سياسيون: الاستجداء بالمحتل التركي خيانة كبرى بحق السوريين

أثارت دعوة رئيس ما يسمى الائتلاف الوطني السوري نصر الحريري تركيا إلى التدخل ومحاربة حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تصنفه تركيا إرهابياً ضجة واسعة في الأوساط السياسية السورية، حيث اعتبرها بعض السياسيين بمثابة الصدمة لجسم معارض كانت مهمته مطاردة المحتل وتوحيد البلد واستعادة سيادته المنهوبة بدل الاستجداء بمحتل للسطو على أرضه وعرضه.

الاستقواء بالعدو جريمة كُبرى

وحول ذلك علّق الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية رياض درار، في تصريح للمرصد السوري لحقوق الإنسان، على دعوة رئيس ما يسمى الائتلاف الوطني السوري نصر الحريري تركيا إلى التدخّل واحتلال المزيد من الأراضي السوريّة، فقال: هذه المطالبات والاستقواء بالعدو التركي لقضم مساحات أكبر من الأرض السورية والتدخل في الشأن السوري خطأ وجريمة كبرى من قبل جهة تسمي نفسها بأنها معارضة سورية وتدافع عن السوريين، ولا بد من فتح تحقيق دولي في الهجمات الصاروخية التي هزت منطقة عفرين، وفضح المجرمين المتسببين في كارثة قصف المستشفى واستشهاد الأبرياء.

وتابع درار: القصف جاء قُبيل اللقاء بين الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن ونظيره التركي أردوغان أرادوا من خلاله إيصال رسالة، وكان السوريون يأملون من وراء ذلك اللقاء المضي نحو إيجاد حل للتسوية السياسية بعيداً عن الانقسام والتشتت، متابعاً أن القصف الصاروخي العنيف هو ورقة ضغط تسعى بعض الأطراف المعروفة إلى استخدامها لإعطاء صورة سيئة مفادها أن (قسد) وقواتها تعمل بأساليب إرهابية وهو الأمر الذي لا ينطلي على الأمريكيين، نحن في مجلس سوريا الديمقراطية نأمل أن تكون هناك قراءة حقيقية لهذا الواقع من قبل المهتمين بالمسألة السوريّة.

وشدد درار بقوله: القصف الصاروخي مُفتعل وجاء في هذه الفترة تحديداً لإدانة قوات سوريا الديمقراطية التي مهمتها الأساسية حماية المدنيين في شمال وشرق سوريا وليس ضرب المدنيين كما أرادوا تثبيته، وهي مسؤولة عن حياتهم والدفاع عنهم ضد أي خطر ولن تتورط بمثل هذه الجرائم البشعة التي تمس الإنسانية.

هدف قسد حماية الشعب

وأكد درار وقال: إن قسد تسعى لحماية الشعب الكردي وكافة شعوب المنطقة من براثن الاحتلال التركي والمرتزقة الذين تورطوا في جرائم النهب والسلب والسرقة والقتل والتهجير القسري والاغتصاب والسبي أمام مرأى العالم ومسمعه.

وأوضح درار: لا يوجد سوري الدم والروح يطالب دولة أخرى باحتلال بلاده لتحقيق غايات سياسية أو منفعة مادية، ونصر الحريري ومن ورائه ما يُدعى الائتلاف الذي ارتهن وأصبح قراره تركيًّا، لا يهمهم ما يجري على الأرض السوريّة بقدر ما تهمهم مصالحهم الشخصية.

واختتم رياض درار حديثه بالقول: نصر الحريري أصبح كالببغاء يتكلم بلسان تركيا، ولا يمثل الشعب السوري بأي حال من الأحوال، فهو مُدّعٍ ويعمل من أجل أجندات لا تخص مصلحة سوريا ولا سيادتها ولا أرضها، وبات مرتهناً بشكل واضح وعلني لتركيا التي جاءت لتحتل سوريا بالكامل.

لغة الاحتلال مرفوضة تماماً

بدوره وصف الدكتور جون نسطة السياسي السوري المعارض وعضو هيئة التنسيق في حديث مع المرصد، دعوة الحريري بالخيانة الوطنية والقومية العظمى، ولم يكن يخطر ببال أحد من السوريين المناضلين من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، الذين قدموا أغلى التضحيات من أجل قيام سوريا دولة حرة مستقلة موحّدة أرضاً وشعباً، يسود فيها القانون والمساواة بين جميع شعوبها ومكوناتها، لم يكن يخطر ببال أحد أن تقوم جهة ادّعت يوما تمثيل كل قوى الثورة والمعارضة باللجوء إلى دولة جارة ساهمت في تخريب الثورة عن طريق عسكرتها وأسلمتها، فاتحة حدودها مع سوريا لتسريب ودخول مئات الألوف من المقاتلين الأجانب وأكثرهم من المرتزقة، ومطالبتها باحتلال المزيد من الأراضي السوريّة.

وأضاف نسطة بقوله: إن تصل قلة الحياء والخجل تجاه الشعب السوري بأكمله إلى دعوة تركيا والاستقواء بها لاحتلال أجزاء جديدة من أراضي وطننا الغالي، هذا أمر لم يكن يتوقعه أحد منا للخيانات دائماً مبرراتها وإلباسها أيضاً ثياب المصلحة الوطنية، ولكن علينا أن نسمي القضايا بأسمائها، نحن في هيئة التنسيق الوطنية قلنا إن دخول جيوش تركية ومرتزقتها إلى أرض وطننا نعتبره احتلالاً ويجب إدانته ومقاومته، وهذا الكلام ينطبق على كل دخول جديد للجيوش التركية.

وفي نهاية حديثه أكد جون نسطة على ثوابت العمل الوطني الشريف بعيداً عن الحسابات الضيقة، وتابع: إننا لن نقبل بوجود أي محتل ببلدنا مهما كان لونه أو شعاره أو اسمه.