جل آغا/ أمل محمد –
طالبت نساء ناحية جل آغا بفرض قوانين جديدة فيما يخص مسألة العنف ضد المرأة للحد من الجرائم المرتكبة ضد النساء، مشيرات في الوقت عينه إلى أن ظاهرة العنف هي امتداد للفكر الجاهلي، وقتل النساء هو قتل للحياة.
بالرغم من سن قوانين عدة تجرمها الإدارة الذاتية لمرتكبي العنف ضد المرأة قبيل أعوام عدة، إلا أنَّ هذه القوانين، لم تتمكن من القضاء على ظاهرة العنف ضد النساء بشكل كامل، ولا تزال المرأة تتعرض للعنف سواء النفسي، وحتى الجسدي بجانب القتل، ففي منطقة آليان، والتي شهدت جرائم قتل ضد النساء في قرى مختلفة حدثت جريمة قتل أخرى بحق امرأة خمسينية (عطية حسين حسين 55 عاماً) وسبقتها قبيل عام واحد جريمة بحق أم لثلاثة أطفال، وغيرها الكثير من الحالات، التي لا تمت للإنسانية بصلة، وغالبية هذه الجرائم، الجاني فيها هو الرجل الذي يمارس رجولته على حد تعبيره، بحق كائن وصف منذ الأزل بالجنس اللطيف، إلا أن الأفكار والذهنية الذكورية، لا تزل حاضرة إلى وقتنا هذا.
وبصدد هذا الموضوع، وعن ظاهرة العنف ضد النساء التقت صحيفتنا “روناهي” عدداً من نساء ناحية جل آغا التابعة لمقاطعة قامشلو للحديث أكثر عن هذه الظاهرة وكيفية الحد منها.
شيماء حسن حدثتنا: “العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية، ولكنها نسبية حسب كل بلد وكل منطقة، والذهنية الذكورية موجودة بالرغم من سن قوانين للحد من هذه الظاهرة، لكننا نشهد حالات للعنف وللقتل ضد النساء في المنطقة”.
وزادت شيماء حسن: “التغيير الجذري لبعض الأفكار، والعقول هو الضمان لحياة المرأة، ولكن هذا الأمر يبدو مستحيلاً؛ لأننا نواجه هنا أفكاراً متوارثة، وعقلية نابعة من الجهل، والشيء المتوارث الذي يُزرع في تفكير الشخص منذ الصغر يصعب تغيره، عمل المعنيون على فرض عقوبات عديدة للحد من ظاهرة العنف، سارت هذه القوانين بشكل جيد، ولكنها لم تتمكن من القضاء على هذه الظاهرة، فنطالب بسن قوانين وعقوبات أشد تنكيلاً للحفاظ على حياة النساء ولتكون رادعاً لكل شخص تسول له نفسه إيذاء النساء”.
العنف ضد المرأة قتل للمجتمع
وفي السياق ذاته شبهت فرحة محمد المرأة بالحياة: “المرأة هي الحياة، وهي أساس بناء المجتمع، هي الأم والأخت والزوجة ومن دون هذه الفئات، لن تكون هناك حياة، ظاهرة العنف تقتل المجتمع، وليست المرأة فقط، لهذه الظاهرة آثار سلبية على المجتمع بمختلف شعوبه، والأسرة هي الضحية الأولى، كما أن للعنف أشكالاً عدة، ومنها العنف الجسدي والنفسي، والذي يعد من أخطر أنواع العنف”.
وأدانت هذه الظاهرة بشدة ودعت النساء لمواجهة مخاوفهنَّ، والأعراف والقيم البالية، التي فرضها المجتمع عليهنَّ، مبينة بأن أولى الخطوات، التي تقلل نسبة العنف، هي كسر حاجز الخوف.
وأضافت: “حينما تقع امرأة ما ضحية في أي مكان فجميع النساء ضحايا في الوقت ذاته، لأن الضحية كانت مستهدفة من شخص واحد وبالصمت وعدم محاسبة الجاني تعد باقي النساء ضحايا أيضاً في المجتمع نفسه”.
ومن وجهة نظرها، فإن للمرأة مكانة رفيعة، ولها حقوق وقوانين تحميها، وهذه القوانين لم تأتِ من فراغ، حيث جاءت لحفظ حياة النسوة وحماية حياتهنَّ، مشيرة إلى أن جهل المرأة وعدم درايتها بحقوقها التامة عامل لزيادة هكذا جرائم. وطالبت فرحة النساء بزيادة وعيهن في مواجهة ظاهرة العنف.
وتعد ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة متشعبة لها تاريخ طويل للغاية، وتعد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا واستمرارا، والذي يقوم على إخضاع النساء سواء في المجتمع، أو في العلاقات الشخصية، وبالرغم من تبدد هذه الظاهرة بمرور الوقت وعمل الحكومات والمنظمات حول العالم من أجل مكافحتها إلا إنها لا تزال قائمة وموجودة ومتباينة من بلد لآخر.
