سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هل يجنّب الغموضُ الاستراتيجيّ وقوع أزمة في أوكرانيا..؟

في قمة حلف الناتو المثيرة للجدل، والتي انعقدت في بخارست عام 2008، ارتأت الدول الأعضاء عدم دعوة أوكرانيا للانضمام للحلف، وعبّر الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين صراحةً، لنظيره الأمريكيّ جورج دبليو بوش عن نواياه بشأنِ أوكرانيا بقوله: «أوكرانيا ليست دولةً، فجزءٌ من أراضيها يقعُ في أوروبا الشرقيّة، وأغلب أراضيها تابعةٌ لنا». وفي تموز 2021، تحدث بوتين بإسهابٍ عن هذا الموضوع، في أطروحةٍ طويلةٍ بعنوان «الوحدة التاريخيّة، التي تجمع الروس والأوكرانيين» أكدّ فيها الوحدةِ الثقافيّةِ والدينيّةِ، التي تربط الروس والأوكرانيين، وألقى باللوم على الغرب لمحاولته إبعادَ أوكرانيا عن روسيا، ومغزى حديثه إيصالُ رسائل لأوروبا والولايات المتحدة، أنّ (الروس والأوكرانيين) يمثّلون “شعباً واحداً”.
كانت هذه القناعة الدافعَ وراء غزو روسيا لأوكرانيا، وضمِّ شبه جزيرة القرم عام 2014، ومرة أخرى تدفعُ روسيا بتعزيزاتٍ عسكريّةٍ ضخمةٍ إلى الحدودِ مع جارتها الغربيّة، وأمام هذه المعطيات، هنالك احتماليّة غزوٍ روسيّ وشيكٍ لأوكرانيا، الأمرُ الذي يدفعُ إلى عقدِ الاجتماعات، والتباحُث إزاء هذا التطورِ الخطيرِ، فما نوايا روسيا من حشدِ قواتها؟ هل باعتقادها، أنّها بذلك ستدفع أوكرانيا لإعادةِ تشكيلِ حكومةٍ على مقاسها بعد سبع سنوات من العملياتِ العسكريّة؟ أم لها مآربٌ أخرى؟
الغموضُ الذي يكتنفُ نوايا الكرملين، يمثّلُ سياسةَ روسيا، ولطالما حاول الساسةَ الروس إخفاءَ دوافعهم، وإبقاءَ خصومهم، ومنافسيهم في حيرةٍ من أمرهم، وهي سياسة تُعرف بـ “الغموض الاستراتيجيّ”. وخلافاً لذلك، كانتِ الولايات المتحدة أكثر واقعيّة في مُقاربتها للأزمةِ الأوكرانيّةِ، فإدارة بايدن تنتهجُ المسار ذاته الذي تتبعه روسيا، الأمرُ الذي يجعل الروس قلقين حيال قدراتِ وخططِ واشنطن، وربما مع هذه المُقاربة الأمريكيّة، قد تُؤتي العمليةُ الدبلوماسيّة أُكلها، وتمنع روسيا من الضغط على مصلحتها في أوكرانيا.

الحشد العسكريّ
بعدما عززت روسيا حدودها مع جارتها أوكرانيا بنحو 90 ألف جندي، نمَتِ المخاوفُ بشأنِ نيةِ موسكو شنّ عملٍ عسكريّ، وغزو البلادِ، والذي قد يحدثُ في غضون الأشهرِ القليلة المقبلة، إزاء هذه التطورات الخطيرة والمتسارعة، دقّت إدارةُ بايدن ناقوسَ الخطر، وبدأت تكثيف اتصالاتها مع حلفائها الأوروبيين؛ لردعِ النوايا الروسيّة، وحسب الإدارةِ الأمريكيّةِ، لا يوجدُ سببٌ منطقيّ لزيادةِ القواتِ الروسيّةِ على الحدود مع أوكرانيا.
