No Result
View All Result
المشاهدات 2
محمد القادري-
نعود الآن إلى ملامح الديمقراطية في شرائع الإسلام السابقة لعصر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تجلت في مواقف الأنبياء والرسل عليه الصلاة والسلام.
ـ سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام جادل قومه (950) سنة حتى قالوا له: (يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين).
طِوال هذه الفترة لم يُرغِم ولم يُجبر أحداً من قومه على الدخول في دينه، بل حتى زوجته كانت تستهزئ به عندما كان يبني السفينة، ونادى ابنه ليركب معه فرفض دعوة أبيه وأراد الاعتصام بالجبل بدل السفينة.
ـ سيدنا هود عليه الصلاة والسلام جادل قومه في عبادتهم لغير الله ثم قال: (أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين).
ـ سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حاجّه نمرود وحاجّه قومه في الله فغلبهم سيدنا إبراهيم بالحُجّة البالغة، ودعا أباهُ برفقٍ ولينٍ إلى الدخول في الإسلام فقال: (يا أبتِ إني قد جاءني من العلم ما لم يأتِكَ فاتبعني أهدِك صراطاً سوياً).
وحينما لم يستجب له أبوه وقومه هاجر من أرضه أورفا إلى أرض كنعان هو وابن أخيه لوط عليه السلام. كان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حليماً أواهاً منيباً إلى الله، حتى أنه جادل الملائكة حينما أخبروه أنهم ذاهبون إلى لوط، فأخذ يجادلهم حتى قالوا له: (يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود).
كان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في منتهى الديمقراطية حتى مع ابنه، حينما ترك له القرار أن يحكم نفسه بنفسه بعد أن رأى في المنام أنه يذبحه وعلم أنه أمر إلهي، وقال لولده: (يا بُنيَّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى).
ـ سيدنا شعيب عليه الصلاة وسلام جادل قومه وحاورهم وخطب فيهم ووعظهم، فلم يستجيبوا له جميعاً فانتظر حكم الله سبحانه وتعالى بينهم قائلاً: (وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين).
ـ سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لم يستأثر برسالته والحُكْمِ التابع له، فعندما كلفه الله سبحانه وتعالى قال: (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشد به أزري وأشركه في أمري)، شارك أخاه هارون في الدعوة والحكم، وجعله خلفية في أهله عندما ذهب إلى ميعاد ربه، ولكن شعبه عصى هارون وأراد أن يحكم نفسه بهوى نفسه فاتخذوا عجلاً من ذهبٍ إلهاً.
ولما رجع سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، كان بيانُ أخيه سيدنا هارون عليه الصلاة والسلام له أنه خشي أن يفرق بين بني اسرائيل وأنهم كادوا يقتلونه. فاختار سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام سبعين رجلاً من قومه كوفدٍ لتكفير جريمة الشعب، ووصف الذين بدلوا دينهم أنهم سفهاء وطلب المغفرة والرحمة من الله سبحانه وتعالى للجميع، قال: (رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتُهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين).
No Result
View All Result