وقف المرأة الحرّة في سوريا.. مساع لضمان دورها في المجتمع

قامشلو/ رشا علي ـ

---

يسعى وقف المرأة الحرة في سوريا لتعزيز دور المرأة، وإنجاز الكثير من الأعمال على مدار سبع سنوات من خلال مشاريعه الهادفة. وخرج كونفرانسه في السنة الفائتة بجملة من المقررات، وبرامج هامة؛ للعمل عليها في العام الحالي.

تحت شعار “المرأة الحرة أساس المجتمع الحر”، افتتح وقف المرأة الحرة بروج آفا في شهر أيلول من عام 2014، وذلك لإلقاء الضوء على مشاكل المجتمع، وإعطاء الحلول المناسبة له، مستهدفاً تطوير مشاريع الفكر، والهوية الحرة عن طريق المرأة والطفل، لخلق امرأة حرة ومستقلة، وللقضاء على كل أشكال التمييز، والعنف ضد المرأة، وينشط في مناطق شمال وشرق سوريا كافةً، وله مكاتب في عشر مقاطعات ونواحٍ، وأربعة مخيمات للمهجرين، كما يتعاون مع ما يقارب 40 منظمة دولية، ومحلية من منظمات المجتمع المدني.

وحول أعمال ومشاريع وقف المرأة الحرة في سوريا في عام 2021، ألتقت صحيفتنا “روناهي” مع “روكن خشو” الإدارية في وقف المرأة الحرة في سوريا، للتحدث لنا عن الأعمال والمشاريع، التي أُقيمت به في السنة الفائتة، والتي أفادت المجتمع والمرأة معا، في التركيز على القطاع الصحي، وقالت: “نعقد الاجتماعات الشهرية للإدارة، وللمكاتب وللجان التابعة للوقف، وللمشرفين على المشاريع التابعة للوقف كافة، حيث يتم النقاش حول الصعوبات والمشاكل، التي تواجه العمل ورسم خطة مستقبلية، وتنفيذ خطة توسيع عمل الوقف جغرافياً، من خلال فتح مكتب في مدينة منبج بتاريخ 1-9 -2021 م”.

نظم الوقف كونفرانسه الأول بتاريخ 18/ 6/2021م، وكان جيداً حسب ما أكدت عليه روكن، حيث نُوقشت فيه الأمور المرتبطة بالوقف كافة، إضافة إلى وضع خطة عمل جديدة.

أعمال اللجان

وعن أعمال لجنة الصحة، والمحاضرات، التي كانت تُلقى في الوقف، بيَّنت روكن ذلك بقولها: “مع انتشار جائحة كوفيد 19(كورونا) كان يتطلب الواقع، أن تكون أغلب المحاضرات صحية، والتي يتم إعطاؤها من قبل لجنة الصحة بوقف المرأة، بعنوان كوفيد 19، لأن الوقف يقع على عاتقه جانب كبير، لتوعية المجتمع من الناحية الصحية، والإحاطة بمخاطر هذا الوباء، لذلك تم التنسيق مع مؤسسات وقرى عدة، ومع الكومينات، بالتعاون مع اللجنة الاجتماعية لإعطاء محاضرات بخصوص هذا المرض، إضافة إلى مواضيع صحية أخرى، مثل الأمراض النسائية، كسرطان الثدي، وأمراض الأطفال، واستمر العمل ضمن هذا العام ولكن بشكل أوسع، من خلال إطلاق حملة صحية بعنوان، تجديد كوفيد، وكيفية الوقاية منه، وذلك على مدار ثلاثة أشهر، وأيضاً إطلاق حملة في الشهر العاشر (الشهر الوردي) بعنوان سرطان الثدي، ولكن بسبب الحظر، اقتصرت الحملة على خمسة عشر يوماً فقط”.

وعن دورات التمريض، وهدف الوقف منه، أكدت روكن: “أعطينا دورات التمريض للنساء، وتدربن على الإسعافات الأولية، وطرق ووسائل تنفيذها داخل المنزل وخارجه، خاصة عندما يتعرض البعض لحالات طارئة في أوقات حرجة (الحرب)، وتكون إما بسبب الإهمال، أو بسبب سوء الاستخدام، لذلك فمازال العمل في تدريب الفتيات في المجتمع مستمراً”.

