولة الإيرانية، فإيران كانت في القدم امبراطورية تسيطر على مساحات كبيرة من الشرق الأوسط وترى أنَّ من حقها أن تسيطر على المنطقة، وبعد القضاء على سلطة الشاه عام 1979م تركَّزت السلطة في أيدي «ولاية الفقيه» التي تسعى منذ بدايات القرن الجديد للانتشار في المنطقة وإنشاء ما يسمى الهلال الشيعي الذي يمتد من إيران إلى لبنان مروراً بالعراق وسورية ومن إيران إلى اليمن مروراً بالسعودية والبحرين.
وسورية بالنسبة لإيران تشكل نقطة استراتيجية لتطبيق مشروع الهلال الشيعي، وخسارة سورية يعني بالنسبة لها خسارة مشروعها بخاصةٍ وأنَّها كانت تسيطر على العراق منذ عام 2003م عبر الحكومات العراقية الشيعية بحكم الأغلبية الشيعية في هذا البلد العربي. ولهذا جاء تدخلها السريع بشكل مباشر وكذلك عبر المجموعات التي تتلقى الدعم منها كحزب الله اللبناني، للحفاظ على آمالها بتأمين الطريق البرية من طهران إلى بغداد ودمشق فبيروت.
القوة الإقليمية الثانية التي تدخلت في الأزمة السورية، كانت تركيا التي يقودها حزب العدالة والتنمية ورئيسه رجب طيب أردوغان الذي تشكل على بقايا حزب الفضيلة والرفاه ذي التوجه الإسلامي المرفوض في دولة يسيطر عليها العلمانيون. تركيا ومنذ تأسيسها بعد الحرب العالمية الأولى تعاني من الفوبيا الكردية، وهي الدولة المعروفة بارتكابها المجازر بحق الكرد منذ تأسيسها حتى يومنا الحاضر.
تركيا أيضاً لها مشروعها التوسعي في الشرق الأوسط، فهي ترى في دول الشرق الأوسط جزءاً من امبراطوريتها العثمانية التي احتلت المنطقة 400 عام باسم الدين الإسلامي. وأردوغان المعروف عنه توجهه الإسلامي يسعى لاستعادة الدور العثماني كي ينصب نفسه خليفة للمسلمين. ولكن؛ المشروع الديمقراطي الذي كان يتطور في الشمال السوري بقيادة الكرد كان يشكل عائقاً أمام تحقيقه لرغبته تلك، فأراد أن يقضي على هذا النموذج قبل أن تنتقل لبلاده التي يتعرض فيها الجميع للقمع. ورغم تبني أردوغان لمجموعات القاعدة ودعمه اللامحدود لها إلا أنها فشلت في القضاء على الثورة في الشمال السوري وهذا ما أجبر أردوغان على التدخل مباشرة.
الاحتلال التركي للأراضي السورية جاء بموافقة روسيا التي كانت القوة العظمى الأولى التي تتدخل في سورية بشكل مباشر منذ أواخر عام 2015م بداية الاتفاق التركي الروسي رغم الخلافات بينهما بعد حادثة إسقاط المقاتلة الروسية سو 24 في خريف 2015م جاء في مدينة حلب بداية عام 2016م؛ عندما قدَّمها أردوغان على طبق من ذهب لروسيا لقاء السماح له باحتلال جرابلس والباب. سيطرة النظام البعثي على مدينة حلب كانت بداية لتغييرات كبيرة ولعل أهمها التأكيد على عدم وجود معارضة للنظام، بل مجموعات تابعة لتركيا وقطر والسعودية وغيرها من الدول. هنا يجب ألا ننسى أن تركيا وعلى الرغم من منحها حلب للنظام البعثي إلا أنَّها ترى في هذه المدنية ولاية تركية يجب احتلالها مهما كلَّف الأمر، وهذا ما يفسر إنشاءها لما يسمى بنقاط المراقبة في منطقة الراشدين غرب حلب في إطار اتفاقاتها مع روسيا في اجتماعات الآستانة.
وبالعودة إلى روسيا التي فقدت اسمها وقوتها مع سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991م فهي رأت دعوة النظام البعثي لها للتدخل إلى جانبه ضد الشعب السوري، فرصة ذهبية لإثبات أن روسيا موجودة وفتح المجال أمامها مجدداً في الشرق الأوسط، أضف إلى ذلك أنَّ روسيا لم تكن تتوقع أن تحصل على موانئ في البحر الدافئ (البحر المتوسط) بهذه السهولة، وهذا ما دفعها للتدخل السريع إلى جانب النظام وارتكاب المجازر بحق السوريين كما فعل النظام البعثي تماماً.
