الشدادي/ حسام دخيل ـ
يشهد سوق المواشي في بلدة الحدادية جنوب الحسكة انخفاضاً كبيراً في أسعار المواشي بالتزامن مع حالة من ركود تُسيطر على السوق الذي يعتبر من أكبر أسواق المنطقة.
ووصلت نسبة الهبوط في أسعار الماشية إلى أكثر من 50% عما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر، والأسباب متعددة وفق المربين، إلا أن الجفاف وقلة المراعي لهما الأثر الأكبر.
وقال جاسم العواد وهو دلال في سوق الحدادية “إن سوق الحدادية يعتبر من أكبر الأسواق في مدينة الحسكة ومورد رئيسي للأغنام لمعظم مناطق شمال وشرق سوريا، حيث يقصده التجار من كلِّ حدبٍ وصوب”، إذ يتوافد إليه الأهالي من ديرك، تربه سبية وقامشلو والحسكة ودير الزور والرقة ومنبج.
ويشهد السوق في هذه الفترة حالة غير مسبوقة من الركود وتراجع في أسعار الأغنام بشكل حاد على خلاف الأعوام السابقة ويعزي العواد ذلك إلى الجفاف الكبير الذي طال المنطقة في هذا الموسم إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير، حيث تخطى الطن الواحد من الكسبة العلفية حاجز المليون ومئتي ألف ليرة سورية ووصول سعر الدونم الواحد من بقايا المحاصيل الزراعية “الفراز” إلى أكثر من /150/ ألف ليرة سوريّة، فضلاً عن زيادة العرض وسط انخفاض في الطلب منوهاً على أن هذه الأسباب كانت كفيلة بحصول الهبوط الحاد في أسعار المواشي.
غلاء يرافقه الرخص
وطالب العواد في نهاية حديثه الجهات المسؤولة في لجنة الثروة الحيوانية بتأمين الأعلاف لمربي المواشي تجنباً من حدوث كوارث قد تحل بها في قادم الأيام.
فيما قال المربي مالك الدهام لروناهي إن مربي الماشية بشكل عام في هذه الظروف يمرون بظروف عصيبة وخاصةً مع ارتفاع أسعار الأعلاف “الكسبة والنخالة والشعير والتبن ” حيث بلغ سعر طن الكسبة 1.2 مليون ليرة وطن الشعير مليون ليرة وطن التبن نصف مليون ليرة، مما يدفع المربي إلى بيع ثلاث إلى أربع “رؤوس” من الأغنام لشراء طن واحد من العلف.
ولفت الدهام الانتباه إلى أن أغلب المربين في هذه الفترة يقومون بتقديم الخضار لمواشيهم “البطاطا والكوسا والباذنجان” بسبب ندرة المراعي وغلاء الأعلاف.
ويرجح المربون إن هذا الأمر قد يُشكل كارثة بشرية حيث زادت أسعار الخضار أكثر من الضعف نتيجة زيادة الطلب عليها.
في حين أشار إبراهيم الناصر وهو تاجر مواد علفية في سوق الحدادية أن الأسعار بشكل عام مرتفعة جداً لو تم مقارنة أسعار المواشي مع أسعار المواد العلفية.