هل ستنسحب الأندية بعد كل هذا الظلم؟!

تقرير/ جوان محمد –

روناهي/ قامشلو ـ تشكل مشاركة نوادي من شمال وشرق سوريا في دوريات للاتحاد “العربي” السوري التابع للحكومة السورية معضلة رياضية كبيرة، لا سيما وأنها تتعرض للظلم بشكلٍ دائم، ووصلت مؤخراً للضرب والشتيمة وفرض عقوبات قاسية بحق نادي عفرين. ولكن؛ هذه الأندية مستمرة في المشاركة ببطولات هذا الاتحاد؛ فهل هذا الموقف بمكانه أم لا؟. ولذلك؛ تتعالى الأصوات المطالبة بالانسحاب الكلي من المشاركات في هذه البطولات.

العديد من الأندية في شمال وشرق سوريا تشارك في بطولات كرة القدم، التابعة للاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم، المنضوي تحت سقف الحكومة السورية التي يترأسها بشار الأسد، والذي إلى الآن لم يوجه البلاد نحو الحل السياسي، على العكس فما زالت العقلية الأمنية والعسكرية قابعة في دماغ هذا النظام برمته حتى في الرياضة.

مشكلة الرياضة السورية هي عامة من جهة الفساد والظلم التحكيمي. ولكن؛ قد يكون هناك خصوصية وسياسة ممنهجة ضد أندية شمال وشرق سوريا، وبخاصةً أنّ أي نادي يتعامل مع الإدارات الذاتية في شمال وشرق سوريا يتعرض للظلم؛ بالرغم من أن الظلم الواقع على هذه الأندية قائم قبل تأسيس الإدارة الذاتية.

ومُنذ عقود والرياضة السورية تُعاني وعلى وجه الخصوص كرة القدم من الكثير من المشاكل والمعضلات، بدءاً من الفساد الإداري إلى المالي وصولاً لتسيد العسكر زمام الأمور في انتقاء المنتخبات الوطنية وإدارات الأندية، وهذ الأمر واضح فقد استلم حاتم الغايب وهو يمتلك رتبة عميد إدارة دفّة الاتحاد السّوري “العربي” لكرة القدم قبل نهاية العام الماضي 2019.

رتب عسكرية، الأمن والمخابرات، شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي، كلها تتداخل بالرياضة في سوريا من تشكيلة المنتخب السوري إلى إدارات النوادي، بالرغم من أن الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم لا يدعم كثيراً النوادي في شمال وشرق سوريا؛ ناهيك عن الظلم الذي يفرضه عليهم والتهميش الذي يتعرضون له. ولكن؛ حجم الولاء كبير من قبلهم لهذا الاتحاد. ولذلك؛ تتعالى الدعوات للانسحاب من بطولات هذا الاتحاد والتوجه للمشاركة في بطولات ودوريات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وللعلم بقدر ما ناله نادي الجهاد من دعم مادي من قبل الإدارة الذاتية والاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة لم ينله أي نادٍ مرخص من الإقليم حتى الآن.

نادي الجهاد اعتقل ثلاثة من لاعبيه وطلب تأجيل مبارياته وتم الرفض من الاتحاد العربي السوري لكرة القدم ووافقوا على اعتذاره، وحل التضامن مكانه ونادي عفرين تعرض للظلم التحكيمي الواضح أمام أنظار الجميع، وتم الاعتداء على بعثته في مباراته مع التضامن من قبل جماهير ولاعبي هذا الفريق وساعدهم رجال الأمن أيضاً، هذا غير الشتم والإهانة لمدينة الزيتون وشعبها. وبالرغم من إصدار البيانات لنادي عفرين بأنه القيادة الرياضية التابعة للحكومة السورية حكيمة وتفاءلت بأنها ستنصفهم. ولكن؛ هذا الاتحاد قام بفرض عقوبات قاسية بحق لاعبين من عفرين؛ ناهيك عن خسارته بثلاثة أهداف بدون رد، بالرغم من الظلم الذي طال النادي من التحكيم وصولاً للسب والشتم والضرب من قبل جماهير ولاعبي نادي التضامن والأمن السوري، حيث قررت لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم على خلفية الأحداث التي جرت بمباراة التضامن مع عفرين اعتبار فريق عفرين خاسراً لمباراته أمام فريق التضامن 3/0 قانونياً. وإيقاف كل من الحارس أمير نجار وزكريا بودقة وعمر دادا وفراس محمد وأيمن حبال عن اللعب لمدة عام كامل من نادي عفرين ولاعب فريق التضامن وسام سعيد بالمدة نفسها مع اقتراح فصل اللاعبين من المنظمة.

