الحسكة/ آلان محمد ـ
أقبل شهر رمضان هذه السنة بالتزامن مع العديد من المعوقات التي فرضت نفسها كأمرٍ واقع على المواطن ولا مناص من تبعاتها السلبية والمجحفة, فكيف يتعامل المواطنون في شمال وشرق سوريا مع هذهِ المعوقات؟
اعتادت العائلات المسلمة في كافة انحاء العالم على ممارسة الطقوس الرمضانية تحت طابعٍ خاص ومميز, ومن المعروف بأن المصاريف تزداد بنسبةٍ مضاعفة نظراً إلى تنوع الموائد الرمضانية التي اعتادها الناس, ولكن في المرحلة الحالية, ما الذي تغير على تلك الموائد؟ وهل انكسرت الصورة المعتادة للطقوس الرمضانية؟ وما هي الظروف التي طرأت على مناطق شمال وشرق سوريا؟
الغلاء والحصار وكورونا
ثلاثية مريرة يبدو أنها متناغمة في تعجيز المواطن, واصبحت تشكلُ اتحاداً مأساوياً لمحاربة العادات والتقاليد اليومية لحياتنا عامة, ولشهر رمضان خاصة, فلقد كان لحضور فايروس كورنا الأثر الأكبر والمباشر في التأثير على نمطية الحياة الاجتماعية والاقتصادية, فألقى بظلالهِ السوداء على كافة مفاصل البنية التحتية والاجتماعية والاقتصادية بشكلٍ شاملٍ وعام, وكانت الإدارة الذاتية من المتأثرين بأثقالِ هذا الفيروس العالمي, وعلى وجه الخصوص العادات الاجتماعية التي تميز بها الشعب في مناطق شمال وشرق سوريا عن غيره من المجتمعات, والعامل الثاني الذي لا يقل خطورةً عن كوفيد19, كان الحصار الجائر على الإدارة الذاتية، والاحتلال التركي الفاشي للكثير من المناطق الاستراتيجية التي كانت تمثل خزاناً حيوياً لبعض أهم المواد الغذائية وهي القمح والشعير والقطن, كمدينة سري كانيه الاستراتيجية وكري سبي, وفي نهاية المطاف كان انهيار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الذي أدى إلى موجةِ غلاءٍ رهيبة, لا زال المواطن يدفع ثمنها ويتصارع معها ليتكيف مع آثارها, من دون أي جدوى, فالأسعار في الأسواق أصبحت بعيدةً كل البعد عن متناول الفئة المتوسطة التي تمثل الغالبية العظمى للمواطنين في شمال وشرق سوريا.
آراء المواطنين ولسان حالهم ماذا يقول
وفي جولةٍ قامت بها صحيفتنا “روناهي” لمواكبة أوضاع المواطنين مع دخول شهر رمضان, وسماع رأيهم في ظل هذهِ الظروف الاستثنائية التي تعصف بالمنطقة, وكان منهم المواطن, عبد العزيز عويد الذي قال: “إني اشعر بالغرابة والقلق لما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة, فنحن لم نعد نستطيع أن نغطي احتياجاتنا الطبيعية اليومية, وقد دخل علينا شهر رمضان بالتزامن مع هذا الغلاء وفيروس كورونا وحظر التجوال, وبدأنا بملاحقة المحال التي طرحت عروضاً على المنتجات وخفضت بعض الأسعار بمناسبة الشهر الكريم”.
ومن جهتهِ قال المواطن محمد عقلة العبيد: “بدايةً نهنئ كافة المواطنين في شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية بحلول الشهر الكريم, ونتمنى توفير مادة الخبز، فقد أصبحت عصيةً علينا في كثير من الأحيان, أما بالنسبة لأسعار المواد الغذائية فأصبحت تمثل كابوساً حقيقياً بالنسبة لي, وأهيب بالإدارة الذاتية أن تجد حلاً لفصل ارتباط الليرة السورية بالدولار فيما يخص المواد الاستهلاكية والغذائية, فلم يمكن ولا بأي شكلٍ من الأشكال أن نعود لحياتنا السابقة وطبيعتها التي تعودنا عليها”.