عيادات متنقلة

وحول قسم مستوصف “آري” في المنطقة، أشارت روكن إلى الفائدة الكبيرة على المواطنين، حيث كان يُعاني المرضى من قلة وجود مراكز صحية، وبشكل خاص الأطفال منهم، والنساء، لذلك اُفتتحت مستوصفات من قبل الوقف من أجل معاينة المرضى، ويتم تفقد أوضاعها بشكلٍ دوري، وهناك مشكلة قلة الأدوية التي تعاني منها المستوصفات، وهذه المشكلة عامة في شمال وشرق سوريا، وأوضحت روكن: “في القرى ومن أجل تلبية حاجاتهم الطبية بشكل أسرع، أُنشئت العيادات المتنقلة، وتم تفعيل دورها في ديرك، وهي مازالت مستمرة في عملها، حيث زارت منذ شهر السابع حتى الشهر العاشر 45 قرية، واستفاد منها 761 مريضاً، ما بين طفل وامرأة، وأيضاً هناك مركز للعلاج لطب الأعشاب في مدينة الدرباسية والحسكة، وتعمل فيه نساء مختصات بمجال الطب الطبيعي، إلى جانبه يتم فتح دورات عن طب الأعشاب”.

توعية المرأة

لجنة التربية هدفها توعية المرأة تجاه مفاهيم المجتمع الإقطاعي، ومفاهيم السلطة الذكورية، وصقل شخصية المرأة، وإثبات استقلاليتها من خلال تنظيم الدورات التدريبية، وإلقاء المحاضرات الفكرية، وأردفت روكن: “لاحظنا قبل عقد الكونفرانس، كيف كان النقد قليلاً في المحاضرات الفكرية، التي كانت تُعطى، لذلك وبعد نقاشات عدة، وُضع برنامج جديد للجنة التدريب، حيث تضمن التركيز على المواضيع المهمة، والضرورية لتدريب كل فئة حسب احتياجها، أي مواضيع خاصة بالمحاضرات، التي يتم إعطاؤها للكومينات، إضافة لمواضيع خاصة للفتيات، اللواتي تلقين التدريب المهني كالخياطة، والرياضة، والتمريض في الوقف، إلى جانب تدريب أعضاء الوقف بشكل منتظم، إضافة إلى التدريبات الفكرية في المخيمات، ومن أهم النواقص، التي تعاني منها هذه اللجنة قلة الكادر المتمكن”.

تسليم الروضات لمديرية التربية والتعليم

أما بخصوص الروضات، التي كانت تابعة للوقف، والتي سُلِّمت لمديرية التربية والتعليم في عام 2021، كانت بسبب عدم قدرة الوقف، دفع رواتب المعلمات، اللواتي يشرفن على العمل في الروضات، وذلك بعد تحمل الوقف كافة المصاريف، حسب روكن.

أما الأقسام الأخرى المرتبطة بقسم التربية، التابعة للوقف كالموسيقى، فما زال عملها مستمرّاً، حيث يتم سير نشاطاتها وتدريبها على الأغاني الفلكلورية، وعلى الآلات الموسيقية، وأيضاً يولي الوقف الاهتمام للحضانة التابعة له.

مشاريع الوقف

وعن المشاريع المستمرة للوقف، فقد قالت روكن: “أما فيما يتعلق بمشروع دار الإيتام في كوباني /كسكا سورآلان/ فهو مستمر في تربية الأطفال وتعليمهم، وهناك أيضاً نشاطات ترفيهية متفرقة، للأطفال والنساء في مخيم /روج – الهول/”.

وحول استمرارية المشاريع، نوّهت روكن: “مازالت أغلب مشاريع الوقف مستمرة، ولكن بوتيرة أكثر حركة وجدية، بعد انعقاد الكونفرانس، حيث زادت عدد المتدربات في القسم المهني في مركز الوقف، ومكاتبها سواءً في الخياطة أو التمريض، إضافة إلى فتح فروع جديدة لبعض المشاريع، مثل مركز آري سيدم في الرقة، وأيضاً العمل بشكل رسمي في مجال الصوف، بمركز الوقف بقامشلو، وأيضاً في مكتب الوقف برقة، وكان عمل الوقف مثمراً، وذلك تجلى في زيادة عدد الدورات والمحاضرات، وعدد المستفيدين منها (الصحية والفكرية) مقارنة بمرحلة قبل انعقاد الكونفرانس”.

فهذه إحصائية للدورات وللمحاضرات الصحية، والفكرية، والمهنية، التي قام بها وقف المرأة الحرة في سوريا، خلال أربعة الأشهر الماضية:

ـ دورة الإسعافات الأولية (تمريض): 25 دورة عدد المستفيدين 427 امرأة.

ـ دورات الخياطة: 21 دورة عدد المستفيدين 356 امرأة.

ـ دورات كوافيرة: 10 دورات عدد المستفيدين 151 امرأة.

ـ لغات: 2 دورتان عدد المستفيدين 41 امرأة.

مقترحات لعام 2022

واختتمت روكن خشو الإدارية في وقف المرأة الحرة في سوريا: “هدفنا هو تطوير العمل، وآلياته من النواحي واللجان كافة، ومن مقترحاتنا لعام 2022 تقوية علاقاتنا مع المؤسسات المحلية والدولية، ومساعدة المرأة من الناحية العملية والاقتصادية، والذهنية، واعطاؤها فرصاً، للعمل؛ كون الوقف يعمل بهوية المرأة”.