روناهي/ منبج ـ
نددت نساء منبج بالتهديدات التركية الأخيرة حول احتلال أرضهن، لافتات إلى أن تركيا تسعى إلى قضم أراض سورية، وإعادة حلمها العثماني، مشيرات إلى أنهن سيبذلن ما يستطعن، للحيلولة دون تحقيق ذلك عبر الوقوف مع القوات العسكرية.
ويواصل الاحتلال التركي هجماته العدائية على مدينة منبج على الجبهات الشمالية والشمالية الغربية، بهدف تسخين الأجواء، ونقل أزماته الداخلية إلى الخارج، وبالأخص في سوريا، وكسب الرأي العام التركي قبيل الانتخابات التركية، ونتيجة لذلك يحاول أردوغان إقناع المجتمع الدولي بضرورة القيام، بما يُسميه بالعملية العسكرية على حدوده الجنوبية. في المقابل لاقى هذا الأمر ردود أفعال ساخطة داخلياً، من خلال فعاليات، وأنشطة اجتماعية شعبية في منبج، أو بمناطق شمال وشرق سوريا.
وتعد الهجمات الاحتلالية التركية نقطة التقاء الشعوب على رفضها بالمطلق، سواء بداخل منبج أم خارجها، ووفقاً لاستطلاع للرأي أجرته صحيفتنا “روناهي” مع عدد من النساء، حول موقفهن من التهديدات التركية الراهنة، وكانت نتيجة الردود وفق الآتي:
استهداف إرادة الشعوب
قالت المواطنة “هناء تلجبيني” إن: “الدولة التركية المحتلة، بدأت منذ تحرير مدينة منبج من مرتزقة داعش، على يد أبناء وبنات مدينة منبج، وتأسيس الإدارة المدنية الديمقراطية، بمحاولة استهدافها، وبالأخص بعد قيام الشعب بإدارة نفسه بنفسه”.
وأضافت “هناء” أن: “المحتل التركي هدد باحتلال منبج، وتل رفعت رغبة منه في القضاء على إرادة الشعوب، التي تعاونت مع بعضها، وحرورا مدينتهم، ويقومون حالياً ببنائها، والاستمرار في مجال العمل من أجل بناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي حر بعيد عن مفاهيم السلطوية، التي كانت الشعوب تعاني من الأنظمة الحاكمة، والدولتية”.
وتعدّ “هناء” أن: “هذا المشروع، الذي نعيش في كنفه، هو الحل الأنسب للأزمة السورية، التي تستمر، فيما رأينا تركيا في الماضي تحتل بعض المناطق السورية، واليوم تقصف المدنيين على الجبهات الحدودية لمدينة منبج، وهي إذ لا تفرق بين الأطفال والنساء، بل تزيد من حدة انتهاكاتها الوحشية على الشعوب كافة”.
“هناء” رفضت: “كل الممارسات التي من خلالها تحتل تركيا مناطقنا، أو تمارس بها أعمالها الإجرامية”، لافتة إلى أن النساء تتصدى للهجمات، وتزيد من وتيرة مقاومتهن بكل ما أوتين من قوة، ولا يسمحن لها أن تحتل المزيد من الأراضي، حتى تحقق أهدافها ومخططاتها الاستعمارية، التي كانت دائماً بهدف إعادة الإمبراطورية العثمانية.
التهديدات لغة قديمة
وأوضحت بأن: “تركيا لا تستثني أحداً بل هي من تحاربنا، وتكثف في الفترة الأخيرة من عدوانها على مناطقنا بشمال وشرق سوريا، وإن أدى ذلك إلى عمليات القتل والتهجير للأهالي، وبالأخص الأطفال والنساء على مرأى العالم”.
وأشارت إلى أن: “المجتمع الدولي لم يحرك ساكناً، أو يقوم بنصرة الشعب السوري، أمام الآلة الوحشية التركية، نحن الشعب السوري من حقنا العيش في بلدنا بكرامة وعزة”.
وأردفت: “مناطق شمال وشرق سوريا تحررت على أيدي أهلها، وضحى الكثير من الشباب والبنات لنيل الحرية. وانطلاقاً من هذه النقطة، لا نرضى أن تأتي تركيا وتأخذ أراضينا، ولا نقبل أن نسلمها، ولو شبر واحد من أرضنا، بل سوف نحارب ونقاوم، حتى نذرف أخر نقطة من دمائنا”.
الأمة الديمقراطية نقطة قوة المرأة
من جهتها، عدت المواطنة “فادية رسول” بأن: “الجميع يعرف أن الاحتلال التركي يهدد باحتلال مدينة منبج، وتل رفعت”.
“فادية” أفصحت بأن: “نساء منبج سوف يكنّ لهنّ موقف حاسم تجاه ما يحدث، ولن يقفن عاجزات حتى يدخل المحتل التركي، ويسيطر على أراضينا، وأنهنّ يقفن وراء جيشنا الباسل الذي يرابط على الجبهات، ويساندنهم بكل ما أوتين من قوة”.
وتذكر “فادية” بأن: “مشروع الأمة الديمقراطية، منح الشعوب الكثير من المكتسبات، نحن حررنا أراضينا بدم شهدائنا وشهيداتنا، حيث ارتوت أرض مدينة منبج بدمائهم، ولن تخيفنا أي تهديدات، سواء أكانت تركيا، أم أي جهة أخرى. معتبرة أن خضوع المرأة بعد أن علمت مداخيل الأمة الديمقراطية أشبه بالمستحيل، وهو ما سوف يمنعها من الاحتواء والعودة لمرحلة الصفر”.
“فادية رسول” في ختام حديثها، أكدت على أن: “المرأة في ظل وجود الأمة الديمقراطية، أصبحت تعمل في المجال العسكري والسياسي في المجالات والمؤسسات كلها، وأصبحت امرأة عاملة، لها موقف، وكيان، وكلمة، وتغيرت بشكل ملحوظ، ففي المجال السياسي لم تكن تجرأ على الكلام، أما الآن وبوجود الأمة الديمقراطية، أصبحت تقف، وتثبت وجودها وكيانها، وتبدي رأيها بكل جرأة وقوة”.
يشار إلى أن نساء منبج، وعبر مكتب تجمع نساء زنوبيا، استنكرن التهديدات التركية الأخيرة على مدينة منبج وريفها، وتل رفعت، من خلال بيان شديد اللهجة من أمام مكتبهن الكائن في شارع الرابطة، دعون خلاله الشعوب كافة، للحمة الشعبية في منبج، والوقوف مع القوات العسكرية؛ للرد على هذا العدوان.