يبدو أنَّ هذا هو الوقتُ المناسبُ، والملائم؛ لشنّ روسيا الهجوم على أوكرانيا، مُستغلة انشغالَ الجميعِ بمشاكله سواء الداخليّة، أو الخارجيّة، فالولايات المتحدة منشغلة داخليّاً بجائحةِ كوفيد 19، إضافة للبيئة السياسيّة، غير المستقرة، أما خارجيّاً، فقد تحوّل التركيز الرئيسيّ للسياسةِ الخارجيّة لواشنطن مباشرةً إلى الصين، أما أوروبا فلها أيضاً حصتها من المشاكلِ، وتكافح في ظلّ عودةِ المتحورِ الجديد من وباء كورونا، فالحكومة الألمانيّة حديثة العهد، وستتولى مهامها خلال هذا الأسبوعِ، أما فرنسا فهي مُنهمكة في انتخاباتها المقبلة، فيما لا تزال المملكة المتحدة، تتعاملُ مع تداعيات خروجها من الاتحاد الأوروبيّ، كما أنَّ أزمةَ الهجرةِ على طولِ الحدودِ بين بيلاروسيا وبولندا، صرفت أنظارَ الاتحاد الأوروبيّ عن أوكرانيا.
بوتين وحلم الاتحاد السوفياتي
لم تغب أوكرانيا عن مرأى روسيا، التي تعدّها جزءاً لا يتجزأ منها، وبمعزل عن بوتين، لم تتقبلُ شريحةٌ واسعةٌ من الروس، أن تكونَ أوكرانيا دولةً مستقلةً منذ تفككِ الاتحاد السوفييتي، ويرى بوتين نفسه في تقاليدِ القادةِ الروسِ والسوفييت، بأنّ مهمتهم الأساسيّة “إعادة توحيد دول الاتحاد السوفييتيّ”؛ بُغية استعادةِ الأراضي الروسيّة، عبر مراحل تاريخيّة متعددة، وذلك بعدما تمزّقت بسبب الحروب، وانهيار الاتحاد السوفياتيّ، وبهذا الشأن  يواصل بوتين الحديثَ عن نهايةِ الحربِ الباردةِ وفيما يتعلق به، فإنَّ تفكك الاتحاد السوفيتيّ عمليةٌ مستمرة، لم تنتهِ بعد، ولا يزال بالإمكانِ تداركُ ذلك والعودة للاتحادِ مرة أخرى.
عندما وصل إلى السلطة قبل 21 عاماً، تعهّد بوتين بإعادة روسيا إلى مسارها الصحيح كقوةٍ عظمى. وقد رأى أنَّ النظامَ الدوليّ الأكثر شيوعاً في عالمٍ متعددِ الأقطاب، هو نسخة القرن الحادي والعشرين من مؤتمر يالطا، بعد الحربِ العالميّة الثانية، حيث قسّمت القوى العظمى العالم إلى مناطق نفوذ، وكانتِ الدولُ الصغيرةُ في هذا التقسيم منقوصةَ السيادة، يرى الكرملين أنَّ الدفاعَ عن أمنه القوميّ لا يقتصرُ على الأراضي الروسيّة، بل يتعدى ذلك إلى ما بعد حدودِ الاتحاد السوفييتيّ سابقاً؛ لذلك من المهم فيما يتعلق بروسيا، أن يتخلّى جيرانها الضعفاء عن أيّةِ أفكارٍ للانضمامِ إلى حلفِ الناتو، أو الاتحاد الأوروبيّ، على مدى العقدين الماضيين، حاول بوتين إقناع الدول الغربيّة بتقبُّلِ وجهةِ نظر الكرملين، أنَّ جيران روسيا، ينضوون في دائرة النفوذ الروسيّ، وهذا يشمل أوكرانيا، وهي دولة من وجهة نظر بوتين، تلعب دوراً محوريّاً، سواء بتعزيزِ الأمن القوميّ الروسيّ، أو تعريضه لخطرٍ مُحتملٍ.
