يُعتبر محصول الذرة الصفراء من المحاصيل الزراعية الأساسية في مدينة الرقة على غِرار القطن والقمح والشعير أيضاً وغيرها، ويشهد هذا العام تراجعاً ملحوظاً في زراعة الذرة في منطقة حوض الفرات، لعدة أسباب أهمها نقص منسوب نهر الفرات.
تراجعت زراعة الذرة في حوض الفرات خلال هذا العام بسبب حبس الدولة التركية المحتلة لمياه الفرات، وارتفاع تكاليف الزراعة، وضعف الإنتاج، وانتشار الآفات الزراعية، وتوقف عمل المجففات في السنوات السابقة، مع العلم إن منطقة حوض الفرات في السنوات السابقة كانت من أكثر المناطق السوريّة إنتاجاً لمادة الذرة الصفراء.
وتُشكل الذرة الصفراء الغذاء الرئيسي للعديد من دول العالم، وتستخدم الذرة في إنتاج زيت الذرة والنشا وطحين الذرة وتدخل في العديد من الصناعات ومجالات إنتاج الطاقة، وفوائد الذرة الصفراء للصحة عديدة، وهذا يعود لمحتواها الغني بالعناصر الغذائية المفيدة ونجد في مناطق شمال وشرق سوريا البيئة المناسبة لزراعة الذرة بنوعيها الأصفر والأبيض كونها تتمتع بتربة خصبة ورطوبة مناسبة بالإضافة إلى الحرارة والإضاءة الملائمة.
توجه لزراعة الذرة البيضاء
وخلال هذا العام توجه الكثير من الفلاحين في إقليم الفرات لزراعة الذرة البيضاء للاستفادة منها كعلف للحيوانات، والذرة من أهم المنتجات العلفية في تغذية الحيوان لاحتوائها على البروتين والطاقة معاً، وسهله الجرش ولا تفقد خواصها بالجرش أو الطحن، وتعتبر العامل الأساسي في الأنواع العلفية المركبة المُقدمة للحيوانات، وزُرِعت خلال هذا العام للاستفادة منها كعلف أخضر للحيوانات.
وقد توجه الفلاحون ومربو المواشي هذه السنة بشكلٍ كبير إلى زراعة الذرة البيضاء للانتفاع منها في العلف، وخاصةً بعد موسم الجفاف وقلة الأمطار وتدهور محصولي القمح والشعير، وزيادة أسعار الأعلاف عدة أضعاف، وتعد الذرة البيضاء محصولاً حيوياً للحيوانات وترعى أكثر من مرة حيث تنمو بعد كل عملية رعي لها.
وتُزرع الذرة البيضاء في شمال وشرق سوريا بنمطين الأول الطريقة البعلية وتزرع في نهاية فصل الخريف للانتفاع من الأمطار الموسمية أو على جوانب الأنهار والطريقة الثانية تزرع مروية وتبدأ زراعتها في شهر حزيران حيث تعتمد على وفرة المياه والجو المناسب من حرارة ورطوبة والتربة الملائمة.
خطوات لتطوير زراعة الذرة
وخلال هذا العام ساهمت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بدعم المزارعين في محاولة تنمية الزراعة بشكلٍ عام، ومنها محصول الذرة حيث قدمت مؤسسة إكثار البذار الدعم للمزارعين من خلال تقديم البذار والمحروقات لأجل السقاية، بالإضافة إلى الأسمدة بنوعيها العضوي والفوسفوري للمزارعين تقسيطًا حتى نهاية الموسم.
ويتطلب محصول الذرة إلى العناية من حيث إبادة الأعشاب الضارة وتحريك التربة حول النبات بعد نمو الذرة والسقي كل 15 يوماً ويتطلب الدونم من الأرض 2 كغ من البذار ويتراوح إنتاجها للدونم الواحد من 400 إلى 700 كغ حسب جودة التربة والمناخ الجيد.
وفي جولة لصحيفتنا في المزارع المجاورة لمدينة الرقة تحدث أحد فلاحي مزرعة ربيعة غرب مدينة الرقة “جمعة الجاسم” قائلاً “خلال هذا العام قمت بزراعة 25 دونم من الأرض بالذرة البيضاء من أجل الاستفادة منها كعلف للمواشي وخصوصاً بعد ارتفاع أسعار الأعلاف وسنة جفاف لمحصولي القمح والشعير وقلة الإنتاج”.
وأضاف الجاسم “شهد هذا العام تراجعاً ملحوظاً في زراعة الذرة في حوض الفرات، وبسبب حبس مياه نهر الفرات من قبل دولة الاحتلال التركي، وكان اعتماد المزارعين على سقاية محاصيلهم من النهر بشكل مباشر عبر الأقنية الزراعية أو عن طريق محركات الديزل، ولهذا السبب بات المزارعون في حوض الفرات يكابدون من تضاؤل المساحات المزروعة بالذرة المروية والبعلية بعد سنة من قلة الأمطار”.
ومن جهته المزارع “هلال الأحمد” من ريف الرقة الشمالي قال “موسم الذرة أمسى من المحاصيل الأساسية في ريف الرقة، ونسبة إنتاجه جيدة للمزارعين ومردود مرضي للفلاحين، بالإضافة إلى دعم لجنة الزراعة والتطوير الزراعي واهتمامهم بموسم الذرة”.
