نساء يبدعن في صناعة حلويات العيد ويعتبرنها فناً

تقرير/ وفاء الشيخ –

روناهي/ قامشلو ـ بحلول عيد الأضحى المبارك تتوج الحلويات والمعجنات مثل البيتيفور والكاتو والبسكويت والكليجة وغيرها على قائمة المشتريات لدى الجميع، لكي يتم تقديمها كضيافة عيد للضيوف.

يقوم النساء بصنع حلويات العيد في منازلها عادةً، لكن؛ الآن في قامشلو بدأت المرأة تنخرط في العمل خارج المنزل ليزدهر أكثر فأكثر، وباتت تصنع الحلويات في المعامل ومحلات المعجنات، لتشارك وتضع بصمتها بصنع حلويات العيد بكل أشكالها، وتثبت دورها الفعال في المجال الاقتصادي، وكل منطقة تتميز بأنواع معينة من الحلويات والمعجنات التي يحرص الأهالي على شرائها، لتقديمها إلى ضيوفهم وتهنئتهم بقدوم العيد.

بهذا الصدد؛ التقت صحيفتنا ببعض النساء العاملات في معمل حلويات الأصيل الشهيرة بأصالتها ومذاقها اللذيذ، فحدثتنا العاملة ياسمين الجاسم قائلةً: “أعمل هنا في صناعة البيتيفور، وأحب هذا النوع من المعجنات، وأعتبر صنعه كهواية وفن بغض النظر عن العائد المادي الذي أحصل عليه من بيعه، وتعلمت صنع البيتيفور منذ الصغر، نصنع كميات كبيرة منه بشكل يومي هنا في المعمل، تتراوح الكمية بين 15 كيلو طحين حتى العشرين لشدة الإقبال عليه من قبل المواطنين بخاصةٍ بمناسبة قدوم العيد، وفي كل مرة أتفنن بصنع الأشكال الجميلة وترتيبها بشكلٍ جميلٍ وملفت للنظر وبنكهاتٍ لذيذة، وأعمل هنا من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً، ولدي الكثير من المعجبين بطريقة صنعي للبيتيفور حتى أنَّ بعض الزبائن يطلبون طريقة التحضير، ويتساءلون من يقوم بصنعه”.

احترفت صنع الكاتو فأبدعت

أينما حلت المرأة تضع بصمتها المميزة في عملها وتجعل منه محل إعجاب الجميع، وها هي ولاء الحمزة تحدثنا عن عملها في صنع الكاتو وهو من الحلويات المميزة بطعمها وشكلها والتي تستهلك في الأعياد وحفلات عيد الميلاد، وقالت: “الكاتو من الحلويات المفضلة وبخاصة لدى الصغار، وصنعه بحاجة لفن وذوقٍ رفيع عن طريق تزيينه بالفواكه والمكسرات والشوكولاتة، وأنا أصنعه بأشكال مختلفة بحسب طلب الزبون، مثلاً له أنواع الكاتو المحشو بالشوكولاتة بأكمله، وآخرون يفضلونه بالكريمة والفواكه الطبيعية كالكرز والموز والأناناس، كما أقوم بصنع قطعٍ صغيرة أيضاً تكفي لفردٍ واحدٍ، ونستخدم أفضل أنواع الطحين والفانيلا والشوكولاتة، على الرغم من ارتفاع أسعارها، لأنها ذات جودة عالية”.

وأضافت ولاء: “أعتبر تحضير الحلويات حرفة، وقد تعلمت هذه المهنة من عائلتي، وبما أنني مولعة بهذا العمل، فلم أكن بحاجة لشهادة تثبت عملي، لأنه بمجرد تذوق أحدهم الكاتو من صنع يدي فإنه يبدي إعجابه؛ ما يثبت جدارتي وبراعتي، كما أسعى إلى اكتشاف أنواع الحلويات الخاصة بكل منطقة وكل بلد، وانطلاقاً من ذلك أضيف لمستي الشخصية لتحضير حلويات خاصة بمنطقتي وبلادي، وأنا لا أفوت أية مناسبة لحضور أفراح عائلية أو خاصة بالجيران كي أساعدهم في تحضير الحلويات التي تحظى بإعجابٍ كبير، ففكرت في إمكانية تحويل هذا العمل إلى ممارسة مهنية، والتمتع بحرية في عملي وتطويره واستقلالية مالية أيضاً”.

وتابعت ولاء: “في البداية كنت أحضر كمياتٍ قليلة لعرضها، وكان يتم بيعها بسرعة وبإقبال شديد، وكنت أقدم خدماتي لجيراني ومعارفي خلال الأفراح العائلية، ومن هنا بدأت التفكير في العمل، وأحاول الآن أن أستقل بعملي وافتتح محلاً خاصاً بي، وأشارك جميع النساء البارعات في صناعة الحلويات”.