قامشلو/ سيدار رشيد ـ
تستمر حكومة دمشق في سياسة حرمان وتجويع المدنيين، فقد تكرّر الأمر في الكثير من المناطق، التي حاصرتها لسنوات، كما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وريف حمص الشمالي، وحتى مخيم الركبان (على الحدود السورية الأردنية في منطقة الركبان)، فيما تفرض الآن حصاراً خانقاً على منطقة الشهباء، وحيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب.
بدأت الفرقة الرابعة التابعة لحكومة دمشق، حصار حيي الشيخ مقصود، والأشرفية فعلياً منذ آذار 2020، وذلك من خلال منع وصول الأدوية إليهما، ومصادرة الأموال، والمواد الغذائية، والممتلكات الشخصية، وحتى اعتقال أشخاص تحت أي تهمةٍ كانت.
تشديد الحصار
ويطوق عناصر الفرقة الرابعة حيي الأشرفية، والشيخ مقصود، ومقاطعة الشهباء بحواجز ونقاط تفتيش، واستقدمت الفرقة أيضاً حاجزاً أمنياً جديداً، ونشرت 15 حاجزاً إضافياً منذ 12 كانون الأول من العام الماضي، في إطار ممارسات تشديد الحصار، ويمنع عناصر الفرقة دخول أي نوع من أنواع المواد الغذائية، والمساعدات الإنسانية، والمحروقات، والأدوية، كما يقومون بفرض الإتاوات المالية على المدنيين، ومصادرة المبالغ المالية وخصوصاً التي تزيد عن 150 ألف ليرة سورية (20 دولاراً) لدى المدنيين والتجار، فقد احتجزوا العديد من الأشخاص، الذين كان بحوزتهم مبالغ مالية أكثر.
وبدأت إجراءات الحصار بتقنين كميات المواد الغذائية الداخلة لهذه المناطق، فكانت في بعض الأوقات تمنع دخول المواد الغذائية والأدوية بشكل نهائي عبر الحواجز التابعة لها، وقبل أن تدخل الفرقة الرابعة في تلك الفترة إلى الحيين، كانت فيهما قوات تابعة لأمن الدولة تطبق حصاراً لفترات محدودة، وبعدها تسمح بمرور المواد دون حصار دائم.
فالكميات الواردة من الطحين، والمواد الغذائية، والمحروقات، التي تدخل إلى مناطق الشهباء عبر مناطق سيطرة النظام، انخفضت إلى أقل من 15 في المائة خلال الشهرين الماضيين، وانقطعت بشكل شبه كامل نتيجة منعها من قبل حواجز الفرقة الرابعة، والأمن العسكري، إضافة إلى أن الأدوية والمواد الغذائية والمحروقات في أسواق تل رفعت، وبلدات أحرص، وتل قراح، وفافين، ودير جمال، والقرى المحيطة تشهد تناقصاً تدريجياً، وأسعار المتوفر منها مرتفعة، كون النظام يفرض ضرائب على الكميات الواردة، ولا يستطيع الأهالي شراءها؛ بسبب سوء أحوالهم المعيشية.
والجدير ذكره، فرضت “الفرقة الرابعة” التابعة لحكومة دمشق، الحصار الخانق في تشرين الثاني من العام الفائت على الشهباء، والذي منعت خلاله دخول المواد الغذائية، والمشتقات النفطية إلى الحيين، الأمر الذي تسبب بارتفاع سعر الوقود، وخاصة مادتا المازوت، والغاز، وغيرهما إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، فضلاً عن عدم توفّرها، فالمهجرون في المنطقة يتعرضون لحصار المشتقات النفطية من جهة، وتنهال عليهم القذائف من جهة أخرى، حيث تسبب الحصار خلال الأشهر الماضية، بوفاة الطفلين “وسام سيدو، وعبد الله كيبار”، نتيجة البرد القارس، بسبب فقدان المحروقات، والأدوية، وبالتزامن مع الحصار الجائر تواصل دولة الاحتلال التركي هجماتها على الأحياء.
ووفقاً لمعلومات حصلنا عليها من منطقة الشهباء، فإن اللتر الواحد من مادة المازوت، المسعّر رسمياً بـ2500 ليرة سورية، ارتفع سعره في منطقة الشهباء إلى ثمانية آلاف ليرة، بينما في حي الشيخ مقصود وصل إلى عشرة آلاف ليرة، إضافة لذلك، يبلغ سعر اللتر الواحد من مادة البنزين رسمياً ثلاثة آلاف ليرة سورية، لكنه يباع في الشهباء بعشرة آلاف ليرة، وفي حي الشيخ مقصود يباع بـ12 ألفاً، فيما تباع أسطوانة الغاز المنزلي ذات السعر الرسمي 12.500 ليرة سورية، بـ147 ألف ليرة في منطقة الشهباء، وتصل إلى 150 ألفاً في حي الشيخ مقصود.