سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هل ترمّم “الإبادة الجماعية” علاقات واشنطن وأنقرة؟

 فايق عمر (إعلامي وكاتب)-

 لم تكن الولايات المتحدة بحاجة إلى كل هذه السنين الطوال، أكثر من مائة عام، لمعرفة أن المذابح الجماعية وعمليات الترحيل القسري لحوالي مليونين من المدنيين الأرمن الأبرياء في أواخر العهد العثماني؛ إبادة جماعية، كونها استهدفت بصورة ممنهجة الإبادة الكلية للأرمن في محاولة لإنهاء وجودهم في منطقة الأناضول.
القتل الجماعي الممنهج لمئات الآلاف من المدنيين العزل من المفترض ألا يحتمل الجدل بشأن توصيفه، والسعي لمحاسبة الجاني، فهذا الأسلوب الهمجي في تصفية الآخرين والقضاء على كيانهم لا يندرج إلا في خانة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
أمريكا وجميع الدول التي سبقتها إلى هذه الخطوة تدرك يقيناً قاطعاً منذ البداية أن السلطات العثمانية ارتكبت جرائم إبادة جماعية بحق الأرمن، لكنها المصالح والحسابات السياسية هي التي أجّلت الاعتراف بها، ودفعت كل دولة من هذه الدول إلى اختيار التوقيت الذي يناسبها للإقرار رسمياً بواحدة من أفظع الجرائم الإنسانية على مرّ التاريخ الإنساني.
بالنسبة لأمريكا مثلاً فإن رؤساء آخرين أيضاً اعترفوا بالإبادة الجماعية للأرمن وإن كانت في سياقات غير رسمية، مثل الرئيس رونالد ريغان في ثمانينات القرن الماضي، قبل أن يتراجع عن توصيفه ذاك أمام ردّ الفعل والغضب التركي حينذاك، مرجّحاً بذلك حماية مصالح بلاده على تحقيق العدالة الدولية والتاريخية في إنصاف الشعب الأرمني.
بناء على ذلك، يمكن القول إن إقدام واشنطن على هذه الخطوة لم يكن بهدف إنصاف وتكريم الشعب الأرمني في المقام الأول، بقدر ما هو وسيلة لزيادة الضغط على نظام أردوغان، الذي بلغت علاقات واشنطن وأنقرة في عهده أدنى مستوياتها منذ تأسيس الجمهورية التركية.
بالاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن تريد إدارة بايدن التأكيد لأردوغان مرة أخرى بأنها تراقب تصرفاته وسلوكياته العدوانية في الداخل والخارج، وأنها لن تتوانى عن اتخاذ الخطوات اللازمة في حال عدم عودته لبيت الطاعة الأمريكي، أو في حال إقدامه على أية خطوات غير محسوبة من شأنها أن تضرّ بمصالح أمريكا وسياساتها في المنطقة.
في الواقع لم يكن من قبيل الصدفة أن تتطرق رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بلوسي، في معرض تعليقها على قرار بايدن، إلى الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي بالهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا، والإشارة إلى أن القرار من شأنه أن يحول دون تكرار الأتراك لمذبحة جديدة في القرن الحالي وهذه المرة بحق الشعب الكردي.
تصريحات بلوسي هي إشارة واضحة إلى أن الخطوة الأمريكية تأتي في سياق مساعي الإدارة الحالية لمواصلة الضغوط على نظام أردوغان لحثّه على العدول عن سياساته العدوانية التوسعية، التي ألحقت أضراراً كبيرةً بمصالح واشنطن وحلفائها في المنطقة وباتت تهدد بشكل كبير مستقبل العلاقة بين البلدين، على نحو لا يمكن ترميمه في المدى القريب، وهو أمر لا تحبذ واشنطن حدوثه مع أحد أبرز حلفائها بالمنطقة، ربطتهما شراكة استراتيجية لعشرات الأعوام قبل أن تتعرض للاهتزاز على خلفية النهج الاستبدادي والتوسعي لنظام أردوغان وجنوحه نحو نسج علاقات وتحالفات جديدة مع خصوم واشنطن، مثل روسيا وإيران.
هناك أمرٌ آخر تجدر الإشارة إليه في هذا المقام وهو أن المكالمة الهاتفية بين بايدن وأردوغان، التي تأخّرت كثيراً وفُسّرت في سياق رسائل ضغط من الإدارة الأمريكية الجديدة على النظام التركي جرت في توقيت مثير للغاية، وذلك عشية الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، ومع الإقرار والاعتراف بجهلنا بالطبيعة البروتوكولية للاتصالات الهاتفية بين رؤساء الدول، وعما إذا كانت الأحداث من النوع المذكور تستدعي إجراء مثل هذه المكالمات، فإننا نجد أنفسنا منساقين بحكم السليقة الاجتماعية وطبيعة العلاقات البشرية إلى الحَيرة والشكّ في فحوى تلك المكالمة بالرغم من أنها مرّت في وسائل الإعلام مرور الكرام.
لا يعني هذا الكلام أن ما جرى هو مجرّد مسرحية بين الطرفين بقدر ما يعني أن الولايات المتحدة لا تريد أن تفرّط بعلاقاتها مع تركيا بالرغم من اعترافها بالإبادة الجماعية للأرمن، وأنه من غير المستبعد أن يكون بايدن قد أزال خلال المكالمة الهاتفية بعض مخاوف وهواجس أردوغان، ووضعه على بيّنة من فحوى ومضمون القرار بكونه ذات طابع رمزي ومعنوي فقط، وأنه لا يترتب عليه أية عواقب قانونية ملزمة على تركيا تتعلق بدفع تعويضات أو ملاحقات قضائية، لكن مع إبقائه الباب مفتوحاً أمام خطوات تصعيدية، سواء لجهة المضي في القرار إلى حدّ دفع تركيا ثمن ما اقترفته الدولة العثمانية أو لجهة تشديد العقوبات الاقتصادية، في حال إصرار نظام أردوغان على المضي في نهجه وسلوكه العدواني والتوسعي المتعارض مع المصالح والسياسات الأمريكية.
ختاماً، بخلاف التصور السائد، هناك الكثير من المراقبين يعتقدون أن قرار بايدن في الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن من شأنه أن يشكّل عاملاً مساهماً في عودة وتحسين العلاقات بين واشنطن وأنقرة، لجهة أن أي تردّد من جانب بايدن في هذه القضية كان أردوغان سيعتبره ضعفاً وتراجعاً أمامه، وبالتالي كان من شأنه تشجيعه أكثر على التمادي وتجاهل “العصا” الأمريكية.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle