نساء قامشلو: أفعال المحتل لا تزيدنا إلا إصراراً وعزيمة 

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

تستمر دولة الاحتلال التركي بالهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا، ويبقى الأبرياء هم وقود نيران الحرب التي يشنها الاحتلال على المنطقة، وفي هذا الصدد استنكرت نساء مدينة قامشلو الهجمات المستمرة على الأبرياء والعُزّل. 

تعمل تركيا بحجة حماية أمنها القومي على الحدود السورية وادعائها محاربة الإرهاب بشن هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا، فاحتلت العديد من المناطق كسري كانيه وكري سبي/ تل أبيض وعفرين، لتمارس انتهاكاتها دون رقابة أو محاسبة من دول العالم، ولترتكب أبشع المجازر الوحشية بحق الأبرياء.

“تاريخ مليء بالمجازر والانتهاكات” 

تطول يد المحتل ومرتزقته مناطق شمال وشرق سوريا مع صمت دولي قاتل، فتحوم اليوم الطائرات المسيّرة في سماء المنطقة ليلاً ونهاراً، ليواصل الاحتلال التركي ومرتزقته ارتكاب الجرائم والانتهاكات بالجملة بحق أهالي شمال وشرق سوريا، حيث استهداف المنطقة أصبح بشكلٍ شبه يومي، لبث الرعب في قلوب المواطنين وهز الأمن والسلام الذي يحيط بالمنطقة.

فكان لصحيفتنا لقاءً مع المواطنة “كلستان غانم” التي حدثتنا عن أسباب تكرار الهجمات على المواطنين بقولها: “تستهدف تركيا منازل المدنيين والمؤسسات المدنية، وهو ما يخالف القانون الدولي وتسعى من خلال ذلك ترهيب السكان ونشر الخوف وإدخال الهلع لقلوب الأهالي، وإجبارهم على ترك مناطقهم، ليسهل عليها احتلالها ومد نفوذها في أراضينا”.

وأشارت كلستان إلى أن هذه الأفعال ليست بغريبة على الاحتلال التركي بقولها: “أفعال الاحتلال ليست بجديدة علينا، فقد مارس مرتزقة الاحتلال التركي العديد من الانتهاكات بحق المدنيين في المناطق المحتلة، من تعذيب واغتصاب واختطاف وقتل، فتاريخهم ملوث بالمجازر والانتهاكات، واليوم تمادت تركيا وأصبحت تهاجم المناطق الآمنة بالطائرات المسيّرة دون أي رادع”.

وأكدت كلستان في نهاية حديثها على تمسكهم بالأرض: “إن هذه الأرض أرضنا التي سُقيت بدماء شهدائنا وسنسقيها بدمنا أيضاً، ولن نتخلى عنها بسهولة ومهما فعل الاحتلال بنا فإننا متمسكين بمبادئنا التي رسمها القائد عبد الله أوجلان من أجلنا، ولن نتراجع عن طريقنا مهما كان وعراً”.

قضيتنا فقط… العالم صامت

يعمل الاحتلال التركي ومرتزقته للقضاء على الكرد وإبادة جماعية لسكان المنطقة واحتلال الأرض، فهل سيبقى العالم شاهداً أعمى عن أعمالهم؟ وماذا عن تضحيات الشهداء الذين أظهروا صمودهم وإرادتهم القوية في وجه الاحتلال التركي، وأكّدوا على تمسّكهم بالأرض، وبذلوا الغالي والنفيس؛ لتبقى سماء روج آفا وشمال وشرق سوريا آمنة؟

والتقت صحيفتنا أيضاً بالمواطنة “كولي محمد” التي أجابتنا: “يعمل الاحتلال التركي على استهداف الأراضي الآمنة وقتل الأبرياء، ويريد العالم منا ألا نُحرك ساكناً ونحن نرى أطفالنا وأرضنا وأمننا يُسلب منا، العالم يستطيع أن يغلق آذانه على صرخاتنا، ولكن نحن لن نسلم أرضاً سُقيت بدماء أولادنا”.

وأفعال المحتل لا تزيد إلا من إصرار الشعب وتحديه للأزمات التي تواجهه وهذا ما بينته كولي محمد بقولها: “هل يظن أردوغان أننا سنخاف من طائراته أو أسلحته الثقيلة؟ لقد قاتلنا لننال الحرية لا لكي نؤسر تحت بطش محتلٍ طماع، ومهما مارس المحتل ومرتزقته من جرائم وانتهاكات وحشية سنقف بوجهه ولن نسمح له بهدم العزيمة التي بُنيت على دماء وأرواح شهداءنا، ومحو الفكر الخالد في أذهاننا فكر القائد عبدا لله أوجلان”.

ونددت المواطنة “هدية عبدو” هجمات الاحتلال التركي، وأفعاله من سفك

للدماء وإزهاق لأرواح الأبرياء: “لا يوجد دولة انتصرت دون خسائر، وهؤلاء الشهداء زادوا على إرادتنا قوة وإصراراً للوصول للحرية، وسنسير على الدرب الذي رسموه لنا بدمائهم الطاهرة”.

واستنكرت هدية سكوت الدول التي دخلت الأراضي السورية لحماية المواطنين بقولها: “لم نرَ من الدولة التي تدخلت لحماية المواطنين (روسيا وأمريكا) سوى الكلام، من دون أفعال أغلقوا أعينهم على ما تفعله الدولة التركية من مجازر بحق الأبرياء والعُزّل”.

وناشدت هدية منظمات حقوق الإنسان والعالم أن يفتحوا أعينهم قليلاً ليشاهد المجازر والانتهاكات التي مارسها وما زال يمارسها الاحتلال التركي على الأراضي السوريّة.