No Result
View All Result
المشاهدات 1
إعداد/ غاندي اسكندر-
من رحم أفكار شوفينية متطرفة وانطلاقاً من سرديات وتصورات أسطورية مؤمنة بنظرية العرق البشري الصافي، تأسست في أواخر الستينات من القرن الماضي منظمة الذئاب الرمادية التركية كذراع مسلح لحزب الحركة القومية، وهي من أكثر الحركات التركية التي تلطخت يدها بالدماء داخل تركيا وخارجها، تهدف إلى توحيد كل المنتمين إلى العرق التركي في دولة واحدة.
العنف هو المبدأ والأساس للذئاب الرمادية
استلهم مؤسسو منظمة الذئاب الرمادية الاسم من أسطورة قديمة تحكي أن قبائل الأتراك حينما كانوا يعيشون في وسط آسيا تعرضوا لهجوم عنيف أدى إلى إبادتهم جميعاً إلا طفل واحد هرب إلى الغابة، وتمكن من العيش فيها بفضل ذئبة وجدته جريحاً فاعتنت به حتى كبر واستطاع أن يحافظ على العرق التركي، وبحسب الأسطورة أنجبت هذه الذئبة من هذا الولد 12 طفلً، أنصاف بشر وأنصاف ذئاب، فساهمت في الحفاظ على العرق التركي ولأن جميع المؤمنين بهذه الخرافة من المتشددين فإنهم يرون أن عليهم أن يكونوا ذئاباً مثل ذئبة الأسطورة للحفاظ على عرقهم. ومن هنا اختاروا تسمية منظمتهم بـ”الذئاب الرمادية”، أسس المنظمة عقيد سابق في الجيش التركي كان أحد مدبري الانقلاب في تركيا عام 1960 يدعى “ألب أرسلان توركيش” وكان صاحب أفكار متطرفة، حيث كان مسؤول الاتصالات مع النازيين في تركيا، وكان دائما يستشهد في خطابه القومي بجمل من كتاب “كفاحي” لأدولف هتلر، في عام 1965 أسس توركيش حزب الحركة القومية التركية التي يترأسها اليوم دولت بهجلي، وأسس لها جناحاً عسكرياً باسم “منظمة الشباب” وأطلق عليهم لقب “الذئاب الرمادية”، تعتقد حركة الذئاب الرمادية “بأن العرق التركي متفوق على الأعراق الأخرى” وهم جماعة مؤمنة بأن العنف ومحاربة الأعراق الأخرى هو مبدأ عظيم ومقدس لكل تركي، وأنه واجب على كل تركي العمل على عودة الإمبراطورية العثمانية كي يتحد الأتراك الذين توزعوا في العديد من البلدان.

سجل حافل بارتكاب الجرائم وإراقة الدماء
رصيد هذه المنظمة متخم بالجرائم، ففي عام 1978 ارتكبت المنظمة داخل أروقة جامعة إسطنبول جريمة مروعة، حيث أعدمت 14 طالباً يسارياً بدم بارد، وشاركت المنظمة في العمليات القتالية بجمهورية الشيشان جنوب روسيا، ومن بين أبرز أنصارها كان محمد علي آغا الذي حاول اغتيال البابا يوحنا بولص الثاني في ميدان سان بيتر بالفاتيكان عام 1981، ونفذت المنظمة 694 جريمة قتل واغتيال لسياسيين ومثقفين وأكاديميين ما بين أعوام 1974 و1980. وفي عام 2016 وجه “تولجا أدجوزيل” رئيس فرع المنظمة بمحافظة قارس نداءً عنصرياً يدعو فيه أعضاء المنظمة لاصطياد الأرمن قائلاً حينها “هيا لنخرج فنصطاد الأرمن في شوارع قارس”، وتشير الإحصائيات أن المنظمة تمتلك نصف مليون عنصري ينتشرون في 1700 فرع بكافة أنحاء تركيا، وتعتبر هذه المنظمة اليد الضاربة لأردوغان بعد أن تحالف مع دولت بهجلي، فقد استخدمهم أردوغان في جميع عملياته القتالية في شمال سوريا ولا سيما في عفرين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في عام 2019 أن أعضاء منظمة الذئاب الرمادية ظهروا إلى جانب متطرفي ما يسمى “بالجيش الوطني السوري” وهم يعذبون ويشوهون جسد المقاتلة في قوات سوريا الديمقراطية “بارين كوباني”، ويعتبر هؤلاء المتطرفون وقود أردوغان وأداته الفتاكة في استراتيجيته الاحتلالية في سوريا والعراق وليبيا وكارباخ، فقد اعتمد أردوغان في سبيل كسبهم إلى جانبه نظرية المزج بين الأفكار القومية التركية العنصرية والأفكار الدينية المتشددة، الأمر الذي أدى إلى تحويل تركيا إلى كتلة مستعرة من نيران الكراهية ضد الشعوب والقوميات الأخرى في تركيا.
No Result
View All Result