ولا يخفى بأن أندية الجزيرة وعامودا على الحال نفسه يتعرضون على الدوام للظلم بكافة أنواعه. ولكن؛ كل هذه النوادي مستمرة في تحمل هذا الظلم لماذا؟؟؟ الجماهير كلها تتساءل والتي باتت تناشد إدارات هذه النوادي لأخذ مواقف رجولية تجاه ما يحصل لهم.

ونشر الاتحاد الرياضي بإقليم عفرين المحتلة بياناً أدان فيه التهجم على لاعبي نادي عفرين وطالب الاتحاد السوري بالإنصاف للنادي بالرغم من أنه لا أحد يعلق الآمال على اتحاد يسيطر عليها العسكرة والمحسوبيات، والبيان كان قبل صدور العقوبة بحق لاعبي نادي عفرين وجاء فيه:

“الاتحاد الرياضي لإقليم عفرين

اتحاد كرة القدم

تصريح الاتحاد الرياضي في إقليم عفرين

الرياضة هي لعبة الاستعداد والتأهب للمشاركة في الحياة بنجاح

انطلاقاً من مفهوم أن الرياضة فعالية مجتمعية ولما لها من أهمية ودور في تعزيز الروابط الاجتماعية وتكريس علاقات الصداقة ما بين الشعوب والأمم وكافة شرائح وفئات المجتمع دون تأثرها (الرياضة) بالمكان أو الزمان أو الشروط المرحلية التي تفرض نفسها أياً كان، فقد غدت الرياضة ملجأ لشريحة الشباب عموماً على اختلاف المكون أو الانتماء أو الديانة أو الثقافة وعليه فقد كان للمؤسسة الرياضية المتمثلة بالاتحاد الرياضي السوري دور لا بأس به في تطوير الرياضة وإتاحة الإمكانات وتوفير كافة المعطيات لممارستها وتنظيمها، وذلك ضمن معايير الروح والأخلاق الرياضية باعتبارها الوجه الآخر الملازم للرياضة كمفهوم والمكمل للجهود المبذولة في هذا الإطار.

وعلى ضوء الأحداث الأخيرة في مباراة نادي عفرين الرياضي ونادي التضامن الرياضي وذلك ضمن منافسات دوري الدرجة الأولى لكرة القدم لفئة الرجال، والمشاهد الغامضة أثناء مجريات المباراة من الأمور التحكيمية وحيثياتها بشكل عام في أرض الملعب، تم إثارة أجواء سلبية اثناء المباراة وبعدها في الشارع الرياضي من قبل البعض من أصحاب النفوس الضعيفة ومثيري الشغب والفتن بين مكونات النسيج السوري، هذا ما يلقي علينا بمهام ومسؤولية التشخيص السليم للواقعة وإحقاق عدالة الاتحاد الرياضي السوري وبالتحديد اتحاد كرة القدم كحق وواجب للرياضيين، ونأمل أن تكون إدارة الاتحاد الرياضي والمعنيين عند حسن ظن الرياضيين والشارع الرياضي بإجراء تحقيق شامل ونزيه حول مجريات المباراة، لينم ذلك عن قرارات صائبة وعادلة تصب في مصلحة الرياضة وقطع الطريق على كل ما يمكن أن يشوه الرياضة السورية.

إننا كاتحاد رياضي في إقليم عفرين نناشد الجماهير الرياضية بعدم الانجرار وراء كل ما يسيء للرياضة من مفاهيم سطحية وأفكار لا تخدم تطوير الرياضة بتاتاً.

تحيا عفرين

تحيا أخوة الشعوب

الرياضة تجمعنا

الاتحاد الرياضي في إقليم عفرين”.

أما الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة فقد أقام مباراة تحت شعار “كلنا عفرين”؛ تنديداً باعتداءات الأمن السوري على بعثة النادي في مباراته ضمن الدوري السوري للدرجة الأولى مع التضامن، وجمعت المباراة شباب ناديي الأسايش وسردم، على أرضية ملعب شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو، وانتهت بفوز شباب الأسايش بهدفين بدون رد.

الغالبية من الرياضيين في قامشلو ومناطق أخرى أصبحوا يضيقون ذرعاً من استمرار مشاركة النوادي في شمال وشرق سوريا للبطولات التي تقام من قبل الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم، ففي الخبر الذي نشر لصفحتنا والذي جاء فيه اعتداء رجال الأمن السوري على بعثة النادي ومرفقة بصورة توثق ذلك، انهالت الردود بنقد الإدارات المشاركة في هذه الدوريات وطالبتها بالانسحاب الكامل منها. ولكن؛ يبدو أن هذه النوادي لا نية لها أبداً بقطع الصلة مع الاتحاد العربي السوري الذي يظلمهم دائماً؛ فلماذا كل هذا الولاء والتمسك بهذا الاتحاد وبطولاته؟؟؟!.