الشهباء/ فريدة عمر –
إن ثورة روج آفا، التي انطلقت في 19 تموز من عام 2012، والتي أصبحت منارة الأمل للإنسانية جمعاء في القرن الحادي والعشرين، ومنهلا للحرية، دخلت عامها الحادي عشر، أعواماً حافلة بالانتصارات، والإنجازات، التي تحققت بدماء أبناء، وبنات هذه الأرض الغالية، فثورة روج آفا، التي انطلقت شرارتها من مدينة المقاومة كوباني، فكانت ثورة الحرية بكل معناها، ثورة الشعوب، ثورة المرأة الحرة والإرادة الحرة للشباب، وهي خلاص من العبودية والظلم، استطاعت أن تكون ثورة حقيقية في مجالات الحياة عامة.
ثورة شاملة لمناحي الحياة
وفي السياق ذاته، تحدثت الرئيسة المشتركة لهيئة الاقتصاد والزراعة، هيفين رشيد لصحيفتنا فقالت: “بالبداية استذكر شهداء الحرية كلهم، الذين قدموا تضحيات بطولية، في وجه الأنظمة الاستبدادية؛ ليعيش شعبهم بكرامة على أرضهم، كما أبارك ذكرى ثورة روج آفا للشعوب الساعية نحو الحرية عامة، وشعوب شمال وشرق سوريا خاصة، وللنساء المناضلات من أجل الحرية”.
وتابعت هيفين: “مع بداية اندلاع الثورة السورية، ضد النظام البعثي كانت في بداية مسيرتها ثورة معارضة للنظام الحاكم، وكانت مطالبه عادلة، وهي الحرية، والعيش بكرامة، إلا أنها سرعان ما خرجت عن مسارها، ولم تستطع أن تكون صوتاً للشعب المنادي، والمطالب بحريته، وانحرفت عن مسارها، ولم تتكمن من خدمة مصالح الشعب السوري، ولا بأي شكل من الأشكال، حيث انحازت هذه الثورة إلى أطراف، ومصالح شخصية من أجل السلطة، وتحولت إلى عصا بأيدي بعض الدول الإقليمية؛ لتكون كالدمية، تستخدمها تلك الدول متى ما شاءت؛ من أجل تحقيق أجنداتها ومصالحها، وقد ذكر القائد عبد الله أوجلان في عام 2004 في مرافعته “الدفاع عن الشعب”، أنه وبعد عام 2010، سيحدث ربيع الشعوب، وكلنا شاهدنا ما حدث بعد هذه الأعوام”.
وأضافت هيفين: “هناك مشكلة حقيقة حول الحرية، والمساواة في دول الشرق الأوسط، وخاصة أن الدول العربية تواجه مشكلة جادة في كيفية إدارة الدولة والمجتمع، وكان هذا السبب الحقيقي وراء ثورة الربيع العربي، ولكن من الأفضل تسميته بربيع الشعوب؛ لأنها كانت ثورة إرادة الشعوب تجاه الأنظمة المستبدة، وقد كان على الحكومة السورية، حين قامت الأحداث في سوريا، أخذ مصلحة الشعب السوري بعين الحسبان، لكنها عملت على العكس، وتشبثت بالسلطة، وكانت النتيجة الدمار، والقتل، والتهجير، كما أن ما يسمى بالمعارضة أيضاً كان لها حصة الأسد في الدمار، وخراب البلد”.
وتابعت هيفين: “لأول مرة في تاريخ الشعب الكردي في روج آفا، تحدث مثل هذه الثورة، التي غيرت الكثير من المفاهيم السائدة، فيما يتعلق بالكرد، وبجميع شعوب المنطقة، واستطاعت أن تكون ثورة مختلفة، وبديلة عن الثورات، التي سبقتها، فكانت ثورة البناء، والتغيير الجذري، لتكون استمراراً لمقاومة الرابع عشر من تموز ثورة الحرية”.