وأضاف الأحمد “شَهِد هذا العام تراجعاً بزراعة الذرة يصل لنصف المساحة المزروعة مقارنةً بالأعوام السابقة، وهو نتيجة تخوّف المزارعين من استمرار انخفاض مستوى مياه الفرات من قبل دولة الاحتلال التركي”.
وأشار الأحمد إلى جهود تكثيف الزراعة “معظم المزارعين في المنطقة توجهوا إلى زراعات تكثيفية أخرى، مثل الجبس الأحمر وجبس البزر والسمسم وفول الصويا، كون هذه الزراعات تحتاج إلى الري مرةً واحدة، أو تخفيف مساحات زراعة الذرة”.
وأكد هلال الأحمد “في العام الماضي زرعت 30 دونم من أرضي، ولكن هذا العام لم أزرع سوى 15دونم بسبب قلة مياه الري، وتنبه مديرية الري في الرقة من التوسع في المساحة المزروعة بالذرة”.
استكمالاً لهذا الموضوع التقت صحيفتنا بالرئيس المشترك لمكتب الإرشاد بلجنة الزراعة والري في الرقة، محمد الرجب الذي حدثنا قائلاً “بعد الانتهاء من موسم حصاد محصولي القمح والشعير يبدأ المزارعون في الرقة، بالتحضير لزراعة المواسم التكثيفية وأهمها الذرة الصفراء والبيضاء”.
وأضاف الرجب “بدأنا بوضع الخطة الزراعية للموسم التكثيفي، والتي كانت 20% من المساحات المزروعة بعملية ترخيص المساحات التي ستُزرع بهذه المحاصيل، من أجل تقديم الدعم من سماد ومازوت مدعوم”.
وأردف الرجب أن عملية الترخيص تكون عن طرق الجمعيات الفلاحية، وذلك بعد الكشف على المساحات التي يتم تقديمها من قبل الفلاحين ورؤساء الجمعيات الفلاحية.
وأكد الرجب “نحاول هذا العام تخفيف زراعة الذرة في المنطقة وذلك لنقص مياه الري، الناجم عن حبس دولة الاحتلال التركي لمياه نهر الفرات”.
وتابع الرجب “يتم دعم المازوت لكل دونم ذرة يروى عن طريق المحركات 70 لتر من مادة المازوت للدونم الواحد، وإن كان آبار ارتوازية يُخصص لكل دونم 120لتر، بالإضافة إلى دعم الجرارات من أجل حرث الأراضي 10لتر لكل دونم”.
ومن جهته قال الرئيس المشترك لهيئة الزراعة والاقتصاد في الإدارة الذاتية بشمال شرق سوريا سلمان بارودو “إن محصول الذرة له أهمية اقتصادية كبيرة في المنطقة، وتأتي هذه الأهمية بعد موسم القمح والقطن”.
وأشار سلمان بارودو “يوجد في أقاليمنا ثلاثة مراكز استلام لمحصول الذرة، مجهزة بمجففات لهذا المحصول وهي موزعة في الرقة والجزيرة ودير الزور”.
وأضاف بارودو أنه تم توجيه لجان الزراعة لدعم هذا المحصول، من سماد ومازوت بالإضافة إلى تقديم البذار، من قبل مؤسسات إكثار البذار من خلال عقد مع مؤسسة الإكثار، والذي سيدعم المزارعين بمجمل مستلزمات زراعة الذرة بالأجل، إلى أن يتم جني المحصول نهاية الموسم.
بارودو أشار في حديثه “تم استيراد بذار عالي الجودة من دول أوروبية وخاصةً من دولة صربيا، وإن هذا البذار من نوع زيتي والذي سنستخدمه في معمل الزيوت النباتية، أما المجففات الموجودة في الأقاليم فهي تكفي لاستقبال كل محصول الذرة في مناطق شمال وشرق سوريا”. مبيناً في الوقت نفسه أنهم يعملون على دعم كافة المحاصيل الزراعية في جميع مناطق شمال وشرق سوريا.
والجدير بالذكر إن إنتاج الدونم الواحد من حبوب الذرة في منطقة حوض الفرات، وصل إلى طن و300 كيلو في الأعوام السابقة لتوفر التربة المناسبة والمناخ الجيد ومياه الري.
كغ حسب جودة التربة والمناخ الجيد.
ومن جهته المزارع “هلال الأحمد” من ريف الرقة الشمالي قال “موسم الذرة أمسى من المحاصيل الأساسية في ريف الرقة، ونسبة إنتاجه جيدة للمزارعين ومردود مرضي للفلاحين، بالإضافة إلى دعم لجنة الزراعة والتطوير الزراعي واهتمامهم بموسم الذرة”.
محمد الرجب الذي حدثنا قائلاً “بعد الانتهاء من موسم حصاد محصولي القمح والشعير يبدأ المزارعون في الرقة، بالتحضير لزراعة المواسم التكثيفية وأهمها الذرة الصفراء والبيضاء”.
ومن جهته قال الرئيس المشترك لهيئة الزراعة والاقتصاد في الإدارة الذاتية بشمال شرق سوريا سلمان بارودو “إن محصول الذرة له أهمية اقتصادية كبيرة في المنطقة، وتأتي هذه الأهمية بعد موسم القمح والقطن”.
