أعرب وجهاء وسياسيون إيزيديون عن رفضهم لبناء الجدار العازل بين قضاء شنكال، وروج آفا، مؤكدين أن هدفه وأد الإدارة الذاتية في شنكال، وإطباق الحصار على الشعب الإيزيدي، وجعله سجناً كبيراً، تنفيذاً لأطماع دولة الاحتلال التركي.
يستمر الجيش العراقي ببناء جدار عازل على طول حدود قضاء شنكال في باشور كردستان، مع روج آفا بطول 250 كم، وحسب المخطط سوف توضع أسلاك شائكة بعمق خمسة كيلومترات بعيداً عن الجدار، ضمن أراضي شنكال.
ويرافق بناء الجدار وضع الأسلاك الشائكة بين القرى العربية، والإيزيدية في شنكال، بدءاً من خط مذيبان، وحتى قرية قاسم في ناحية سنوني، مع إنشاء عشر نقاط عسكرية للجيش العراقي في القرى العربية.
الجدار الفاصل يرسخ التقسيم
حول ذلك تحدث وجهاء عشائر، وساسة إيزيديون لوكالة هاوار، وفي البداية قال أحد وجهاء عشيرة دنا الإيزيدية، دربو دلف: “بناء الحكومة العراقية للجدار الفاصل، مسعى لفصل أجزاء كردستان، وترسيخ التقسيم، وفصل الكرد عن بعضهم، والحكومة العراقية تعادي أي مشروع لوحدة الكرد”.
وأشار دلف: “دولة الاحتلال التركي، تقف وراء كل ما يجري في باشور كردستان، والهدف توسيع، وتقوية، وتعزيز نفوذها عبر فصل الكرد، وعبر تجزئتهم أكثر، كون وحدة الكرد ليست في صالحها.”
وعدّ دلف مخططات التجزئة، التي تقوم بها الحكومة العراقية، تقف وراءها الحكومة التركية، وقال: “أعداء الكرد دائماً يتحدون فيما بينهم، عندما يتعلق الأمر بالحقوق وبالوحدة الكردية، الكرد في روج آفا، وشنكال بينهم علاقات وثيقة، وهم يلجؤون إلى بعضهم في الأزمات، لذلك فإن دولة الاحتلال التركي، والحكومة العراقية يحاولان دائماً قطع تلك الروابط الأخوية المتينة”.
واختتم دربو دلف: “هناك ضرورة لتوحيد الصف الكردي، ووحدة كلمتهم، ورؤيتهم السياسية ضد الأعداء، للوقوف في وجه مخططات التجزئة، لأنه لا يمكن للكرد تحقيق أي نتيجة في حال عملت كل جهة كردية، بشكل منفصل عن الأخرى”.
منع التواصل بين الأخوة
وتحدّث وجيه آخر من عشيرة دنا عصمت كالو: “إن الهدف الأساسي من بناء الجدار الإسمنتي على حدود روج آفا، وقضاء شنكال، هو منع التواصل بين أبناء الشعب الواحد، وعندما تم غزو شنكال من قبل مرتزقة داعش أول مَن قدموا المساعدة، وساهموا في تحريرها هم قوات الكريلا، ووحدات حماية الشعب، وأغلب شعب روج آفا من خلال تقديم المساعدات، وفتح أبوابها لشعب شنكال”.
وأضاف كالو: “بناء الجدار العازل غير مقبول، ولا يمكن لأحد فصل الشعب الواحد، ووضع الأسلاك الشائكة بين القرى العربية، والكردية في شنكال، محاولة لفصل الشعبين العربي، والكردي عن بعضهما، على الرغم من تعرضهما للمجازر معاً، وتوحدهما في محاربة مرتزقة داعش، ووهناك قاسم مشترك بينهما، حيث أن الشعبين يسيران على مبدأ الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب”.
يذكر أنه في الثالث عشر من آذار المنصرم خرج أهالي قضاء شنكال من الشعب العربي، وأبناء المجتمع الإيزيدي، في مظاهرة منددة بمحاولة الحكومة العراقية، فصل القرى العربية، والكردية عن بعضها، ليقوم بعد ذلك عناصر اللواء الثامن عشر بمداهمة، وبتهديد أهالي قرى “حساويك، وبيرجاري، وتل مشرف” في ناحية سنوني؛ لمنعهم من المشاركة في الفعاليات المناهضة للجدار، أو التحدث لوسائل الإعلام حول ما يجري هناك.
حجج واهية ومخططات دنيئة
وضمن السياق ذاته، تحدث السياسي، وعضو البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، فاروق توزو: “معنى إقامة الجدار العازل في التاريخ الحديث، لا يثير لدي سوى الذكريات المرة، في الوقت الذي تتجه الشعوب، والبلدان نحو إزالة الحدود فيما بينها، تتجه بعض البلدان الأخرى إلى بناء جدران عازلة بين الشعوب، التي تعيش معا منذ آلاف السنين، دون أن تستفيد من تجارب الدول، التي تتبنى مصالح شعوبها قبل كل شيء”.
وأشار توزو: “تعاون الحكومة العراقية، وحكومة باشور كردستان مع الجارة السيئة الصيت تركيا، في إقامة جدار فاصل وتحت حجج واهية، ما هو إلا تنفيذ لرغبات دولة الاحتلال التركي، لفصل الشعب الواحد عن بعضه، وقطع طرق التواصل فيما بينهم، واستكمالٌ للمشاريع كافة، التي تهدف إلى خنق شنكال وإدارتها، وفصلها عن عمقها الحقيقي في روج آفا”.
ولفت توزو: “مخطط بناء الجدار الإسمنتي العازل بين شنكال وروج آفا، هو تجديد لمخطط التقسيم، والذي جاء بمباركة حكومة باشور كردستان، لفصل روج آفا عن شنكال، وباشور كردستان، في حين أن وضع الأسلاك الشائكة بين القرى الكردية، والعربية غير مبرر”.
وفي نهاية حديثه بيّن عضو البيت الإيزيدي في إقليم الجزيرة، فاروق توزو: أن بناء الجدار العازل محاولة لوأد تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال، ووضع العراقيل في وجه توحيد الشعوب، ومحاولة للقضاء على تاريخها؛ لتكون رهينة لمشيئة دول إقليمية، لا تحمل الود للشعب العراقي، ولا للشعب الكردي، والإيزيديين بشكل خاص، وتعكس بشكل جلي ذهنية استعباد الشعوب”.
