سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هوية النظام الدولي العالمي

حميد المنصوري_

حفّزت الحرب الروسيّة الأوكرانية الكثير على محاولة فهم وقراءة النظام الدولي العالمي، ومن منطلقات الصعوبة التي يواجهها الكثيرون في إدراك ماهية النظام الدولي العالمي، تأتي هذه المقالة في محاولة الوصول إلى حقيقة ماهية النظام الدولي العالمي من خلال، أولاً: التعرّف على الهوية والخصائص والأدوار، ثانياً: المبارزة بين موسكو وواشنطن، ثالثاً: الرؤى المتوقعة لمستقبل النظام الدولي العالمي.
أولاً: الهوية والخصائص والأدوار: كل هوية لها خصائص وأدوار تعكسها، وعند تطبيق ذلك على تعريف الماء، نجد هوية الماء تتكون من عناصر كيميائية وهي الأوكسجين والهيدروجين، أما خصائص الماء فتندرج تحت كونهُ سائل عديم اللون وليس له رائحة، وأخيراً أدوار الماء فهي عديدة، حيث يمثل العنصر الأهم في تكوين الإنسان وبقائه على قيد الحياة فلا تكتمل أي عملية حيوية في جسم الإنسان بدون ماء، مع قدرتهِ على تنظيم درجة حرارة الجسم، امتصاص الغذاء والمحافظة على سيولة الدم وصحة وسهولة حركة مفاصل الإنسان وغيرها من الأدوار.
وعلى هذا المثال حول هوية الماء وخصائصهِ وأدوارهِ، نجد هوية النظام الدولي العالمي تتكون من الدول بشكلٍ أساسي، والمنظمات الدولية، والأحزاب المؤثرة على الدول، وبعض الشعوب والقوميات وحراكها نحو الاستقلال في شكل دول وأنظمة فدرالية أو كونفدرالية، والشركات المتعددة الجنسيات وغيرها من الفاعليين الدوليين من غير الدول، وهذه المكونات لها خصائص متعددة ومتفاوتة ومختلفة من الأيديولوجية والثقافة والقوة الاجتماعية والبشرية والدينية والقومية مع القدرات في الموارد الطبيعية والمعرفة وقدرات أخرى مالية واستثمارية وعسكرية وتكنولوجية وإعلامية، فكل ذلك من تعدد واختلاف الخصائص والقدرات تعكس دائماً أداوراً متعددة سياسية وعسكرية واقتصادية وتحالفية وثقافية وأمنية في النظام الدولي، وأهم تلك الأدوار هي المحافظة على البقاء والاستمرار، على سبيل المثال، الدور الأساسي للدول هو الاستمرار في البقاء وتحقيق المصالح، وهناك أمثلة على الأدوار في الهوية المشتركة، كالهوية الليبرالية الرأسمالية لكل من الولايات المتحدة وأوروبا الغربية والتي خلقت أدواراً سياسية وأمنية مثل: حلف الناتو.
ثانياً: المبارزة الكبرى بين روسيا- الولايات المتحدة الأميركية:
حوّلت واشنطن المنظومة الليبرالية الغربية من نظام فرعي في النظام الدولي إلى نظام معولم، كنتيجة حتمية كما وصفها «فرانسيس فوكوياما» في فكرة «نهاية التاريخ» بعد الحرب الباردة، والتي تعني انتصار وانتشار الليبرالية الغربية على منافسيها الأيديولوجيين باعتبارها وسيلة لتنظيم المجتمع والنظام الدولي. ثمة شكوك في أن النظام الدولي سيستمر تحت نظام أحادي القطبية، حيث أن منظور النظرية الواقعية والذي يمثل الحَكَم في المبارزة بين روسيا والغرب، يؤكد استحالة أن يسود العالم قوة واحدة، بل عندما تبرز قوة عالمية تحاول التربع على هرم القوة العالمي، يقود ذلك طبيعياً إلى خلق دول أو دولة تسعى إلى تحقيق توازن مع تلك الحالة المتفرّدة على عرش النظام الدولي. حقيقةً، الولايات المتحدة كانت تخشى أن تبقى في نظام عالمي يعكس أحادية القطبية، فقد طرحت الكثير من المخاوف من هذا النظام، حيث كانت واشنطن طوال فترة التسعينيات من القرن الماضي وبعد تحرير الكويت حتى 2001 ترى نفسها أمام تصورين، الأول: أن تؤكد بأن النظام العالمي أحادي القطبية من خلال دورها في حفظ السلام والأمن الدوليين والتجارة الدولية والعمل على نشر الليبرالية الغربية، أما التصور الثاني: فيقوم على أساس لابد لواشنطن أن تتقاسم الأدوار العالمية والدولية مع دول كبرى مثل: الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي والهند مع الحفاظ على الدور الريادي لواشنطن، وكانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 قد جعلت الولايات المتحدة تأخذ التصور الأول الذي يعكس قوتها السياسية والعسكرية والليبرالية في النظام العالمي. وكانت واشنطن تظن بأنه يمكن تحييد انبعاث القوة الروسية عبر المنظومة الليبرالية الغربية وتوسع الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي.
