سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مقياس النيل

د. محمد فتحي عبدالعال (كاتب وباحث مصري)-

يعتبر النيل شريان الحياة لمصر والمصريين. كان نهر النيل قديماً يفيض كل عام، مما يساعد على ترسيب الطمي المفيد للتربة، لكن في المقابل كان ارتفاع مياه الفيضان مدمراً لبعض الأراضي والمحاصيل الزراعية، وكان انخفاضه أيضاً كارثة على الزراعة. فكان لزاماً على المهتمين التفكير في وسيلة لقياس مستوى الفيضان ومن ثم اتخاذ التدابير التي تحول دون أخطاره عبر إقامة القنوات والسدود، وكان تحصيل الخراج، أي ضريبة الأطيان الزراعية، يقاس تبعاً لذلك.
يعود الفضل لإنشاء أول مقياس إسلامي إلى عهد الدولة الأموية، وتحديداً زمن الوليد بن عبد الملك بن مروان، وقد أقامه عامل الخراج الأموي أسامة بن زيد التنوخي بجزيرة الروضة، أقدم جزر النيل بالقاهرة، وكان اختيارها نظراً لكونها هادئة نسبياً وبعيدة عن التدمير من أثر الفيضانات وحتى لا يتسرب إليها كثير من الطمي. أما المقياس بصورته الحالية فيعود للخليفة العباسي المتوكل على الله، الذي عهد بإنشائه إلى المهندس أحمد بن محمد الحاسب، وقيل أحمد بن كثير الفرغاني، ويذهب البعض إلى أنهما شخص واحد. وتشير بعض الروايات أن اسم المتوكل أغفل عن قصد لاحقاً أيام أحمد بن طولون أثناء تجديد المقياس وذلك لتأكيد الهيمنة الطولونية والاستقلال عن الخلافة العباسية.
يتكون المقياس من عمود مثمن من الرخام الأبيض مقسم إلى أذرع للقياس، ويرتكز العمود على قاعدة من خشب الجميز الذي لا يتأثر بالمياه.
كان بلوغ النيل 16 ذراعاً هو بشارة وفاء النهر وكانت تقام الاحتفالات، ولعل أجمل تلك الاحتفالات ما سنه المعز لدين الله الفاطمي من متابعة الاحتفالات عبر قصر اللؤلؤة، ومما يروى أن المعز وجد أن النداء بشكل يومي على مقدار منسوب النيل من شأنه أن يثير الخوف والهلع بين الناس وترتفع الأسعار وتختفي البضائع من الأسواق، فاختص نفسه بهذه التقارير اليومية يقوم بها عصراً موظف مسؤول يسمى صاحب المقياس على أن ينادى بمنسوب الفيضان على الناس حينما يبلغ حد الوفاء.
بعد المجاعة المستنصرية التي اجتاحت مصر إثر انخفاض منسوب النيل بشدة تم تجديد المقياس، وبنى القائد بدر الدين الجمالي بجواره مسجد المقياس، أما في العصر المملوكي فصار المسجد المقياس الرسمي بالبلاد، وقد أقام الظاهر بيبرس قبة رفيعة مزخرفة بالمقياس.
الطريف أن السلطان المملوكي خشقدم ومع تأخر فيضان النيل أصدر أوامره بالكف عن المعاصي والتنكيل بمرتكبيها، كما أمر القضاة والعلماء بالذهاب للمقياس والدعاء، فلما طال الوقت عن أسبوعين ووقع الغلاء وعز الخبز في الأسواق انتوى أن يهدم المقياس حتى يتوقف الناس عن متابعة الزيادة والنقصان لكنه تراجع وتمهل حتى أوفى النيل.
ومع أواخر عهد الدولة المملوكية كان الاهتمام بالمقياس متزايداً، فكان السلطان قانصوه الغوري يكثر من الذهاب إليه، وقد شيد قصراً على بسطة المقياس ومسجداً، ومع دخول العثمانيين مصر سار سليم الأول على نفس الخُطا من كثرة الزيارة، كما أنشأ قصراً من الخشب فوق قصر الغوري.
نال المقياس حظاً من تسجيلات الرحالة، ومنهم الرحالة الدنماركي نوردن عام 1737 ثم كتاب “وصف مصر” النتاج العلمي الفريد للحملة الفرنسية على مصر عام 1798 وقد عمل الفرنسيون على رفع كفاءة المقياس عبر إزالة الطمي المتراكم في قاعه وتطهير الحوض ووضعوا مكعباً من الرخام الأبيض بارتفاع ذراع واحد أعلى تاج العمود، وتولى ذلك لوبير كبير المهندسين الفرنسيين.
استمر المقياس يؤدي عمله الهام حتى بناء السد العالي عام 1960 الذي حمى الأراضي الزراعية من الفيضانات ليصبح المقياس بعد ذلك معلماً أثرياً فريداً، هو ثاني أقدم الآثار الإسلامية المصرية.
المراجع والمصادر:
ـ النجوم الزاهرة لابن تغري بردي
ـ كتاب “وصف مصر”
ـ عجائب الآثار في التراجم والأخبار ( تاريخ الجبرتي).
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle