هل ماهر السيد ضحية فساد؟ أم هناك طبخة تستوي على النار؟

روناهي/ قامشلو ـ

فجأة وبدون سابق إنذار تمّت إقالة ماهر السيد، من رئاسة نادي الوحدة، وحل إدارته، وتكليف لجنة مؤقتة لتسيير أمور النادي!، وعلى الفور ظهرت الأصوات متعالية وتنتقد القرار، وخاصةً من جمهور” البرتقالي”، بنفس الوقت ظهرت تسريبات بأن قرار الإقالة كان لترشيحه لرئاسة اتحاد الكرة في الفترة القادمة.

وتفاجأت جماهير الكرة وخاصةً جماهير” البرتقالي “نادي الوحدة” الدمشقيّ بقرار إقالة، ماهر السيد، من رئاسة نادي الوحدة، وتكليف لجنة مؤقتة برئاسة، مهنّد طه، رئيس تنفيذية دمشق بدلاً عنه.

والقرار كان من قبل المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام بسوريا التابع لحكومة دمشق، برئاسة، فراس معلّا، والأسباب حسب ما نُشِر: أنّه بسبب الفراغ الإداري واستقالة نصف أعضاء مجلس الإدارة.

وعلى الفور ظهرت أول البوادر السلبية من نتائج إقالة، السيد، حيث استقال مدرّب الوحدة الكابتن عساف الخليفة، والذي أوضح لشبكة “غلوبال الإعلامية” – غلوبال سبورت- أنّ قرار استقالته من تدريب الوحدة، جاء بعد الاستهتار بهذا النادي من قبل قيادي رياضي تأملنا فيه خيراً، ويقصد فراس معلا الرئيس الحالي للاتحاد الرياضي العام في سوريا التابع لحكومة دمشق.

وأشار الخليفة إلى أن الاستقالة ليس بسبب حلّ الإدارة، أو الانتماء لشخص ما، بل لأنه لدينا خامات رياضية في النادي، فلماذا الاستعانة بأشخاص من الخارج؟!

ولكن في المقابل ظهرت تسريبات، أنّه تمّت إقالة، السيد، لتهيئته للفترة القادمة وتوليه لرئاسة الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم، والذي قدّم رئيسه استقالته بسبب النتائج المخيبة للمنتخب السوري في التصفيات الأسيوية المؤهّلة لكأس العالم 2022، وكان يترأسه العميد حاتم الغايب، والذي صرح عقب الاستقالة: “نظراً للنتائج غير الملبية لطموحنا وطموح الجماهير السورية المُحِبة والعاشقة لكرة القدم، وبعيداً عن الجدل وأصحاب المصالح الضيقة، تقدمت باستقالتي من رئاسة الاتحاد العربي السوري لكرة القدم”.

وقدّم أيضاً كامل أعضاء الاتحاد الاستقالة، بعد الفضائح المتتالية من خسارة المنتخب السوري في ثلاث مباريات من أصل أربعة، ضمن التصفيات المؤهّلة لكأس العالم 2022، بالإضافة لتسبب بغياب النجمين: محمد عثمان وآياز عثمان، عن مباراة كوريا الجنوبية، وخسارة المنتخب الأولمبي بخمسة أهداف مقابل هدفين من المنتخب الأردني، في بطولة غرب آسيا التي أُقيمت بالسعودية.

وعُقِد في دمشق مؤخّراً مؤتمر استثنائي للاتحاد السوري لكرة القدم، ووافق المجتمعون على قبول استقالة رئيس وأعضاء الاتحاد السوري، وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارته، وكانت الأسماء للجنة على الشكل التالي: توفيق سرحان رئيساً، والأعضاء: أحمد قوطرش، وياسر لبابيدي، وعبد الحميد الخطيب، ونبيل السباعي.

وهذا التكليف سيدوم لمدة تتراوح من 3 إلى 6 أشهر.

ولم تمضِ 48 ساعة على تشكيل اللجنة المؤقتة؛ لتسيير أعمال الاتحاد العربي السوري لكرة القدم حتى قدّم ياسر لبابيدي استقالته منها بشكلٍ رسميٍّ.

وبرّر لبابيدي استقالته، بأن الأجواء غير مناسبة، إضافة لعدم وجود وقت إضافيٍّ للسفر بين مدينته حلب ودمشق، حيث ستكون هناك اجتماعات مكثّفة خلال الأيام المقبلة.

وأوضح لبابيدي أنه متفرغ حالياً لعمله، كعضو مجلس إدارة في نادي الاتحاد الحلبي، وإدارة كرته، وعيّن بدلاً عنه رضوان الأبرش.

ولكن من جديد حصلت تغيرات على اللجنة، حيث تمّ تعيين نبيل السباعي رئيساً للجنة بدلاً عن توفيق سرحان، وذلك لمنع الازدواجية في العمل، حيث توفيق سرحان يبقى أميناً للسّر.

وتساءل المتابعون للكرة السورية عن الحلول الممكنة لإنقاذ الكرة في سوريا؟ حيث في الوقت الذي مضى من دوري كرة القدم الممتاز أربع جولات، واقترب موعد الجولتين المقبلتين، وفي الوقت الذي شارف موسم كرة السلة على البداية، فهناك ثلاثة أندية جماهيرية تعيش ظروف استثنائية بعد استقالة إدارتي حطين والكرامة، وحل إدارة الوحدة، وتسيير أمورها بلجان مؤقتة كما هو حال اتحاد كرة القدم!.

وأكثر ما أثار الغضب في الشارع الكروي في سوريا، هو إقالة، ماهر السيد، كونه شخصية رياضية، لاقت الدعم والمحبة من الجماهير الكروية في مختلف المدن، وليس في دمشق وحدها وماهر السيد استلم رئاسة نادي الوحدة في 29 تشرين الأول عام 2019، وهو من مواليد 23 آذار 1979، وزعم مع تسلّمه لمهامه: إنّه تعرّض للتهديد بالقتل وقال وقتها: “وجدت ورقة بداخلها رصاصة أمام باب منزلي صباحاً”.

وجاء ذلك في منشور للسيد على “فيس بوك” وذكر فيه: “عندما أجد في الصباح الباكر عند باب بيتي مثل هذه الرسالة مرفقة برصاصة، فإنّ ذلك لن يزيدني إلاّ إصراراً على المضي قدما في المهمة الصعبة التي شرّفني محبّو نادي الوحدة بها”.

وكُتِب في الورقة: “لا تفرح كتير أيامك معدودة، وهذا إنذار شفهي إلك يا سيد، ريح حالك، واترك النادي أحسنلك، والقادم إذا ما فهمت أعظم”

وكان ماهر السيد مشرفاً فنياً على الفريق الأول في النادي ذاته بين عامي 2018 و2019.

لعب سابقاً بمركز خط الوسط لكلّ من “نادي الوحدة” و”نادي الجيش” و”نادي الشرطة” في سورية، كما احترف خارج سورية لمدّة عامين مع فريق “نادي النصر الكويتي”، كما كان لاعباً في المنتخب السوري لكرة القدم، وأعلن اعتزاله دوليّاً عام 2013.

فاز مع فريق “نادي الوحدة” بـ”بطولة الدوري السوري” أعوام 2004 و2014.

وهو شريك مؤسّس في “شركة السيد للتجارة والاستثمار” في سوريا، ويمتلك 555 حصّة في الشركة، بنسبة 11%، وتبلغ قيمتها 550،000 ليرة سورية.

هذا التخبّط كلّه في الكرة السورية، بات واضحاً وجليّاً للجميع، وخاصةً الجماهير الكروية المتابعة التي باتت تفقد الأمل بتحسّن واقع الكرة السورية، وخاصةً الأندية التي أمرها متروك للاتحاد الرياضي العام، ولشعبة حزب البعث العربي، والتي عُيِّنت مؤخّراً أيضاً إدارة لنادي الجهاد الذي يلعب في مصافّ الدرجة الأولى بدلالة واضحة لتداخل السياسة والسلطة حتى تعين إدارات الأندية.

وتعود الأسباب للكوارث الطاغية على الكرة السورية التي تُدار من قبل الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق، إلى الفساد والمحسوبيات وتسييد العسكر مراكز القرار، والتدخل حتى في تشكيلة المنتخبات السوري ولمختلف الألعاب، ووضع لاعبين غير مؤهلين فيها، والدليل عدم تأهل المنتخب السوري، ولو لمرّة واحدة إلى مونديال كأس العالم حتّى الآن.