قامشلو/ دعاء يوسف –
في سعيها الدائم لإظهار الحقيقة، في ظل انتشار التضليل الإعلامي، وطمس الصورة الحقيقية عن العالم، التي شوهها الإعلام بوسائله كلها، كانت وكالة أنباء هاوار خلال أعوامها العشرة، تسعى جاهدة، وبإمكاناتها البسيطة، إلى إظهار الحقيقة، ومن أجل ذلك ارتقى خمسة من مراسليها للشهادة فداءً لإظهار الحقيقة.
باتت وسائل الإعلام تشكل القوة الرئيسية، القادرة على إنهاء التسلط، والوصول إلى ملايين الأشخاص في آنٍ واحدوأن، حيث تهدف إلى النضال والكفاح، في سبيل تعريف، وحماية، وتطوير هوية وثقافة وتاريخ الشعب الكردي، وجميع الشعوب المضطهدة، والتي يتم إنكار وجودها، والمعرضة للإبادة الجسدية والثقافية.
عقد من الكفاح
أُسِّست “وكالة أنباء هاوار”، في الأول من آذار عام 2013، بمجموعة من الصحفيين الكرد في روج آفا، حيث اتخذت من ميراث الإعلام الحر مبدأ أساسياً للعمل، وقد دخلت عامها الحادي عشر منذ أيام ٍ قليلةٍ، بروح مليئة بالعزيمة والإصرار لمجابهة السلطوية في ميدان الإعلام، وذلك من خلال تزويد العالم بحقيقة ما يجري في ساحة الشرق الأوسط، والانضمام إلى الكفاح، من أجل إعادة بناء المجتمع الأخلاقي والسياسي.
تطور الوكالة
بدأت وكالة أنباء هاوار أولى خطواتها، من غرفة ترابية لا تتجاوز بضعة أمتار، في حي الهلالية في قامشلو، وقد بدأت عملها بعدد قليل من الأشخاص المتسلحين بأقلام الحقيقة، وعلى حاسوب واحد فقط، حيث نشروا أول خبرٍ لهم في الواحد من آذار، ليكون نقطة البداية، في طريقٍ حافلٍ بالصعاب، وناتج من وعي أعضاء الوكالة، بأن المنطقة بحاجة لمن يرصد الواقع المعاش، مع انتشار الأخبار الكاذبة، والمعارضة للصورة الحقيقية، التي يعيشها أبناء المنطقة. وغطت وكالة أنباء هاوار الفعاليات، والنشاطات، والقمع الأمني، الذي تشهده مناطق روج آفا، ابتداءً من إقليم الجزيرة، حتى كوباني وعفرين، ولإيصال الصورة بمصداقية أكبر، سعت الوكالة إلى زيادة عدد مراسليها في المناطق كافة، وبناء على ذلك، قامت خلال عام 2015، بزيادة عدد مراسليها، فنشرت شبكة من المراسلين في عموم مناطق روج آفا، والشمال السوري، والمدن الرئيسية في سوريا، إلى جانب بقية أجزاء كردستان، إضافةً إلى عدد من دول الشرق الأوسط، من أجل إعادة بناء المجتمع الأخلاقي والسياسي، وذلك من خلال تقارير الأخبار، والصور، والمشاهد المصورة.
وخلال لقاءٍ أجرته صحيفتنا “روناهي” مع عضو مجلس “وكالة أنباء هاوار”، ومحرر القسم العربي هناك “أحمد محمد”، والذي حدثنا عن بدايات تأسيس الوكالة: “بدأنا العمل بإمكانات ضعيفة جداً، وبما أن عملنا كان يقتصر على تواجد الإنترنت الغائب آنذاك، فكنا نتوجه لنقاط بعيدة، لأجل نشر الأخبار”.
وزاد محمد: “دون مكاسبٍ، وأي مقابل، اجتمعنا لغاية واحدة، والتي تُبنى عكس الواقع المُعاش للرأي العام، فاليوم يتواجد في الوكالة أكثر من 125 شخصية وطنية، ممن يسعون لإظهار واقعهم”.