هند علي: “الأمة الديمقراطية هي التي ستنتصر في النهاية”

حاورها/ مصطفى الخليل  

أكدت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنطقة الطبقة هند علي أن الاحتلال التركي يهدف للقضاء على مشروع الإدارة الذاتية في المنطقة، بعد تحقيق إنجازات كبيرة، وأشارت إلى أنه أراد كسر إرادة المرأة من خلال الانتهاكات بحقها، وأضافت: “إلا أن هذه الهجمات زادت المرأة إصرار على متابعة النضال والمقاومة”.

عملت دولة الاحتلال التركي على تهجير الآلاف من أهالي المناطق الحدودية قسراً من مدنهم قراهم من خلال استخدام أساليب وحشية ضد الأهالي، كما كان هناك تغير كبير في سياسة الكثير من الدول لتغيير الخارطة السياسية في المنطقة على ضوء العدوان.

تلك المواضيع؛ كانت محور الحوار الذي أجرته صحيفتنا مع الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنطقة الطبقة هند علي وجاء الحوار على الشكل التالي:

ـ ما هي خفايا تسابق تركيا لاحتلال مدن الشمال السوري؟

ما يخفيه النظام التركي من الإسراع في احتلال مزيد من مدن شمال وشرق سوريا هو تصدير أزمة بلاده السياسية وإنقاذ اقتصاده وإعادة أمجاد العثمانيين بشكل صريح، بعدما فشل في احتلال المنطقة عبر مرتزقة داعش، وخلق الأرضية في إحياء داعش مرةً أخرى والدليل أن أمراء داعش هم اليوم قادة فيما يسمى بالجيش الوطني، وكذلك التخلص من الأزمة الاقتصادية من خلال السيطرة على خيرات مناطق شمال وشرق سوريا والتخلص من عبء الفصائل المرتزقة وتوطين عائلاتهم وتسخيرهم لخدمة مصالحه في المنطقة.

ـ كيف تنظرون إلى الدور الأمريكي والروسي في العدوان على شمال وشرق سوريا؟

الانسحاب وتراجع القوات الأمريكية في بداية الأمر كان بمثابة ضوء أخضر أمريكي واضح للبدء بهجماتها العدوانية والتوغل في شمال وشرق سوريا، بالنسبة لروسيا أيضاً كانت تعلم بالهجوم. وتجربة الإدارة الذاتية تجربة أثبتت نجاحها وتهدد الدول الرأسمالية، فهي التجربة الأكثر ديمقراطية، وكل القوى الدولية تخشى انتقال العدوى الديمقراطية الحقيقة إلى شعوبها.

ـ الهجمات مستمرة على قرى عين عيسى وتل تمر؛ هل هناك ثقة باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بين روسيا وتركيا؟

الروس أبدوا مرونة لضمان وقف إطلاق النار، وما زالت المباحثات مستمرة رغم انتهاكات الدولة التركية للاتفاقيات والقوانين العالمية في حربها ضد المنطقة، كما أننا على ثقة بقواتنا وبإراداتنا وإرادة شعوب المنطقة، وبمشروعنا وقضيتنا وسندافع عنها والوضع الإنساني يتطلب الدعم والعمل الدؤوب لاستقرار المنطقة والحد من الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة.

ـ هناك الآلاف من المهجرين قسراً في منطقة الطبقة، ماذا قدمت الإدارة المدنية الديمقراطية في الطبقة لهم؟

عملت الإدارة المدنية على تجهيز مراكز الإيواء ومخيم وتقديم كافة الخدمات اللازمة للأهالي، بالإضافة إلى الآلاف من العائلات المهجرة قسراً من عفرين ورأس العين وتل أبيض وقرى شرق كوباني. ففي الوقت الذي تقاعست المنظمات الإنسانية عن القيام بدورها؛ عملت الإدارة المدنية في الطبقة على توسعة مخيم المحمودلي وتجهيز كافة المتطلبات اللازمة لتلك العائلات وبخاصة مع قدوم فصل الشتاء مما تطلب جهداً وعملاً مضاعفاً لدرء المخاطر الصحية والإنسانية للعائلات المهجرة.

ـ هناك انتهاكات وجرائم واستخدام للسلاح المحرم دولياً، كيف تنظرون لتلك الجرائم؟

بالعودة إلى التاريخ التركي نرى أن هناك سلسلة من الجرائم التي ارتكبتها الدولة العثمانية، لقد قامت الدولة العثمانية بمجازر عديدة بحق الأرمن والكرد والعرب، وهي تعيد سياستها القذرة الآن من قتل المدنيين بالأسلحة المحرمة دولياً، كما قامت باستهداف الامين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف التي رفضت احتلال تركيا للمنطقة، وسياسية أردغان فيها.

ـ أعلنت العشائر العربية النفير العام دعماً لقسد، هل تعولون على عشائر المنطقة؟

تتكون قسد من أبناء المنطقة كافة، وللعشائر موقف ثابت في وجه الاحتلال التركي بكافة أشكاله، وعند بدء الهجمات التركية؛ أعلنت العشائر العربية النفير العام لحماية المنطقة من أي توغل، واستطعنا إثبات ذلك للعالم أجمع وها هي العشائر تقف إلى جانب قسد في خندق واحد، وشيوخ العشائر يؤكدون مواقفهم السياسية على دعم مشروع الأمة الديمقراطية الذي يحفظ حقوق الجميع.

ـ برأيكم لماذا يستهدف الاحتلال المرأة بكل هذه الوحشية؟

أستطيع القول بأنه يستهدف مشروع الأمة الديمقراطية الذي أعطى للمرأة حقها وأخذت مكانها في كافة الميادين العسكرية والسياسية، ففي ذكرى بداية المؤامرة الدولية على القائد بدأت بهجماتها القذرة والتي هي دليل على خسارتهم وعملهم على الحد من انتشار فكر الأمة الديمقراطية الذي أساسه الشبيبة والمرأة والعيش المشترك والمساواة بين الجنسين.

ـ ما تقييمكم لمشاركة المرأة في مقاومة الكرامة؟

استطاعت المرأة المحافظة على مكتسباتها والسير على خطى الشهيدات بارين وأفيستا وقاومت المرأة وحدات حماية المرأة في الجبهات، رغم محاولات كسر إراداتها من قبل الاحتلال في التمثيل بجثة الشهيدة أمارة ريناس وجيجك كوباني، والقتل الميداني البشع للشهيدة هفرين خلف. لكن؛ المرأة في شمال وشرق سوريا أصرت واستطاعت المحافظة على مكتسباتها، وهي تتصدر المشهد السياسي وإلهام أحمد خير دليل، لإيقاف العدوان من خلال جولتها العربية والأوروبية، وأثبتت للعالم أجمع وللدولة التركية المحتلة أن إرادة المرأة وإمكاناتها لن تكسر بتلك الانتهاكات بل ازادت إصراراً وثباتاً.