يواجه أهالي مدينة الحسكة وريفها في شمال وشرق سوريا، صعوبات لتوفير المياه مع كل مرة توقف فيها تركيا تشغيل محطة علوك للمياه بريف مدينة سري كانيه الخاضعة لسيطرتها.
وبعد انقطاع دام عشرة أيام، أعادت تركيا السبت الماضي تشغيل المحطة، حيث اضطر السكان في فترة الانقطاع إلى شراء مياه الشرب من الصهاريج بأسعار مرتفعة أو الاعتماد على المياه المعدنية.
بينما يعتمدون على مياه الآبار المالحة التي حفروها في الأحياء في الغسيل والنظافة.
قطع متكرر
وعمدت دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها منذ سيطرتها على مدينة سري كانيه في تشرين الأول عام 2019م، إلى إيقاف تشغيل المحطة أكثر من عشر مرات، استمر بعضها لأكثر من شهر، في ظل انتشار وباء كورونا.
وقال إسماعيل العلي (56 عاماً)، وهو من سكان حي الكلاسة في المدينة، إنه يضطر مع كل مرة يتوقف ضخ المياه، لشرائها من الصهاريج بأسعار يحددها صاحبها. وتحتاج العائلة المؤلفة من ثمانية أفراد بشكل يومي إلى خمسة برميل من المياه يتراوح سعرها بين أربعة وخمسة آلاف ليرة.
ويضطر “العلي” لنقل المياه من بئر في حي آخر بدراجته “الحلفاوية” ذات العجلات الثلاثة.
وكانت القوات الروسية قد رعت اجتماعاً في وقت سابق, حضره ممثلون عن الإدارة الذاتية والحكومة السورية, لبحث قضية قطع المياه عن الحسكة.
واتفق الطرفان مع تركيا آنذاك على تشغيل محطة علوك بطاقتها الكاملة (12 مضخة و30 بئراً), مقابل تقديم 25 ميغاواط لمدة 10 ساعات يومياً لمنطقة سري كانيه. ولكن سوزدار أحمد, الرئيسة المشتركة لمديرية المياه في الحسكة قالت إن تركيا لم تلتزم بتشغيل المحطة بكامل طاقتها.
حلول إسعافية
ويتوزع ضمن أحياء مدينة الحسكة عدد من خزانات المياه، وضعتها المنظمات الإغاثية ليتمكن السكان من تلبية احتياجات منازلهم من المياه الصالحة للشرب، إلا أنها فارغة أغلب الأحيان، بحسب سكان. ويستمر العمل بتنفيذ مشروع استجرار مياه نهر الفرات من مدينة الصور بريف دير الزور الشرقي إلى مدينة الحسكة وريفها الجنوبي.
وقال قائمون على المشروع إن استجرار مياه الفرات إلى الحسكة لا يعتبر بديلاً عن محطة مياه علوك وإنما: “هو حالة إسعافية لتأمين نسبة معينة تقدر بنحو 20 إلى 25 بالمئة من حاجة سكان الحسكة من المياه”.
وبداية العام الجاري، بدأت الإدارة الذاتية العمل بالمشروع الذي من المقرر الانتهاء منه خلال ثلاثة أشهر.
ويشتري حسين علي (54 عاماً) وهو من سكان حي العمران بالمدينة، أغلب الأحيان مياه معبأة، في ظل عدم قدرته على تأمينها من الصهاريج.
وقال: “إن الصهاريج غير متوفرة في أغلب الأحيان، نضطر للاتصال عشرات المرات بأصحابها، لكن جميعهم يفضلون معارفهم وأقرباءهم”.
وكالات