بانوراما كرة القدم للسيدات: تطور في الأداء… دعم ضعيف ولكن إلى متى؟؟؟

تقرير/ جوان محمد 

---

روناهي / قامشلو ـ كان هذا العام كبداية للعبة كرة القدم للسيدات جيداً، ولكن كانت الخاتمة حزينة، وهو بعدم إكمال سيدات قامشلو الدوري لأسباب كثيرة وربما المادية منها في المقدمة، بينما شهدت لعبة كرة القدم تطوراً لافتاً وظهرت أندية بأداء متطور وجيد هذا العام عكس العام الماضي.

شهد هذا العام إقامة مسابقة الكأس ودوري السيدات لكرة القدم، بالإضافة للمرة الأولى دورتي تدريب وتحكيم، وتجربة رائدة في سوريا إقامة أول مباراة على ملعب كبير وبمقاسات نظامية يعني 11 لاعبة بفريق كامل، وليس كما جرت العادة بملعب سداسيات.

ولكن النقطة الأهم كان غياب تقديم الدعم المطلوب من قبل المعنيات بشؤون المرأة في شمال وشرق سوريا وتقديم حسب الإمكانيات من قبل هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي بعض الدعم، ولكن ما قدموه لم يفِ بالغرض بكل الأحوال.

دوري الإقليم كانت المشاركة جيدة مقارنة بانتشار لعبة كرة القدم في الإقليم ووصل العدد إلى تسعة نوادي، وهي: قامشلو ـ أهلي عامودا ـ عمال الجزيرة ـ فدنك ـ قنديل ـ الأسايش ـ الطريق ـ جودي ـ سري كانيه.

قامشلو حامل اللقب لعاميين متتالين بالإضافة لأحراز لقب الكأس في العام المنصرم والعام الحالي، ولكن النادي وبعد تسيد ترتيب مجموعته في مرحلة الذهاب، قررت إدارة النادي وقف كافة نشاطات النادي للكثير من الأسباب، ولعل الجانب المادي كان الأهم من بينها في الوقت الذي انتقد الكثيرين إيقاف نشاط سيدات النادي، وكان رأيهم ضرورة تحدي الظروف مهما كانت قاسية، لأن النادي يمتلك لاعبات مميزات ولديهن الموهبة وهن حاملات اللقب لعامين والكأس لمرتين، وترك اللقب هكذا كانت خطوة في غير مكانها.

أهلي عامودا المنافس الدائم لنادي قامشلو تصدر مجموعته في مرحلتي الذهاب والإياب وأحرز كأس السوبر للعامين الماضيين وكان على حساب نادي قامشلو، النادي هذا العام بحسب ما شاهدناه لم يكن أداءه مثل الأعوام الماضية وكان هناك تدني في المستوى ببعض المباريات وكانت لعنة الإصابات تعصف بلاعبات النادي بشكلٍ دائم.

عمال الجزيرة والمشاركة الأولى للاعبات كانت جيدة ورغم أن هذه اللاعبات لهن سنوات في المران مع فريق الشهيدة كلزار وشاركن هذا العام بدوري الإقليم، كان المطلوب منهن تقديم أداء أفضل، ولكن رغم ذلك كانت المشاركة جيدة ولها فائدة للاعبات وللدوري بشكلٍ عام.

النتائج كانت أفضل في مرحلة الذهاب ولكن في الإياب لم تقدم سيدات عمال الجزيرة المستوى المطلوب منهن، وجئن بالمركز الرابع في مجموعتيهن ولم يتأهلن للدور الثاني.

الأسايش شاركت أكثر لاعبات النادي مع نادي براتي في العام الماضي الذي تم حله وباسم الأسايش أبدعن وتأهلن إلى الدور الثاني بعد حصدهن لـ17 نقطة في مجموعتيهن.

جاءت سيدات الأسايش في المركز الثاني خلف سيدات أهلي عامودا، وتأهلن للدور الثاني وتأهلن للنهائي على حساب سيدات جودي ورغم الخسارة في مباراة الذهاب من دوري نصف النهائي بهدف من نادي جودي، ثأرن وفازت سيدات الأسايش في مباراة الإياب بثلاثة أهداف لهدفين، وتأهلن للنهائي ليقابلن سيدات قنديل وفزن بفارق ركلات الترجيح وأحرزن لقب دوري السيدات لعام 2019.

