31 عاماً دون تحقيق العدالة لضحايا حريق سجن الحسكة

أكدت “مهدية حاج محمد” أن سياسة الاعتقال هي أسلوب تتبعه الدولة لحماية مصالحها، لافتةً إلى أن “حرق سجن الحسكة وسينما عامودا والهجمات الكيماوية على حلبجة تأتي في إطار الخطة والهدف ذاتهما”.

في الرابع والعشرين من آذار 1993، اندلع حريق ضخم في سجن الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا، ما أدى إلى وفاة 61 شخصاً غالبيتهم من الكرد، وإصابة ما يقارب 100 شخص آخرين.

طالبت مهدية، وهي أم لتسعة أطفال، بفتح ملف حريق السجن من جديد من أجل تحقيق العدالة، والمطالبة بالتحقيق في وفاة زوجها في الحريق.

وعن اعتقال زوجها، بينت مهدية “في ذلك الوقت كانت حكومة دمشق تضغط على الشباب وتجبرهم على بيع السجائر، لكن زوجي لم يحتمل هذا الوضع، وكان دائماً يرفض ذلك ويقول إنه لن يفعل هذا، لذلك اعتقلوه، كما كان له صديق لم يقبل بذلك، فعلقوه على الدوار، وأطفؤوا السجائر في وجهه، وتحت ضغوط وأعذار مختلفة، تم اعتقال الشباب الكرد”.

وتم إشعال الحريق من قبل مجهولين، بالتزامن مع مساعي اقتحامه من الفرق الأمنية، وبعد اشتعال الحريق في أحد المهاجع، رفضت السلطات فتح الأبواب، رغم تعالي أصوات السجناء وتم احتراقهم ضمن المهجع.

الاستعدادات كانت جارية قبل الحريق  

وأكدت مهدية، أن حكومة دمشق تعمدت إحراق السجن: “في 23 آذار ذهبت لزيارة زوجي، وأخبرني أن إدارة السجن أحضروا مادة بيضاء اللون مثل الطحين ورشوها على أرضية المهاجع. وقتها قلت له أيعقل أن تكون تلك المادة مثل المادة التي رشوها في سينما عامودا، وقال زوجي لي أن إدارة السجن قطعت عنهم مادة الكاز لفترة من الزمن، لكن في تلك الليلة وزعت الكاز على السجناء بكميات وفيرة وحلقوا شعر جميع السجناء وحمموهم وكأن شيئاً ما سيحدث، وكانت صهاريج المياه وسيارات الإطفاء التي جاءت لإطفاء الحريق في السجن فارغة ولم يكن فيها ماء، وبعد اندلاع الحريق ذهبنا إلى السجن، كانوا قد أحضروا آلاف العناصر لمنع الأهالي من الهجوم والاقتراب من السجن. عدنا إلى المنزل دون أن نعلم أي شيء، وبعد ذلك أبلغنا جيش حكومة دمشق أنه احترق زوجي في السجن وأحضروا جثته”.

“خطط العدو ضد الكرد هي ذاتها”

ولفتت مهدية إلى سياسة اعتقال الكرد: “هذا الحريق كان متعمداً. مثل العديد من الأحداث، وبكل هذه الأفعال، فإنهم يستهدفون الشعب الكردي، ومثلما تمت مجزرة حلبجة وحرق سينما عامودا هذا الحادث أيضاً كان أحد هذه المخططات. لماذا احترق عدد كبير من الشباب الكرد في ذلك السجن؟ ويتم تطبيق هذه السياسة في جميع الدول، فاليوم تقوم الدولة التركية المحتلة باحتجاز واعتقال السياسيين والمثقفين والمناضلين من أجل تحقيق مصالحها وقمع صوت الحرية. هذه الحادثة بحد ذاتها تظهر الكراهية تجاه نضال الشعب الكردي”.

ودعت إلى فتح ملف قضية الحريق في سجن الحسكة: “إذا فتحت القضية وحصلت محاكمة عادلة فسوف تظهر الحقيقة اللاإنسانية لسياسة حكومة دمشق، ولكن بعد مرور 31 عاماً، تجاهلت المنظمات الإنسانية هذه الحادثة، كما تتجاهل مجزرة حلبجة وسينما عامودا ومجازر الدولة التركية التي يتم تنفيذها اليوم. سنرفع مستوى النضال ضد الأنظمة الحاكمة وسننتصر بمشروع الأمة الديمقراطية الذي يمثل الحل الأساسي للشعوب”.

وكالة أنباء المرأة