لكن موسكو أخذت تلعب مبارزة مع واشنطن في مناطق عديدة، مثلاً في العراق وبعد احتلالهِ حرّكت دور ملالي إيران، والذي بدورهِ عزز من علاقة “ملالي إيران” مع واشنطن في العراق، كما أن موسكو حسّنت من علاقاتها مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي ودخلت في الربيع السوري للحفاظ على النظام وموطئ قدمها على البحر المتوسط، وتعقدت المبارزة بين موسكو وواشنطن، حيث نجحت موسكو في تحريك القوى السياسية المحافظة في أوروبا ضد الليبرالية، حيث تبنت موسكو استراتيجية من القوة الناعمة في الوصول إلى الدول الغربية الأوروبية، والتي تختلف كثيراً عن دول الجوار الروسي وشرق أوروبا، حيث شكلت موسكو إطاراً لدعم الأحزاب والحركات اليمينية والمحافظة في أوروبا عبر الزيارات السياسية للأحزاب اليمينية إلى روسيا، وتقديم الدعم المالي، والمساندة الإعلامية للمنتمين للتيار اليميني والمحافظ، فكل هذا الدعم يعد نابعاً من التقارب الفكري بين الأحزاب المحافظة واليمينية وبين هوية روسيا القومية في القيم المجتمعية المحافظة، وتوجيه الانتقادات نحو الليبرالية الأمريكية والأوروبية، والرغبة في تقييد حركة الهجرة وتغير هوية المجتمعات، وتستفيد موسكو من هذا التحفيز لبروز الأحزاب اليمينية والمحافظة الأوروبية في أحداث تصدعات في تماسك الهوية والكتلة الليبرالية العالمية المسيطرة على جوانب كبيرة من الاقتصاد والمال والتجارة والثقافة، مع إعطاء شرعية سياسية لسياسات روسيا الخارجية مثل: إضفاء شرعية دولية على ضم شبه جزيرة القرم، وعدم القدرة الدولية على عزل وتقييد روسيا. حقيقةً، هناك رؤية للأحزاب اليمينية الأوروبية تعتقد بأن الأزمة الأوكرانية كانت نتيجة لمحاولة عدوانية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لاحتواء روسيا القومية والمحافظة، والتدخّل في مناطق نفوذها، وهذا الموقف من اليمين الأوروبي المحافظ يعزز من الثقافة الروسية السائدة بأن سوء الأداء الاقتصادي الروسي يرجع إلى السياسيات الليبرالية الغربية وما تفرضهُ من عقوبات على روسيا. ولا ننسى بأن الولايات المتحدة أصبحت تتعرض لمتغيرات داخلية عبر تزايد بروز الشعبوية المحافظة.
ومن حلبات المبارزة الكبرى بين الغرب وروسيا، دخول روسيا في القارة الأفريقية التي لطالما كانت محلاً للنفوذ الغربي واستغلال موارد القارة وشعوبها، والأمثلة كثيرة على مزاحمة روسيا الغرب في أفريقيا، على سبيل المثال: الانقلاب في دولة بوركينا فاسو والذي عكس مدى قدرة روسيا على كبح الغرب وسيطرتهِ على القارة الأفريقية، وفي القارة الأفريقية هناك تنامي للنفوذ الصيني مضاد للنفوذ الأمريكي والغربي.
وعلى جانب محوري في المبارزة، هناك محاولة من موسكو لتحطيم الجيوبوليتيكية التطبيقية الغربية المتعلقة بالمعلومات ونقل وتحويل الأموال والتأمين على الشركات والحركة الملاحية البحرية، عبر إنشاء مجالاً آخر بعيداً عن السيطرة الغربية، على سبيل المثال، إعلان الرئيس فلاديمير بوتين باسم مجموعة دول “بريكس” بأن الوقت حان لإيجاد عملة جديدة تكون بديلاً عن الدولار ونظام سويفت ذو القيادة الغربية.