الطريق شاركت لاعباته للمرة الأولى وكانت تجربة جيدة وكان الواضح بأن اللاعبات يلزمهن الكثير من المران والثقافة الكروية وهذا الأمر يأتي مع الأيام والاهتمام.

تأهلت سيدات النادي بحكم لم يتبقَ غيرهن في المجموعة مع سيدات جودي بعد اعتذار سيدات قامشلو وتوقف نشاط سيدات سري كانيه، ولكنهن لم يكملن الدوري وانسحبن من الدور الثاني بسبب ظروف بعض اللاعبات من الفريق.

سيدات سري كانيه لعبنا مرحلة الذهاب في الدوري ولكنهن لم يكملن الدوري بسبب احتلال المدينة من قبل النظام التركي ومرتزقته من المعارضة السورية.

لاعبات النادي كانت لديهن الرغبة في تطوير أدائهن ولكن لم يحالفهن الحظ في إكمال الدوري وتغيبن عن مرحلة الإياب وطبعاً كانت النتائج في مرحلة الذهاب سلبية، ولم يقدمن المستوى المطلوب، ولكن رغبة اللاعبات كانت واضحة للارتقاء بأدائهن ولكن كانت قضية احتلال المدينة الحائل دون ذلك.

سيدات قنديل كان الأداء متوسطاً فنياً ولكنهن تأهلن في النهاية للدور الثاني والتصميم والإرادة موجودة لدى اللاعبات وهو شعارهن الدائم.

التمارين المستمرة من قبل سيدات النادي تعطي انطباعاً بأنهن في المستقبل القريب سوف يقدمن أفضل مما قدمن هذا العام، ورغم الظروف الصعبة للنادي أوقات المران على أرضية مبلطة في مدرسة صقر قريش بحي الهلالية ناهيك عن ظروف الدراسة لهن ولكل اللاعبات في الدوري، في النهاية وصلن للنهائي في الدوري، ولكنهن لم يفلحن بحصد اللقب من أول مشاركة وخسرن من الأسايش بفارق ركلات الترجيح.

سيدات جودي برزن هذا العام وتأهلن للدور الثاني، وقدمن مستوى جيد وأفضل من الأعوام السابقة، وبالفعل الأداء كان تطوره واضح ولكنهن لم يفلحن في الوصول للنهائي ولكن شاهدنا سيدات النادي في تطور ملحوظ وفي حال استمررن بالمران سوف يكن لهن بصمة واضحة في الدوريات القادمة.

سيدات فدنك رغم النتائج لم تكن مقبولة، ولكن بالفعل بعض اللاعبات لديهن مهارات عالية وموهبة قابلة للتطور وتقديم الأفضل.

سيدات فدنك هي المشاركة الأولى لهن ووضعن بصمة جميلة في الدوري، وكانت النتائج سلبية للنادي وجئن في المركز الأخير في المجموعة الثانية، ولم يتأهلن للدور الثاني ولكن كما ذكرت الأداء كان جيداً مقياساً بأنها التجربة الأولى للاعبات في المشاركة بالدوريات.

غياب الدعم مستمر ولكن إلى متى؟؟؟

بطولة الكأس أقيمت بنظام الإسقاط وخروج المغلوب ووصلت سيدات ناديي قامشلو وأهلي عامودا إلى النهائي للمرة الثانية على التوالي، ومن جديد أحرزت سيدات قامشلو اللقب بعد فوزهن في المباراة النهائية على سيدات أهلي عامودا بثلاثية نظيفة، على أرضية ملعب الشهيد هيثم كجو بقامشلو.

نفس أندية الدوري شاركت في الكأس والأداء كان مقبولاً ولكن البصمة بقيت لناديي قامشلو وأهلي عامودا، الغريمين التقليدين في كافة مناسبات كرة القدم للسيدات في إقليم الجزيرة.

وعن نسبة الدعم المقدم كان الجانب المقدم من قبل هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي جيداً مقارنة بالأعوام الماضية ولكن مشكلة سيدات نادي قامشلو لم تحل وكانت هناك وعود في مرحلة الإياب بتقديم دعم خاص ولكن الاتحاد الرياضي لم يقم بذلك، وأدت النتائج لخسارة مشاركة وإكمال سيدات قامشلو الدوري إلى النهاية.

غياب الدعم المعنوي والمادي من قبل هيئة المرأة في شمال وشرق سوريا وهيئة المرأة والمنظمات النسائية في الإقليم كان الحدث الأبرز مثل الأعوام السابقة، فغياب الدعم يشكل كسر للحالة المعنوية للاعبات ولكن إلى متى تستمر قضية نقص الدعم والإهمال من قبل المعنيات بشؤون المرأة لا ندري؟؟؟.

وبهدف زيادة ثقافة اللاعبات وبناء مستقبل أفضل للعبة الكرة للسيدات في الإقليم أقيمت للمرة الأولى دورة تدريب وتحكيم فقط للسيدات.

الدورة شاركت حوالي عشرين لاعبة وتم تلقينهن فنون الكرة وكيفية تدريب وتهيأت اللاعبات قبل الدوري وأثنائه، بالإضافة لتعليمهن قوانين لعبة كرة القدم وهي النقطة الأهم فالكثير من اللاعبات مازلن يفقدن المعرفة بهذه القوانين، والدورتين إلى حدٍ ما استفادت منها اللاعبات، والنتائج بالطبع ستظهر في الدوريات والفترات القادمة.

 تجربة هي الأولى من نوعها في سوريا

أقيمت للمرة الأولى مباراة كرة القدم للسيدات على ملعب كبير ولعب كل فريق بـ 11 لاعبة عكس المباريات الدائمة والتي كانت في ملعب السداسيات فقط، وجمعت بين سيدات ناديي أهلي عامودا وقنديل وفازت سيدات أهلي عامودا برباعية نظيفة في اللقاء الذي أقيم على أرضية ملعب شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو.

نعم هي المباراة الأولى من نوعها والتي كانت في نظر البعض بأنه أمر عادي، ولكن مع مرور الأيام سيكتشف الجميع بأنها تجربة مميزة ولم تقام في كافة ملاعب سوريا، والبداية كانت من إقليم الجزيرة، وهذا يعني بأنه هناك تفكير جدي وحقيقي بتطوير واقع كرة القدم للسيدات نحو الأفضل والازدهار، ولكن البادرة من الأندية تسبق الاتحاد الرياضي، وبنفس الوقت الاتحاد لا يقدم الدعم المطلوب ومثلهم المعنيات بشؤون المرأة في شمال وشرق سوريا، وهذا الأمر لا يجوز، على العكس يجب مد يد العون لأي خطوة من شأنها الارتقاء بواقع رياضة المرأة في إقليم الجزيرة، وعدم ترك تلك التجربة تمر مرور الكرام وتدخل في طي النسيان.

هذه التجربة البعض قالوا هي شكلية فقط، ولكن مع الأيام يجب تنمية هذه التجربة، وتنقل الدوريات لدينا من ملاعب السداسيات إلى الملاعب الكبير، بحيث نستعد لأي حدث من هذا الشكل وكان من المفترض دعم هذه الخطوة من قبل الاتحاد الرياضي ولكن حتى التواجد وقت المباراة كان غائباً فكيف لتجربة أن تنجح والاتحاد الرياضي لا يدعم الفكرة؟؟؟.

بالمحصلة تجربة العام كانت جيدة نوعاً ما والدعم بقي ناقصاً والأندية من المفترض تقديم الدعم لها لأنها غير ملزمة بتفعيل رياضة المرأة لكرة القدم، وبنفس الوقت يتطلب من كافة المعنيين بشؤون المرأة التركيز على دعم المرأة الشابة الرياضية بشكلٍ عام في كافة الألعاب وللعبة كرة القدم بشكلٍ خاص، بحيث لعب المرأة الشابة وممارسة كرة القدم إنجاز حقيقي وسط مجتمع مازال يكترث للعادات والتقاليد، فهل سنشهد عام قادم أفضل من هذا العام الذي سنودعه بعد أيام؟؟؟ أم سنستمر على ذات المنوال؟.