هذه الدول الثلاث موجودة فعلياً على الأرض السورية، ولكن هناك دول أخرى تدخلت باسم محاربة داعش، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا، والتي تسعى لحماية مصالحها في المنطقة ومجابهة النفوذ الروسي والحفاظ على أمن إسرائيل، وغيرها العديد من الدول الأوروبية والعربية مثل السعودية والإمارات.
تحدثنا عن هذه الدول بإيجاز وأهدافها كي نعرف ماذا يجري على الأرض السورية وكي نعرف ما جرى في عفرين بشكل خاص. ما يجري الآن في سورية هي حرب عالمية ثالثة مع وجود القوى العظمى والإقليمية والتناقضات والحروب المشتعلة فيما بينها. ولكن؛ شكل هذه الحرب يختلف عن الحربين العالميتين الأولى والثانية، ففي الحربين العالميتين الأولى والثانية، كانت هناك جبهتان تقاتلان ضد بعضهما البعض، وكان الطرفان يقاتلان بعضهما البعض بغرض أن يفني أحدهما الآخر، وهيروشيما وناكازاكي اللتان استخدمت فيهما القنبلة الذرية لأول مرة أكبر مثال على ذلك. وكذلك نرى أنه في الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية كانت هناك جبهتان تقاتلان بعضهما البعض.
والسبب في تواجد جبهتين تقاتلان بعضهما البعض هو وجود أيديولوجيتين مختلفتين، ففي الحرب الباردة كانت أمريكا تمثل الامبريالية فيما كانت روسيا تمثل الشيوعية. ولكن؛ في الموضوع السوري، الموضوع مختلف تماماً، فجميع القوى الدولية والإقليمية الموجودة فيها تمثل النظام الرأسمالي. لذا؛ فالخلافات الموجودة بين الأطراف المتدخلة في الأزمة السورية، ليست خلافات أيديولوجية؛ لأن جميع تلك القوى تمتلك الأيديولوجية ذاتها، ولكنها تختلف مع بعضها البعض في المصالح. وفي المشهد السوري يبقى الطرف المختلف أبناء الشمال السوري الذين يتخذون من الحداثة الديمقراطية أساساً لهم. إذاً في سورية هناك طرفان الأول هو الحداثة الرأسمالية وتمثلها القوى الإقليمية والدولية والثاني هو الحداثة الديمقراطية والتي يمثلها أبناء الشمال السوري.
القوى الإقليمية والدولية المتدخلة في سورية تتواجد الآن على شكل كتلتين، الكتلة الأولى تقودها روسيا وتضم إيران وتركيا والكتلة الثانية تضم أمريكا والدول الأوروبية. ولكن؛ رغم الخلافات والتناقضات الموجودة فيما بين هاتين الكتلتين، إلا أنهما تشتركان بالأيديولوجية، لذلك عندما يتعرض نظامهما ـالحداثة الرأسمالية- للخطر فإنهما حتماً يتركون تلك الخلافات جانباً ولو لفترة مؤقتة ويتحدان معاً، وهذا ما حدث في عفرين.
هاجمت تركيا عفرين بإذن من النظام السوري وحليفيها إيران وروسيا، وبالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية يقودون تحالفاً دولياً ضد داعش وأبناء الشمال السوري هم حلفائهم في هذا التحالف، إلا أن هذا التحالف بقيادة أمريكا شارك في الهجمات على عفرين بالطائرات الأمريكية والدبابات الألمانية وأسلحة الناتو التي تعتبر فرنسا وبريطانيا والدول السابقة إلى جانب تركيا أعضاء فيها.
إن التقييم بهذا الشكل سيكون مفيداً لمعرفة سبب الهجمات على عفرين، وسبب الصمت والتخاذل الدولي حيال هذه الهجمات، وكذلك معرفة المقاومة الاستثنائية التي أبدتها عفرين في وجه القوى العالمية والإقليمية على مدى شهرين متواصلين. ولكن؛ مهما تخاذل المجتمع الدولي فإن للشعوب إرادة وإن عفرين تبقى كردية سورية وستعود حتماً لأصحابها.
وفي الختام يجب علينا أن ندرك أن الأوضاع المتأزمة في الشرق الأوسط ستستمر على هذه الحال إن لم تتحد الشعوب في ثورة ديمقراطية تحقق لها الحرية والحياة المشتركة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle