واقعُ التعليم في الرقة.. الإنجازاتُ والطموحاتُ والعوائق

الرقة/ المهند عبد الله ـ 

بهدف رفع سوية التعليم في مدينة الرقة خلال العام الدراسيّ 2021ــ 2022، والنهوض بمستوياتِ طلابنا نحو مستقبلٍ مشرقٍ، والوصول للمستوى المطلوبِ، والرقي، وتطوير التعليم الذي يطمحُ له مجتمعنا، تسعى لجنة التربية والتعليم في الرقة إلى تأمين مستلزمات التعليم من خلالِ بناءِ المدارس، وترميمها، وإعادة افتتاحها، وتعيين المعلمين المختصين، ذوي الكفاءات العالية، وتأمين الكتاب المدرسيّ، وتحسين المنهاج.

 وحول هذا الموضوع أجرت صحيفتنا “روناهي” لقاءاتٍ حول تقييم العملية التربويّة والتعليميّة في مدينة الرقة، وما تم إنجازه فعليّاً والخطط الموضوعة، والتي يستمرُّ العمل عليها.

نوادٍ صيفيّة للتقوية 

الرئيس المشترك للجنة التربية والتعليم في مجلس الرقة المدنيّ، خلف المطر قال: “نحن على مشارف نهاية عام 2021، ونعمل حالياً على تقييم أعمالنا في العام الحالي، الذي تخلله الكثير من الأعمال، كان أهمّها النوادي الصيفيّة للطلاب إثر جائحة كورونا، بسبب فرضِ الحظر الكليّ والجزئيّ في تلك الفترة، وإنهاء العام الدراسيّ قبل أوانه” وأضاف المطر: “عملنا على إنشاءِ نوادٍ صيفيّة لتعويضِ الطلابِ عن النقصِ التعليميّ في العامِ الدراسيّ، بالإضافة إلى تنظيمِ دورات تقييميّة للمعلمين، وعمليات فرز الحلقات التعليميّة الأولى عن الثانية، لرفع سويةِ التعليمِ إلى الحدِّ المناسبِ وتحسينِ نوعيته”.

وتابع المطر: “تمثل عمل لجنة التربية بشقين تربويّ وترميميّ، وتركز العملُ على إعادةِ بناء المدارس وتأهيلها، ومعلومٌ أنّ مدينة الرقة، قد تعرضت لدمارٍ كبيرٍ جداً؛ بسبب المعارك التي شهدتها، وشمل المدارس وأبنية التعليم، وبلغ عدد المدارس المتضررة “82 مدرسة”، منها “27” مدرسة مدمّرة بشكلٍ كاملٍ و”7″ منها مدمّرة شبهِ كاملٍ”.

 وأردف المطر: “الكلُّ يعلمُ أنَّ مدينة الرقة، أصبحت مركز استقطابٍ، وملاذاً للسوريين المهجّرين من ديارهم كلهم، بسببِ استمرارِ الأزمةِ، وتواصلِ المعاركِ في مناطق مختلفة والاحتلال التركيّ لمناطق من شمال وشرق سوريا، ومن جهةٍ أخرى توفر عواملِ الجذب فيها وأهمّها الاستقرار الأمنيّ والمعيشيّ، وكان لزاماً علينا إيجادُ حلولٍ مناسبةٍ لتضخّمِ عددِ الطلاب في المدارسِ”.

وأوضح المطر: “عملنا على بناء ثلاثِ مدارس، استلمنا إحداها، واثنتان قيد الإنشاء، ونأمل في بدايةِ الفصلِ الدراسي الثاني، أن تكونا جاهزتين لاستقبال الطلبة، كما نأمل أن يكون عام 2022 انطلاقة حقيقيّة، والوصول بالتربيةِ للمستوى المطلوب، ونرقى بنوعيّة التعليم إلى ما يطمح به مجتمعنا”.

نقص الكتابِ المدرسيّ

وعن الصعوبات، التي تواجه لجنة التربية تابع المطر: “نعاني من نقصٍ في الكتاب المدرسيّ، كوننا نستخدمُ منهاجَ اليونيسيف، والكلُّ يعلم أنّه منهاجُ أزمات، ونسعى إلى الاستقرار باعتمادِ المنهاجِ المناسبِ في العمليةِ التربويّة، ودعم الكادر التعليميّ، من خلال تعيينِ مجازين تربويين لما لذلك من دور في تطويرِ العملية التربويّة، ورفع سويةِ التعليمِ في مدينة الرقة وريفها”.

 وعن خطة لجنة التربية للعام القادم، بيّن المطر أنّ من أهم الأعمالِ استكمال بناء المدارس في المدينة، وتأمين الكادر التدريسيّ للعملية التربويّة، ووضع المعلم المختص في المكان المناسب للارتقاء بطلبتنا إلى أعلى المراتب”.

واختتم المطر عن أعداد المعلمين: “نعمل على رفع سوية التعليم من خلال المعلمين الموجودين بالاختصاصات كافة، ونعمل على تمكين المعلمين من خلال إنشاء معهد إعداد المدرسين، ما له دور كبير في تطوير تحصيل المعلومة، وإيصالها للطلاب بشكل مناسب”.

برامج لتعويض الفاقد التعليميّ

وعن أعمال مكتب التوجيه التربويّ العام في لجنة التربية والتعليم في مدينة الرقة، للعام الدراسيّ 2021ــ2022، وسير العمليةِ التربويّة والبرامج والخطط المعمول بها، تحدث إلينا رئيس مكتب التوجيه العام في لجنةِ التربية والتعليم بالرقة، بوزان بلال العلي قائلاً: “بدأنا العام الدراسيّ بإجراءِ مراجعةٍ للفاقدِ التعليميّ من العام الدراسيّ الماضي 2020ــ2021، من خلال برنامجٍ وُضع من قُبل مكتب التوجيه التربويّ لاستكمالِ الفاقدِ التعليميّ، وتمَّ توزيعه على المدارس ومدته “15” يوماً بشكلٍ مكثفٍ، بحيث يسترجع الطالبُ بشكلٍ كاملٍ المعلوماتِ التي فقدها في العام الماضي”.

وتابع بوزان العلي “بدأنا العام الدراسيّ بمنهاجِ التعليم الذاتيّ، واستكمال العام الدراسيّ السابق، وبدأنا بتوزيع المنهاجِ الدراسيّ لكامل السنةِ، مع مراعاة الأيام، التي انقطع فيها الطلاب أثناء فترتي الحظر الكليّ، وكذلك الحظر الجزئيّ، وقمنا بتوزيع الكتب للطلبةِ كافة من الصف الأول حتى البكالوريا مع تكثيفِ المنهاجِ الدراسيّ لتلافي أيام العطلِ، وتقليصِ أيامِ العطلة من أسبوعين إلى أسبوع، وإجراءِ مذاكرةٍ واحدة بدل اثنتين”.

دورات تقييميّة للمعلمين 

وأردف العلي، بدأ مكتب التوجيه بتقييم المعلمين منذ الشهر العاشر من خلال فريقين للمرحلةِ الأولى، موجهون يحملون إجازة في التربية، وفريق للمرحلة الثانية من المدرسين لكافة الاختصاصات، وعملنا في مكتبِ التوجيه على وضعِ البرامجِ، والإشرافِ على الدوراتِ الصيفيّة للمعلمين لكافةِ مكاتبنا”.

وأعقب العلي: “في هذه السنة، نظّم مكتبُ التوجيه والإشراف العام على مدى شهرين، ست دوراتٍ لثلاثة مكاتب، ومدة الدورة شهر، وتلاها تقييمٌ للمعلمين بشكلٍ كتابيّ وعمليّ من خلالِ إعطاءِ دروسٍ نموذجيّة، وتكللت هذه الدوراتُ بالنجاحِ التامِ”.

نقصٌ في الوسائلِ التعليميّةِ

ومن الصعوباتِ التي تواجهُ التعليم في الرقة تابع العلي: “عدمُ وجود الوسائل المساعدة والإيضاح، أثّر بشكلٍ كبيرٍ على إعطاء المعلم وعلى تلقّي الطلابِ لهذه المعلومات، واضطر بعض المعلمين لصنع هذه الوسائل يدويّاً، وهي ذات تكلفة وصلت في بعض الحالات إلى “40” ألف ليرة سوريا للدروسِ النموذجيّة”.

ومن السلبيات التي أثّرت على التعليمِ، نوّه العلي “إجازاتِ الأمومةِ والإجازات المرضيّةِ إثر جائحة كورونا، التي تمتد لمدة “15” يوماً أثّرت بشكلٍ مباشرٍ على التلاميذ، إضافة إلى عدم كفاية الدعمِ الماديّ للجنةِ التربية والتعليم، والنقص في الكادرِ الإداريّ واللوجستيّ في المدارس”.

ترميم ورفع عدد المدارس المفعّلة

وأردف العلي “مقارنة مع الأعوام السابقة اعتباراً من مباشرة لجنة التربية والتعليم أعمالها حتى هذا العام، فالواقع التعليميّ شهد إنجازاً كبيراً، من حيث تأمين الكتاب المدرسيّ، وترميم الكثير من المدارس، وصيانتها وتأمين مواد التدفئة للمدارس”.

وعن إحصائية المدارس المفعّلة منذ انطلاقة لجنة التربية والتعليم وتوليها مهامها أوضح العلي “في عام “2017” كان لدينا 120 مدرسة، أما في العام الدراسيّ الحالي عام 2021ــ 2022 فلدينا 394 مدرسة مفعّلة بشكلٍ كاملٍ، وبلغ عدد الطلاب 106 آلاف طالب، وعدد المعلمين مع التعيينات الأخيرة وصل إلى خمسة آلاف معلم، وعدد الشعب المفتوحة نحو أربعة آلاف شعبة”.

واختتم العلي بالإشارة إلى الخطط المستقبلية لمكتب التوجيه التربويّ “إعداد خطط مكثفة لتطوير أساليب الإعطاء للمعلمين، تقوم بها المكاتب الفرعية للمعلمين، الذين يحتاجون لرفع مستوى، مثل: المعلمون الذين يحملون شهادات الثانوية العامة، ممن لم يكملوا تحصيلهم العلميّ من معاهد وجامعات يتم إرسالهم لمعهد إعداد المعلمين”.