مبادرة نون لحرية القائد عبد الله أوجلان.. مساعٍ لتحرير القائد جسدياً

قامشلو/ دعاء يوسف –

بمشاركة ناشطات من الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا تسعى عضوات مبادرة نون لحرية القائد أوجلان إلى نشر فكره، والاستمرار بالنضال من أجل حريته الجسدية، مؤكدات بأنه لا حق لا يضيع حق وراءه مطالب.

بمساعٍ نسوية لبنانية، وفلسطينية، وعراقية، وليبية، ويمنية، وسورية، ومصرية، وسودانية وأكثرهن حقوقيات وناشطات؛ أُسِّست مبادرة “نون لحرية أوجلان” في الرابع من حزيران عام 2022، لتكون أول مبادرة نسائية تدعو إلى حرية قائد الأمة الديمقراطية عبد الله أوجلان، منضمة بذلك إلى جملة المبادرات، التي أُطلقت منذ اعتقال القائد، ولا تزال قائمة حتى الآن.

حيث تأثرت أولئك النسوة بفكر القائد، وتعمقن في البحث فيه، فوجدن في فكره الطريق والخلاص من الأنظمة الاستبدادية، فكانت مبادرتهن ردًّا على محاولات طمس هذا الفكر، الذي يعد مفتاحاً لحل القضايا العالقة في الشرق الأوسط، من هنا بدأن بمسيرة نضالية من أجل القائد، الذي دعا إلى تحرر المرأة في جميع مؤلفاته.

ومن خلال “مبادرة نون لحرية أوجلان” دعت النساء إلى تحرير القائد الأممي عبد الله أوجلان جسديا، وإلى التعريف بنضاله الدؤوب من أجل نصرة الشعوب المظلومة، ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، ناهيك عن تشديده إلى ضرورة حماية الشعوب، ومختلف الهويات الثقافية والأثنية والعقائدية والدفاع عن حقها بالهوية، التي نصت عليها القوانين الإنسانية كلها.

أعمال المبادرة المقررة

وخطت المبادرة خطوات عدة بهذا الشأن على مدار سنة من تأسيسها، فكانت دعوتها لنصرة المرأة، والمظلوم وتوحيد الصف النسائي في سبيل نشر فكر القائد، والمطالبة بتحرره جسدياً، ومن خلال لقاء مع الناطقة باسم مبادرة نون لحرية أوجلان “سوسن شومان” نسلط الضوء على الأعمال المنجزة.

تضمنت مجمل الأعمال، التي قامت بها المبادرة عقد الندوات، وإلقاء محاضرات تثقيفية شهرية، تمحورت حول فكر القائد عبد الله أوجلان وجنولوجيا (علم المرأة)، إضافة إلى ذلك شاركت بعدة مؤتمرات ومنتديات، كما وأصدرت بيانات منددة بالعزلة المفروضة على القائد.

وعن أهمية نشر فكر القائد عبد الله أوجلان، والذي وجدتها المبادرة مسؤولية وواجباً على عاتقها أفادت سوسن: “لقد كرسنا أنفسنا في جميع البلدان التي تنشط بها مبادرتنا بتعريف العالم بفكر القائد عبد الله أوجلان فقد رأينا من خلال أفكاره أنه قادر على توحيد الشرق الأوسط، وإعادة حق ومكانة المرأة المسلوبة”.

أما عن النشاط الدبلوماسي على مستوى العام، وقد كانت قضية القائد أساساً فيه، والتي تخللت بزيارة للمجلس الأوروبي في الـ 29 من كانون الثاني عام 2023 قالت سوسن: “لقد التقينا ببرلمانيين، وناقشنا قضية القائد أوجلان، والأسباب القانونية والمخالفات، التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي بحق القائد، واقتصرت الزيارة على الجانب القانوني فقط”.

كما وتعمل المبادرة على زيادة نشاطها النسوي دولياً، لانضمام أكثر النساء فعالية إليها، وبهذا الخصوص أفادت سوسن: إنهن يقمن بحملة توعية للنساء من أجل الاطلاع على الفكر التحرري الذي طرحه القائد في مرافعاته، وأضافت: “تحاول مبادرة نون زيادة عضواتها، ليكون لنا مجموعة نساء فاعلات في المجتمع، وقادرات على نشر وفكر القائد، وإيصاله لأكبر عدد ممكن من النساء في دول مختلفة”.

وعن مستقبل عملهنَّ، كشفت لنا بأن المبادرة تخطط لعقد مؤتمر في الأيام المقبلة، وأهم نقاط هذا المؤتمر كما صرحت: “تعزيز فكر القائد وتوصيات لمحاولة نشر هذا الفكر، والتواصل مع جمعيات ومنظمات سياسية، وقانونية نافذة وصاحبة قرار من أجل إنهاء العزلة، والضغط على هذه المنظمات والمؤسسات، كي تخرج عن صمتها المطبق بشأن هذه القضية، وتؤدي دورها في الدفاع عن حقوق الإنسان عموماً، وعن حقوق المعتقلين السياسيين، وبالأخص حقوق القائد أوجلان”.

خرق صارخ للقوانين الدولية

في بداية حزيران المنصرم، وبعد الانتخابات الرئاسية التركية مباشرة، أقرت السلطات التركية بتمديد العزلة على القائد عبد الله أوجلان، تحت مسمى “العقوبات الانضباطية” ستة أشهر أخرى، وعلى هذا الأساس أصدرت المبادرة بياناً استنكرت فيه المؤامرة التي مارستها دولة الاحتلال التركي، ومن شاركها في المؤامرة الدولية، ووجدت بأن هذا القرار عهد جديد من العزلة المحكمة على القائد، ما يعني إخفاء المعلومات، التي تتعلق بالقائد وبسلامته سواءً من الناحية الجسدية أو النفسية.

وفيما يخص القرار أعربت سوسن عن رفضها المطلق قرارات دولة الاحتلال التركي بتمديد العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان: “إن هذه العقوبات، التي لا تندرج ضمن إطار القانون الدولي، وهي خرق واضح، وصريح لقواعد القانون الدولي والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تعترف للسجناء السياسيين بحقوقهم، وأي تعد أو تجاوز لهذه الحقوق يرتب على الدولة المتجاوزة مسؤولية قانونية لا يمكن التنصل منها”.

وطالبت سوسن محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، واللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب CPT، بالنظر سريعاً في هذه القضية، واختراق القوانين الدولية بحق السجناء، وفضح الانتهاكات الحاصلة فيها، والبت فيها وفق ما تمليه عليهما القوانين الدولية، والضمير الإنساني الحر.

وجددت الناطقة باسم مبادرة نون لحرية أوجلان سوسن شومان عهدهن كمبادرة بالاستمرار بالنضال من أجل حرية القائد جسديا؛ لأنهن يؤمن بأحقية هذه القضية، مؤكدة “أننا على قناعة تامة بأنه لا يضيع حق وراءه مطالب، ولن نتوقف عن المطالبة من أجل حرية القائد”.