سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

غناش: تباكي أردوغان على فلسطين كذب ونفاق سياسي

كركي لكي/ غاندي إسكندر ـ

أوضح الكاتب والباحث محمد غناش أن الشعب الفلسطيني له الحق في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي دون المساس بحياة المدنيين كونه صاحب قضية عادلة”، ووصف تباكي أردوغان على فلسطين بالنفاق السياسي، كما دعا الدول الإسلامية إلى حماية المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة بالطرق السلمية.
الصراع الفلسطيني والإسرائيلي ليس وليد اللحظة بل هو صراع طويل الأمد يمتد لأكثر من سبعة عقود، حيث بدأ منذ أن أعطت إنكلترا وعداً بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وهو الذي تحقق في عام 1948ومنذ ذاك التاريخ والصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أشده، ويتبين للقاصي والداني أن ما أفرزته سنوات الحرب الدائرة بين إسرائيل وبعض الحركات الإسلامية خلقت مساحة كبيرة من الكراهية والعداوة، ويدفع باتجاه إطالة الحرب ونسف مشاريع السلام التي تحاول إيجاد الحلول للمسألة الفلسطينية.
ما يحدث من عنف مفرط غير مقبول
ولمعرفة حقيقة الأحداث الأخيرة والموقف العربي من مجريات الصراع الحاصل في محيط المسجد الأقصى التقت صحيفتنا بالكاتب والباحث العربي محمد غناش الذي تحدث فقال: “إن ما يحصل في الحي المقدسي الشيخ جراح الواقع في محيط المسجد الأقصى بالقدس الشرقية هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، فمن غير الممكن أن يُقتلع الفلسطيني من جذوره ويُطرد من أرضه بحجج واهية صاغتها المحاكم الإسرائيلية، فليعلم كل إسرائيلي يسلك سلوك التطرف أن الشعب الفلسطيني عصي على الاقتلاع”.
وأضاف غناش: إن فلسطين منذ أن وعينا نراها نجمة العالم العربي في تأثيرها على الأجيال العربية، فهي دون أدنى شك قضية العرب الأساسية وقضية المسلمين أجمع لأنها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، المسجد الأقصى يتعرض بين الفينة والأخرى لهجمات وإهانات من قبل المستوطنين الإسرائيليين، وما حدث في الآونة الأخيرة من عنف مفرط هو أمر غير مقبول من طرفي الصراع، كي نكون منصفين، فقصف المدنيين الآمنين في المستوطنات الإسرائيلية من قبل حماس والجهاد الإسلامي مرفوض جملة وتفصيلاً، والرد الإسرائيلي في هدم الأبراج والبيوت السكنية في قطاع غزة مندد به ويقوض التوصل إلى أي حلول ينهي العنف.

تصريحات أردوغان الجوفاء لن يصدقها أحد
وأوضح غناش بقوله: نشاهد أن البعض من رؤساء الدول الإسلامية يتباكى على فلسطين ويذرف دموع التماسيح عليها كما هو الحال مع التصريحات النارية القادمة من أنقرة على لسان قادة حزب العدالة والتنمية الحاكم وعلى رأسهم أردوغان، وهذا يعتبر نفاقاً سياسياً ومتاجرة باسم الدين، فبعد ساعات من نشوب أحداث الشيخ جراح سارع أردوغان إلى شن هجوم على إسرائيل ووصفها بأنها تمارس الإرهاب على الفلسطينيين.
وأشار غناش: كيف يمكن أن نصدق ما يتفوه به أردوغان وهو الذي يتمتع بأقوى العلاقات مع إسرائيل، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو أنه من يدافع عن المقدسات الدينية كالمسجد الأقصى لا يحول مقدساً دينياً يخص الديانة المسيحية إلى مسجد كـ”آية صوفيا”، إن أردوغان في علاقته مع الفلسطينيين كمن يقتل شخصاً ويمشي في جنازته، وليكن في بال الجميع بأن تركيا أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل كوطن قومي لليهود، وهو الذي صافح من تلطخت يده بدماء الفلسطينيين “أرييل شارون” في القدس عام 2005، مهما حاول أردوغان أن يلعب بمشاعر الفلسطينيين والمسلمين حول العالم بتصريحاته النارية وعنترياته الإعلامية لن يصدقه أحد، لأن أقواله لا تقترن بالأفعال على الأرض، فهي جعجعة كلامية لا طائل منها.
وفي نهاية حديثه طالب محمد غناش العالم الإسلامي بألا يقف موقف المتفرج إزاء ما يتعرض له المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني من انتهاكات، وعلى الجميع أن يسعى إلى حل الخلاف والصراع الدائر في المنطقة وأن يسارعوا إلى وقف القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، وإلا؛ فإن المنطقة مهددة بحرب إقليمية، وعلى كل الذين يؤمنون بعدالة القضية الفلسطينية المبادرة إلى إرساء سلام حقيقي في المنطقة يساهم في حقن الدماء ويعيد الحقوق إلى أصحابها بعيداً عن العنف.