“يجب وضع حد للمُحتل التُّركي وتماديه بغزو الأراضي السّوريّة”

تقرير/ إيفا ابراهيم

روناهي/ قامشلو– على المُجتمع الدّولي وضع حد للمُحتل التُّركي لكي لا يتمادى في مشروعه الاحتلالي لمناطق شمال وشرقي سوريا، حسب ما أكّدته العضوة في مجلس سوريا الدّيمُقراطية جاندا محمد.

عودة مدينة “عفرين” أرض الزّيتون إلى حضن الوطن هو المطلب والشعار الأساسي لأهالي شمال وشرقي سوريا في كل تظاهرة، ها قد مر عامين من بدء المحتل التركي هجماته على عفرين، سنتين من الانتهاكات والنهب والقتل والتّهجير القسري لا تزال جارية فيها، فالدولة التركية الفاشية لم تكتفِ باحتلال عفرين، وفي الآونة الأخيرة بدأت بالغزو على مدينتي رأس العين “سري كانيه” وتل أبيض “كري سبي”.

مُقايضة مُدن سوريّة والهدف واحد

وحول هذا الموضوع التقت صحيفتنا روناهي مع العضوة في مجلس سوريا الدّيمقراطية “جاندا محمد”.

مدينة عفرين كانت الملاذ الآمن لآلاف السوريين الذين نزحوا إليها من أهوال الحرب من المناطق السورية الأخرى، فالدّولة التّركية الفاشيّة مُنذ بداية الأزمة السورية كان لها دور سلبي في الملف السوري، وذلك بدعمها للمُتطرفين والمُرتزقة، والتي بدأت من مدينة سري كانيه وصولاً إلى كوباني إلا إنها فشلت في ذلك، وتم عقد العديد من الاتفاقيات بين الدول “تركيا وروسيا وأمريكا” لإنشاء مناطق خفض التصعيد، إلا أن المحتل التركي اتفق على مقايضة مدن سورية بمدن سورية أخرى، فكانت عفرين مقابل منطقة الغُوطة الشّرقية بِدمشق، هذا ما أكّدته جاندا في بِداية حَديثها.

الغزو التُّركي يُعرقل حلَّ الأزمة السوريّة

وأشارت جاندا بأنّه في تاريخ 20-1-2018 بدأ الغزو الهمجي الشرس من قبل جيش الاحتلال التركي لاجتياح مدينة عفرين باستخدام الطائرات الحربية، لكن الهجمات التركية لاقت مقاومة كبيرة من قبل أهالي عفرين لمدة 58 يوماً، فالهدف من هذه الانتهاكات المستمرة بحق أهالي عفرين هو ضرب مشروع الإدارة الذّاتية إضافةً إلى موقعها الاستراتيجي، فالمشروع التركي لم يقف عند عفرين، ومؤخراً تدخلت في مدينتي رأس العين “سري كانيه” وتل أبيض “كري سبي” وسط صمت دولي مجحف، وأضافت بالقول: “يجب على المجتمع الدّولي وضع حد للمحتل التركي لكي لا يتمادى في مشروعه الاحتلالي لمناطق شمال وشرقي سوريا”.

ونوهت جاندا بالقَول: “في ظلِّ هذه المَرحلة الصّعبة والحسّاسة قوّاتنا صعّدت المقاومة من الناحية العسكرية، أما من النّاحية السّياسية والدِّبلوماسيّة سيُصعّد مجلس سوريا الديمقراطية من نضاله وتحرير عفرين من أولوياتهم لإنهاء الأزمة في سوريا، بالتالي لا يوجد حل للأزمة السورية وهنالك أراضي محتلة، لذا يجب إخراج العدو المحتل من جميع الأراضي السورية لنستطيع البدء بالعملية السياسية وإيجاد حل للأزمة”.

وشددت جاندا على أن مبدأ الحِوار السّوري ـ السّوري  وإلى وحدة الصف الكردي من المبادئ التي يجب السّير عليها ضمن عمل مجلس سوريا الدّيمقراطية؛ وأكدت بأنه على جميع أبناء شعوب المَنطقة التّلاحم،  ويتوجّب ترتيب البيت الكردي كونه لا يمكن حل القضية السّورية حتى تُحلّ القضية الكردية، وهي من أهم القضايا الأساسية التي يجب حلها.

هَدفهُم كَسر إِرادة المَرأة..

وذكرت جاندا بأنّه مُنذ بداية الأزمة السّورية وحتى الآن المستهدف الأول والتي دفعت الضريبة هي المرأة، فتعرضت للقتل وعاشت معاناة التّهجير القسري والنّزوح واللجوء وجرائم مُتعدِّدة منها :الجريمة البشعة التي ارتكبوها في الآونة الأخيرة أمام مرأى العالم بحق الأمين العام لحزب سوريا المستقبل الشهيدة هفرين خلف، وبينت بأن هدفهم الأساسي كسر شوكتها للتّراجع عن مشروعها في هذه المرحلة المصيرية، مؤكدةً بأنّهن كنساء عليهن التصعيد من نضالهن ومقاومتهن والسّير إلى الأمام حتى تحقيق النّصر والوصول إلى الهدف المنشود.

وأضافت بالقولِ: “إيجاد الحلول المناسبة في المجال السياسي على النِّطاق الضَّيق وبفكر ومشاركة الرجل فقط في القضايا السياسية ستكون نهايته الحروب والدمار، ولكن المرأة بحكمتها وقيادتها ومشاركتها مع الرجل تستطيع تجنب المنطقة من اشتعال حرب عالمية ثالثة”.

علينا السّير على نَهج الشَّهيدات

ونوّهت جاندا بأنّ المَرأة في شَمال وشرق سوريا بروحها المقاومة دوّنت صفحات التاريخ وحوّلتها إلى فَلسلفة الحياة، أمثال؛ الفدائيات آرين وآفيستا وبارين اللواتي حوَّلن أجسادهن الطاهرة لدروع بشرية أمام الأعداء.

 واختتمت العضوة في مجلس سوريا الديمقراطية جاندا محمد بالقول: “علينا نحن النِّساء السّير على طريق الشّهيدات كي لا تبقى المرأة تحت ظلم وذهنية الدول الرأسمالية كون مخططهم الأكبر يستهدف المرأة”.