ينذر حشد روسيا لقواتها على مقربة من الحدود الأوكرانيّة، باحتماليّةِ غزوٍ آخر سيطالُ أوكرانيا، وهو أمرٌ يندرجُ إلى ما سعى إليه بوتين منذ فترة طويلة؛ حكومة جديدة موالية لروسيا، في كييف، والتخلّي عن جهود أوكرانيا للانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبيّ، وكان الكرملين يأمل بالبداية، أن يكون الرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي مستعداً لتقديم تنازلات خاصة، بعدما تعّهد فور توليه منصبه بالعمل لإيجادِ تسويةٍ مؤقتة مع روسيا، بيد أنَّ موسكو تعدّه الآن عدواً لدوداً لها، بعد أن أقدم على إغلاق وسائل الإعلام الموالية لروسيا، وطارد فيكتور ميدفيدشوك، رجل بوتين في أوكرانيا ومن أنصار حكم القِـلة في هذا البلد، وحذّر زيلينسكي مؤخراً من محاولة انقلاب مخطط له تدعمه روسيا، إن ما تشهده الحدود الأوكرانية من تواجدٍ للمظاهر العسكريّة، هو بدايةٌ لنزاعٍ لن ينتهيَ بين البلدين، حتى مع استمرارِ التمردِ، الذي تُحرّض عليه روسيا، وتدعمها في شرق دونباس.
الغموض بيت القصيد
في ضوء كلّ ما يجري من حشود عسكرية روسيّة عند الحدود الأوكرانية، ينفي الكرملين نيته شنّ عمل عسكريّ. ومن المحتملِ أن غرضَ الكرملين من الحشدِ العسكريّ إجبارُ الولايات المتحدة على الجلوسِ إلى طاولةِ المفاوضاتِ؛ لمناقشةِ مجموعةٍ أوسع من القضايا، كما فعل في آذار، عندما دفع حشدٌ عسكريّ مماثل الرئيس جو بايدن إلى دعوةِ بوتين؛ لحضورِ قمة جنيف، وأعاد هذا الاجتماع التأكيد على دور روسيا كقوة عظمى؛ فقد حصل الكرملين على قمة رفيعة المستوى (قبل الصين)، واتفاق لمتابعة محادثات الاستقرارِ الاستراتيجيّ، إضافةً للمشاركةِ الثنائيّة في عدد من القضايا المختلفة، حتى أنَّ بايدن أقرّ أنَّ روسيا كانت “خصماً لا يُستهان به”، هنالك أخبار تتحدث عن قمة ثنائيّة مرتقبة، ستجمع الرئيسين بايدن وبوتين أوائل العام المقبل، ولكنّ الأحداثَ الجارية في أوكرانيا، وما تخللها من توتراتٍ عسكريّةٍ، سارعت من عقدَ القمة، والتي من المقرر عقدها خلال هذا الأسبوع. إلى جانب جذب انتباه واشنطن، يهدف هذا الحشد العسكريّ على تخوم حدود أوكرانيا، تحقيق أهداف أخرى، فهو يزيدُ الضغط على كييف في وقتٍ تتراجع فيه شعبيّة زيلينسكي، كما أنّه يُؤرّق جيران أوكرانيا الأوروبيين، ويجعل الولايات المتحدة تتساءل ما الأهداف الحقيقيّة لروسيا؟. وهذا الغموض يُزيد من خطر أن تسيءَ الولايات المتحدة وأوروبا قراءة نوايا روسيا وتخطئ الحسابات في ردّهما على ذلك.
ومع ذلك، من الصعب رؤية ما يمكن لروسيا أن تكسبه بشكلٍ ملموسٍ من تصعيدها العسكريّ ضد أوكرانيا. لقد أدّى الصراع في دونباس إلى نفورِ السكان الأوكرانيين في معظم أنحاء البلاد (باستثناء منطقة دونباس الناطقة بالروسيّة) وساعد بترسيخ هوية أوكرانيّة موحدة، فالجيش الأوكراني في وضع أفضل مما كان عليه عام 2014، بفضل التدريب والأسلحة الغربيّة، علاوة على ذلك، فالسكان الروس ليست لديهم الرغبة لخوض حرب، ترتفع فيها أعداد الضحايا، واستيلاء الروس السلميّ على شبه جزيرة القرم، تمَّ دعمه بقوة من قبل السكان الروس على نقيض الصراع المستمر في دونباس _ حيث قُتل نحو 14000 شخص من كلا الجانبين، والذي لا يحظى بشعبيّة في روسيا، وليس من الواضح ما إذا كان هذا الهجوم العسكريّ الجديد سيُعزّز سلطة بوتين بالداخل أكثر من ذلك.
