والدة الشهيدة هفرين خلف: نستمر باعتصاماتنا ضد أفعال الخيانة التي يمارسها الحزب الديمقراطي الكردستاني
قامشلو/ دعاء يوسف –
أكدت والدة الشهيدة هفرين خلف؛ سعاد مصطفى، أن خيمة الاعتصام أمام معبر سيمالكا كشفت خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني للعالم بأسره، وعززت نضال الشعب الكردي.
انتهى نشاط خيمة الاعتصام، التي نظمتها عوائل الشهداء أمام بوابة معبر سيمالكا في 11 كانون الثاني بعد 111 يوماً، ولكن أهالي الشهداء، أكدوا تمسكهم بالمقاومة، والمطالبة بجثامين شهدائهم، كما وأدانوا خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني، واستمرار الاعتصامات في مكان آخر.
حيث استمر الاحتجاج ما يقارب الأربعة أشهر، لكن الحزب الديمقراطي الكردستاني لم يسلم جثامين الشهداء لعوائلها، ومؤخراً وبسبب حجج واهنة، تم إغلاق المعبر في وجه أهالي شمال وشرق سوريا، لفترة من الزمن، ليُفرض الحصار على أهالي المنطقة.
دماء أطفالنا أُرِيقَت على أيدي الخونة
وفي موضوع الخيانة كان لنا لقاء مع والدة الشهيدة هفرين خلف “سعاد مصطفى” والتي بيَّنت لنا أنها شاركت في خيمة الاعتصام على المعبر، ولكن وبعد انتهاء الاعتصام، لم يصلوا لغايتهم: “بصفتنا أمهات سلام، وأمهات شهداء، تابعنا أحداث خيمة الاعتصام، وطلبنا من الحزب الديمقراطي الكردستاني، تسليم جثامين أطفالنا الشهداء لذويهم، فمن حق كل أم، أن تزور قبر طفلها لتشكي له ألم فراقه”.
وأشارت سعاد إلى مطالبة الحزب بالعدول عن الموقف المعادي لأخوته الكرد، والتخلي عن تعاونه مع الاحتلال التركي، لأن قواتنا تقاتل من أجل حرية كردستان ككل، وتقف في وجه أعداء الكرد، فعدونا واحد”.
وأكثر ما يحزن سعاد استشهاد الكرد على يد إخوانهم: “أقصى ما مر علينا رؤية أطفالنا، وهم يقتلون على يد إخوانهم الكرد، الذين خانوا الدم، فحتى الجثث قد حرمنا منها، فألم الخيانة كان أقوى من ألم الاستشهاد”.
الخيانة أصبحت واضحة للجميع
وأشارت سعاد إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني، يحاول إضعاف حركة التحرر الكردستانية: “هم يحاولون محو إنجازات شهدائنا، ولمن العار أن أقول: إن أبناءنا استشهدوا على يد خائن لوطنه، ولقوميته، فإن كانوا هم من يأكلون لحم إخوانهم، فلا اللوم والعتب على الغريب”.
كما بيَّنت سعاد: إن خيانة الحزب كثيرة، وليست هذه أول مرة، فقد استشهد الكثير من الأبناء الكرد على أيديهم، وما حصل في خيمة الاعتصام، كشف نواياهم، وأصبحت واضحة للجميع، وأضافت: “بصفتنا أمهات للسلام، سندافع عن الوعد، الذي قطعناه لقائدنا عبد الله أوجلان، وسندعم مناضلي الحرية”.
ونوهت سعاد إلى محاولات الحزب لكسر إرادة الشعوب: “إن الحزب يعمل، ويحاول في شتى الوسائل؛ لصهر إرادة قواتنا في أجزاء كردستان كلها، وشمال شرق سوريا، وعلى وجه الخصوص المقاتلون الذين يدافعون عن حقوق الشعوب المسلوبة، ومنها قوات مقاومة الكريلا، الذين دكوا حصون الاحتلال التركي في تلك المناطق، ولم تستطع تركيا التغلب عليهم، رغم استخدام الأسلحة الكيماوية، والأسلحة الثقيلة، والقصف بالطيران العسكري على مناطق تواجدهم، ليستعينوا بقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني، فيقف الآخر إلى جانبهم ويساعدهم في إبادة الكرد”.
وضع حد للخيانة
ولفتت سعاد الانتباه إلى تعاون حزب الديمقراطي الكردستاني مع الدولة التركية، وأضافت: “جميعنا نرى ما يحدث في روج آفا، هناك اعتداءات يومية على شعبنا، وزهق لأرواح الأطفال، الذين لا ذنب لهم في الحرب”، وتمنت سعاد أنه عوضاً عن خيانة حزب الديمقراطي الكردستاني، وقتله لأبنائه وأخوته، أن يقاتل إلى جانبهم، ويضع يده في يدهم، ويمدهم بالقوة؛ ليكون الدرع الحامي لهم لا السهم الطاعن في ظهورهم.
وأطلعتنا سعاد على أن نشاطها لتسليم الشهداء، وإدانة خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني لن تتوقف، وستبقى مستمرة حتى تسليم الجثامين إلى ذويهم، ويعود الحزب عن خيانته مضيفة: “إن الاعتصام أمام معبر سيمالكا قد انتهى، ولكننا لن نتوقف هنا بل سننظم للكثير من النشاطات من ديرك، إلى كري سبي/ تل أبيض فأهدافنا لم تتحقق بعد”.
واختتمت والدة الشهيدة هفرين خلف؛ سعاد مصطفى حديثها باستنكار أفعال الحزب الديمقراطي الكردستاني، ومطالبته بالعدول عن خيانته للكرد: “بصفتنا نساء، وأمهات سلام في شمال وشرق سوريا، ندين ونستنكر أفعال الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK، ونقول لهم: ألا يكفي خيانة، أما حان الوقت لتعدلوا عن أفعالكم الإجرامية، وتوقظوا ضميركم النائم، فقيمتكم أكبر من أن تكونوا أعواناً للاحتلال”.