سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نساء جل آغا: القضاء على ظاهرة العنف ضد المرأة يبدأ من كسر حاجز الخوف

جل آغا/ أمل محمد –  أكدت نساء ناحية جل آغا أن ظاهرة العنف ضد المرأة لا تزال موجودة بالرغم من سنّ قوانين للحد من انتشارها، مشيرات إلى أن القضاء على الظاهرة، بشكل تام لن يتم دون كسر المرأة حاجز الخوف.

سُنت قوانين وشُرعت العديد من العقوبات ضد مرتكبي ظاهرة العنف ضد المرأة، ولكن هذه الظاهرة والتي تنبع من الأفكار الذكورية والجاهلية، لا تزال موجودة بل، وتفاقمت إلى حد كبير في الآونة الأخيرة، جرائم قتل عدة نُفذت ضد النساء الجاني فيها رجل، أو إن صح التعبير ذكر، متسلح بأفكاره، التي ورثها من أجيال عديدة، والذي يُبيح فيه قتل المرأة وتعنيفها.

الذكورية وظاهرة العنف

قبيل شهر ارتكبت جريمة قتل ضد امرأة خمسينية في منطقة آليان، وقبل أيام سقطت ضحية أخرى على يد أخيها في ناحية تل كوجر، وقبلها الكثير من حوادث التعنيف، والقتل التي تكون فيها الضحية نساء بمختلف الأعمار، وذرائع القتل فيها مختلفة، تعددت الأسباب والجاني واحد، وهو “الذكورية”.

وبصدد هذا الموضوع التقت صحيفتنا “روناهي” عدة نساء من ناحية جل آغا التابعة لمقاطعة قامشلو، واللواتي تحدثنَّ من خلال صحيفتنا عن أهمية تسلح المرأة بالوعي للقضاء على ظاهرة العنف، “نسرين يوسف” حدثتنا بقولها: “ظاهرة العنف ليست حكراً على مجتمع واحد، أو مرتبطة بثقافة ما، هي ظاهرة عالمية موجودة في مختلف المجتمعات، على الرغم من التطور الحضاري والثقافي، الذي غزا العالم بأسره، إلا أن هناك بعض الأفكار لا تزال موجودة، ويتوارثها جيل لآخر، ومنها ظاهرة العنف ضد النساء بأشكاله المختلفة”.

وأضافت: “هناك العديد من القوانين، التي تُجرم مرتكبي العنف ضد النساء سواءً أكان عنفاً جسدياً، أو نفسياً، الذي يوصل إلى القتل، لكن من الصعب القضاء على الفكرة التي تنبع من الجهل، وظاهرة العنف هي فكرة متوارثة زُرعت في أذهان مرتكبيها، بأن لهم الحق في التعامل مع المرأة وفق هذه الأفكار البالية”.

هذا وفي السياق ذاته قالت فاطمة عساف: “في منطقتنا، والتي تعرف بأنها تخضع لنظام عشائري، ظاهرة العنف منتشرة فيها كثيراً، وهنا لا نقصد قتل النساء وحده، بل إدارة أمورها عوضاً عنها هو عنف، وسلبها حقوقها عنف، وتعنيفها جسدياً عنف، مع ثورة روج آفا تمكن المعنيون من الحد من نسبة ظاهرة العنف، ولكن لم يتم بترها بشكل كامل، نطالب بسن قوانين أشد تنكيلاً ليتم الحفاظ على حياة المرأة وكرامتها”.

الوعي سلاح المرأة

وزادت فاطمة: “القضاء على هذه الظاهرة يبدأ من النساء، بأن يثقنَّ بأنفسهنَّ، والتحلي بالقوة والابلاغ عن أي شكل من أشكال العنف، الذي يتعرضنَّ له، هذا بحد ذاته أولى الخطوات، التي يمكن أن نقضي على هذه الظاهرة، وهو كسر حاجز الخوف”.

وأنهت “فاطمة عساف” حديثها: “الذكورية والتي تقوم على أن الرجل يحق له فعل ما يشاء وأن على المرأة الخضوع، لم تُزرع في أذهان الرجال فقط، بل المجتمع كرسها في عقول النساء، بأن للذكر حقاً، يفعل ما يرغب، وأن يحاسب المرأة على أدق التفاصيل، هذا الفكر الشنيع المتوارث ساهم في قتل آلاف النساء وتعنيفهنَّ، هذا الفكر يجب أن يُمحى ولا يبقى له أثر”.