سياسة بايدن حيال أوكرانيا
يُبقي الكرملين، العالم في حيرة بشأن نواياه، ويتبع سياسة الغموض الاستراتيجيّ، وهذا ما يصعّبُ على الولايات المتحدة وأوروبا معرفة سُبُل الرد، ما يعيقُ أيَّ عمل غربي، يمكن لإدارة بايدن أن تحذو حذوها، حيث تعد مجموعة من الخيارات مع حلفائها الأوروبيين، بما في ذلك تكثيف العقوبات التجاريّة والماليّة، وتعزيز التعاون العسكريّ مع أوكرانيا ولكن ينبغي القيام بذلك بعيد عن الرأي العام، ما يضمن أنَّ الكرملين سيكون غير واثق حول ماهية ردّ واشنطن في حالة حدوثِ تصعيدٍ عسكريّ، لقد قامت الإدارات الأمريكيّة السابقة بإرسال برقية لسياستها الخاصة بأوكرانيا، وبالعودة لعام 2016، أوضح الرئيس الأمريكيّ باراك أوباما للمجلة الأمريكية «ذا أتلانتيك» سبب عدم استجابة الولايات المتحدة بشكلٍ حازمٍ لضمِّ روسيا لشبه جزيرة القرم قبل ذلك بعامين، وقال: إنَّ أوكرانيا ذات أهمية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكيّة.
 بالنسبة لروسيا أكثر مما هي عليه بالنسبة للولايات المتحدة، فإنَّ واشنطن ليس لديها أيّ التزام بموجب معاهدة تجاه كييف، كما أنَّ أوكرانيا جارة روسيا وبعيدة عن الولايات المتحدة. لقد حدّت هذه الحقائق التي طرحها أوباما الخياراتِ المُتاحة لواشنطن. ويرى الكرملين أنَّ ذلك لا يزال هو وجهة نظر الولايات المتحدة وأنّ استخدام القوة العسكريّة الروسيّة لن يقابله استخدام القوة أيضاً من قبل الغرب.
اعتمدت واشنطن بشكل أساسيّ على آليّة واحدة فقط للضغط على الكرملين هي «العقوبات»، وهي ذات تأثير محدود، فرضت العقوبات عبئاً اقتصاديا كبيراً على روسيا وعلى بعض الدائرة المقرّبة من بوتين، لكنها لم تفعل شيئًا يذكر لتغيير السياسة الروسيّة تجاه أوكرانيا، فاقترح الكونغرس عقوبات جديدة أكثر صرامة تستهدف كبار المسؤولين الروس والمؤسسات المالية المملوكة للدولة والأجانب المنخرطين في معاملات تتعلق بالديون السيادية الروسية إضافة للمنخرطين منهم بمعاملات في القطاعات الاستخراجية لروسيا، لكنّ هذه العقوبات قد تُؤثّر سلباً على الأشخاص والشركات غير المرتبطة بروسيا، أو النخب الحاكمة فيها، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، الذين تسعى إدارة بايدن لتحسين العلاقات معهم، كما أن موسكو تتوقع تشديد العقوبات عليها، ومن المحتمل أنها درست واستعدت لها جيداً.
اتفاقية مينسك 3
وسط تصاعد التوترات، تدور المناقشات حول الحلول الوسط الممكنة، إن القاعدة الحالية لنزع فتيل الصراع الأوكراني الروسي هو اتفاق مينسك 2 الموقع في شباط 2015، والذي كان بالأساس تسوية مُنتصرٍ فُرضت على أوكرانيا الضعيفة. منذ ذلك الحين، تم تكليف فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا، فيما يُعرف بصيغة نورماندي  بدفع العملية للأمام، تختلف روسيا وأوكرانيا حول تسلسّل الاتفاقية، التي تتضمن سحب روسيا لقواتها من دونباس مقابل قيام أوكرانيا، بسنّ إصلاحات دستوريّة، تمنح مزيداً من الحكم الذاتيّ لجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك، الخاضعتين بالوقت الراهنِ لسيطرةِ القواتِ الروسيّة ووكلائها.