مازلنا في حلبات المبارزة بين موسكو وواشنطن، فرغم أن الكتلة الغربية الليبرالية بقيادة الولايات المتحدة استطاعت أن تدخل دول كثيرة في العالم عبر إطار ومسارات الجيوبوليتيكا الخضراء المرتبطة بأمور عديدة كالتنمية المستدامة والطاقة النظيفة، إلا أن موسكو أثبتت للعالم بأن القوة والصراعات الدولية مازالت تتأثر بشكلٍ كبير بالموارد الطبيعية كالنفط والغاز، فها هي أوروبا الغربية تعاني من أسعار الغاز المرتفعة حتى من حليفها الرئيسي “الولايات المتحدة”، الأمر الذي تسبب في تصدع تماسك التحالف الليبرالي الغربي، ناهيك عن تزامن صعود موجات غضب شعبية كبيرة وتزايد حضور اليمين المحافظ في أوروبا الغربية.
مما لاشك فيه بأن هذه المبارزة تتأثر بعامل محوري وهو صعود الصين كقوة اقتصادية وعلمية وعسكرية في هرم النظام الدولي، والذي يحمل الخطورة القصوى على الدور الأميركي ومنظومتهِ الليبرالية في منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ، على سبيل المثال، مؤخراً أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ لأعضاء الحزب الشيوعي الحاكم بأن الصين ستتحد مع تايوان بالقوة إذا تطلب الأمر.

ثالثاً: الرؤى المتوقعة لمستقبل النظام الدولي العالمي:
هذه المبارزة قد تحيي جورج أورويل من قبرهِ “وهو صاحب مصطلح الحرب الباردة”، فربما نشهد بروز حرب باردة جديدة معدّلة تكون بين كتل دولية متعددة:
  • ستَخلُص ألمانيا واليابان إلى أنه حان الوقت للخروج من مكانتيهما بعد الحرب العالمية الثانية، والتي وضعتاهما على هامش الساحة العالمية، والاضطلاع بوضعهما الجيوسياسي الذي يبدو أن وزنهما الاقتصادي يسمح لهما بتكوين كتلة اقتصادية وأمنية، واحدة في آسيا والأخرى في أوروبا. على سبيل المثال، سيكون قيام كتلة اقتصادية سياسية في أوروبا الوسطى والشرقية بزعامة ألمانيا وتعاون روسي متعدد الجوانب أمراً وارداً في حالة انهيار وضعف المنظومة الأوروبية الليبرالية خاصةً مع صعود التيار اليميني السياسي.
  • سوف تزداد القوة الاقتصادية الصينية، ولكن في نفس الوقت ستواجه معضلة كبيرة، فأينما تحل الاستثمارات الصينية في البلدان تتقلص الوظائف وتتزايد معدلات البطالة ويتم الاستحواذ على قطاعات حيوية، لذا سوف تتزايد السياسات الحمائية والضرائبية لكبح العملاق الصيني، وربما تثور بعض الشعوب على الاستثمارات الصينية.
  • ربما تتشكل تحالفات ومنظمات إقليمية قائمة على البعد الحضاري والثقافي والجغرافي في مختلف أقاليم العالم، وهذا التصور سيجعل الدول الصغرى والصغيرة والضعيفة تسعى جاهدةً لتشكيل منظمات إقليمية لتحقيق أمنها ومصالحها وتطورها، ولعل هذا التصور إذا ما تحقق، ربما يكون أحد أسباب الصراعات الدولية القادمة عبر الاختلاف الحضاري والثقافي والجغرافي، وأفضل مثالاً هنا، تصريح جوزيب بوريل، الممثل السامي للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، والذي وصف فيه أوروبا بـ “الحديقة” وبقية العالم بأنه “أدغال” وضرورة أن يقوم أصحاب الحديقة بحمايتها من “الأدغال”، وهذا التصريح تسبب في انتقادات دولية صوتها عالٍ.
  • من الرؤى المستقبلية تراجع المنظومة الليبرالية الغربية من نظام معولم إلى نظام فرعي في النظام الدولي، وهنا ربما تستطيع الولايات المتحدة التنسيق مع القوى العالمية والإقليمية في تقاسم الأدوار والمهام والمصالح المشتركة مع الحفاظ على الريادة الأمريكية العالمية.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle