روناهي/ قامشلو – نعيش اليوم مقاومة جبارة بقيادة المرأة الثورية التي ناضلت وكافحت لبناء مجتمع حرٍ ديمقراطي، والتي خطت سطور هذه المقاومة بأروع ملاحم البطولة التي لم يكن لها مثيل عبر التاريخ، اجتمعت النساء من جميع الأحزاب ليؤكدن بصوتٍ واحد “لا لإبادة الاحتلال التركي بحق شعبنا”.
خلال الندوة الحوارية التي أَقيمت بتاريخ 31 من شهر تشرين الأول المنصرم في حديقة القراءة بمدينة قامشلو، ومشاركة جميع النساء من الأحزاب السياسية والمستقلة كافة، بما في ذلك نساء المجتمع المدني، أكدن على النضال والكفاح لبناء جيل خالِ من الأفكار الوهابية التي تحاول الدولة التركية الاستعمارية زرعها من خلال إرسال مرتزقته المعروفين باسم “داعش، جبهة النصرة والجيش الوطني السوري”، وطالبن من على هذا المنبر جميع نساء العالم العربي والغربي بالتصدي لهذه الأفكار ومناشدة منظمات حقوق الإنسان والمرأة بالتحقيق في جرائم الحرب الذي يقوم به الغزو التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، وأكدن أن التنكيل والتمثيل بجسد الشهيدتين “هفرين خلف وأمارا”، والاستقواء على الأسيرة “جيجك كوباني” لهو ضربٌ من ضروب الخوف، ويؤكد على النزعة اللا إنسانية المتأصلة بأرواحهم وأفكارهم التكفيرية.
يدّعي الأمان داعم الإرهاب
وبهذا الخصوص؛ كانت لصحيفتنا “روناهي” استطلاعاً لآراء النساء اللواتي شاركن في هذا المنتدى الحواري وخلاله؛ التقينا بالإدارية في مكتب المرأة بمجلس سوريا الديمقراطية جاندا محمد التي حدثتنا؛ قائلةً: “إن الغزو التركي لمناطق شمال وشرق سوريا لهو احتلال وتعدّ على سيادة وأرض الدولة السورية، وفي باطن هذا الغزو يكمن أهداف توسعية وأطماع استعمارية، ففي البداية احتلت مناطق واسعة من الأرض السورية مثل “جرابلس، إلباب وعفرين”، وتحاول الآن بسط السيطرة واحتلال مناطق شمال وشرق سوريا “سري كانية” و”كري سبي”، ومثل ما هو معروف؛ فإن إردوغان لا يريد الأمن والأمان كما يدّعي، وإعادة اللاجئين بقدر ما يريد الاستفادة من النهب والسرقة وتحقيق أطماعه الاستعمارية وإرجاع هيبة الدولة العثمانية المسلوبة منذُ عقود”.
وأكدت جاندا على إن الاحتلال التركي من خلال غزوه على مناطق شمال وشرق سوريا يحاول إجراء التغيير الديمغرافي والتطهير العرقي المتنوع والموجود منذ عصور في المنطقة، ويستخدم اللاجئين كذريعة بالتوغل داخل الأراضي السورية كيفما يريد، وبالمجمل يحاول أردوغان صرف توجيه الرأي العام التركي إلى خارج البلاد؛ نتيجة التدهور الاقتصادي والضغوطات الداخلية التي يعاني منها حزب العدالة والتنمية.
وفي ختام حديثها؛ ناشدت الإدارية في مكتب المرأة بمجلس سوريا الديمقراطية جاندا محمد حديثها؛ قائلةً: “أوجه ندائي لجميع النساء السوريات بمختلف الأطياف والألوان بالضغط على الأحزاب السياسة الكردية لتتوحد في هذه الظروف العصيبة، ومنع تكرار سناريو عفرين في باقي المناطق الأخرى وبأن التاريخ سيتذكر ذلك”.
استرجاع هيبتها المسلوبة من بعد هزيمتها في كوباني
وفي السياق؛ ذاته التقينا بعضوة منسقية مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا الدكتورة عبير حصاف التي حدثتنا بدورها قائلةً: “تنحي الهامات أمام شهداءنا “شهداء الحرية والسلام” وأتمنى السلامة والشفاء العاجل لجرحانا، ومن المعلوم إن الاحتلال التركي وبشكلٍ خاص يحاول هدم النضال والكفاح التي تقوم به المرأة بتصديها لهذا العدوان الغاشم، ونجد بأن الشهيدتين “هفرين خلف وأمارا”، خيرُ شاهدٍ على ذلك، فسلاح “الشهيدة أمارا” أسقط رجولة مرتزقة الاحتلال التركي، وسلام وأمان الشهيدة “هفرين خلف” أخاف العدو وأحبط محاولاته التكفيرية الداعشية”.
وأشارت عبير إلى أنّ محاولات الغزو التركي باسترجاع دولة الاحتلال التركي لهيبتها من بعد الهزيمة التي أُلحقت بها في مدينة كوباني، وبفضل وتصدي قوات سوريا الديمقراطية لها ومنعها من التقدم خطوة واحدة؛ تبوء بالفشل حتى الآن.
واختتمت عضوة منسقية مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا الدكتورة عبير حصاف حديثها بالقول: “الصمت الدولي المُعلن للجميع تجاه هذا العدوان على مناطق شمال وشرق سوريا فهو بالتأكيد يخدم مصالحهم ويحقق أطماعهم. ولكن؛ دماء شهدائنا أغلى من عدوانهم وأرضنا الطاهرة ستحارب رجس الإرهاب وتمنع تقدمه من جديد”.
تقرير/ يارا محمد