لكن حتى الآن، لم تحقق عمليّةُ مينسك ما هو مرجو منها، واقتصرت على تبادل بعض الأسرى، أوكرانيا غير راغبة بإعطاء مزيدٍ من السلطة للمناطق المحتلة دون سحب روسيا قواتها، أولاً من دونباس؛ كما ترفض كييف منحَ وضعٍ خاصٍ لهذه الكياناتِ، لأن ذلك قد يمنح روسيا حق النقض (الفيتو) على قرارات سياسة أوكرانيا الخارجيّة، وليس من الواضح ما إذا كان الكرملين لديه أيّ نية لتنفيذ اتفاقية مينسك بصيغتها الحالية، ومن ناحية أخرى، يرى العديد من المحللين أنَّ مينسك أخذت مجراها الطبيعيّ.
لعلّ إحدى الطرق الممكنة للخروج من هذا المأزق تتجسد بإعادة التفكير باتفاق مينسك والاستعاضة عنه بآخر جديد يشملُ الولايات المتحدة كمشاركٍ أساسيّ، يُشير سلوك روسيا الأخير ــ بما في ذلك الأزمة الراهنة ــ إلى أنَّ الكرملين يرغب بالواقع أن توجّه إدارة بايدن التي تصبّ تركيزها على الصين أنظارها إلى روسيا، كما فعلت خلال قمة جنيف، فقد اقترح الكرملين، على سبيل المثال، فتح مناقشات حول نظام أمنيّ أوروبيّ أطلسيّ جديد، وقد تؤدي مشاركة الولايات المتحدة في اتفاقية مينسك جديدة إلى تحقيقِ هذا الاقتراح، طبقاً لهذه الصيغة المقترحة يمكن التطرقُ أيضاً لمشاركة قوات حفظ السلام الدوليّة، وإبرام اتفاقيٍّة أوضح بشأن تسلسل خفض التصعيد بين روسيا وأوكرانيا، كما سيضمن مشاركة أمريكيّة أكثر استدامة بالمنطقة.
التعاون والمواجهة
ومما لا لُبس فيه أنَّ استئناف العملية التفاوضيّة المعقدة، لإيجادِ حلٍّ لهذه الأزمة سيستغرق وقتاً طويلاً، لكن لا تستطيع الولايات المتحدة، ولا شركاؤها الأوروبيون، أن تجعلَ أوكرانيا بشكلٍ دائمٍ في دائرةِ النفوذ الروسيّ. كلاهما يريد ثني روسيا عن مواجهة عسكريّة جديدة، واحتمالُ الجلوسِ مع الولايات المتحدة، وكذلك الدول الثلاث الأخرى في عمليةِ مينسك يمكنُ أن يُغيّر حساباتِ الكرملين، وقد يُغير أيضاَ حسابات أوكرانيا، وبحال كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها ضامني الاتفاق، فقد تشعر كييف أنّها باتت أقل تهديداً من قبل روسيا، وتتراجع عن بعض أنشطتها العسكريّة، وتعاودُ التعامل مع الكرملين.
لطالما كانتِ العلاقات الأمريكيّة الروسيّة مزيجاً من التعاون والمواجهة، بإمكان واشنطن إجبار موسكو على التراجعِ عن تحركاتها العدوانيّة تجاه أوكرانيا، وبالوقتِ نفسه، تكون مستعدةً لاستئناف المفاوضات، كانت ديناميكيّة الشد والجذب هي السياسة، التي تعاملت بها الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي مع بعضهما البعض خلالَ الحرب الباردة، ولا تزال نموذجاً مُحتملاً لبعثِ الاستقرارِ بالعلاقة المتوترة، والفاترة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وبحال قيام الكرملين بغزو أوكرانيا، فهذا النموذج يُصبح مُفرغاً من محتواه، وغير مناسبٍ لهذه المرحلة، وبدلاً من ذلك، ستدخلُ المنطقة الأوروبية الأطلسيّة في فترة مواجهة جديدة ومنزلقٍ خطيرٍ.
وكالات

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle