فخار نينوى 5 Ninevite V Pottery

رستم عبدو-

يعد الفخار من المواضيع الهامة لدراسة واقع المجتمعات القديمة وأنماط حياتها وثقافاتها وتسليط الضوء عليها، كما يعد من الدلائل والمفاتيح الأساسية لقراءة تلك المجتمعات وفك رموزها وتقدير أعمارها.

فخار “نينوى5” واحد من أنواع أو أنماط الفخاريات المميزة التي شاعت وانتشرت في الجزء الشمالي من بلاد الرافدين  Mesopotamia خلال حقبة زمنية معينة.

التسمية:

سمي هذا النوع من الفخار بـ نينوى5 لظهوره في الطبقة الخامسة من موقع نينوى (تل قوينجيق)، المدينة الآشورية القديمة وعاصمة دولتها الحديثة خلال الفترة الواقعة بين (705-612) ق.م.

الفترة الزمنية:

تزامن ظهور هذا النوع من الفخار مع عصر جمدة نصر 3100 ق.م، حيث جاء فخارها خلال هذه الفترة وبعدها بقليل مشابهاً لتلك التي كانت سائدة في المدن السومرية جنوب بلاد الرافدين، استمر تداول فخار نينوى5 حتى عام 2550 ق.م.

مناطق الانتشار:

انتشر فخار نينوى في مناطق واسعة من شمال العراق (العباسية- يارمجية- تبه شينشي- تبه كورا- جبل  شنكال- كري رش- تل بيلا) حتى وصل إلى مناطق جبال زاغروس، كذلك انتشر في العديد من مناطق حوض الخابور ومثلثها (جاغربازار- كشكشوك- خزنة1- تل موزان- تل ليلان- تل شعير…).

المراحل التي مر بها الفخار ونماذجه وزخارفه:

مرَّ هذا النوع من الفخار بمراحل عدة وتميز بأشكال وأنماط وزخارف مختلفة اختلفت من فترة إلى أخرى مع مرور الزمن. ويمكن تقسيمها إلى مرحلتين:

ـ المرحلة الأولى، وتقسم إلى نوعين:

1- الفخار البسيط غير المزخرف ذات النماذج التالية:

ـ كؤوس ذات قواعد مدببة.

ـ جرار ذات قواعد مدببة.

ـ قدور الطبخ.

2- فخار ملون مزخرف بالأشكال التالية:

ـ الهندسية: زخرفة السلم أو الفراشات- خطوط متوازية متعارضة- أشكال بيضوية ذات خطوط متقاطعة- تصاميم على هيئة ساعات رملية.

ـ الحيوانية المأخوذة من الطبيعة: مجاميع من الغزلان والماعز.

ـ نباتية: شريط من الزهور والأوراق تزين أسفل الأنية.

وكذلك النماذج التالية: طاسات أو كاسات لتقديم الشراب. جرار ذات رقبة طويلة مع قاعدة سفلية.

ـ المرحلة الثانية، وتقسم أيضاً بدورها إلى نوعين:

1ـ فخار محزز بأشكال هندسية: مثلثات بسيطة- خطوط متموجة- نقاط صغيرة- سهام.

ذات النماذج التالية:

ـ كاسات صغيرة مع الشفة ذات الشكل الخرزي والمدبب من الأسفل.

ـ جرار مع رقبة وقاعدة مدببة من الأسفل.

ـ فخار ذات زخارف أعمق أو أثخن مع وجود خيوط من التحززات الرفيعة.

استخدم فخار نينوى لأغراض خدمية كالطبخ وحفظ الأطعمة والشراب، وكذلك لأغراض دينية أو للزينة أو الهدايا الفنية.

كان أول من اكتشف هذا النوع من الفخار الإنكليزي هرمزد رسام Hormza Rassam وذلك في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي خلال تنقيباته في الموقع، حيث قام بنقل بعض من نماذجه إلى المتاحف البريطانية، لكن أول من عَرف هذا النوع من الفخار كان الباحث الإنكليزي الآخر ماكس مالوان Max Malowan وذلك في عام 1931-1932م.