مجموعة من النساء في السويداء قررن خوض تجربة جديدة، وكسر النظرة النمطية، التي طالما تكبل النساء بإدوار محددة، بالعمل في مغسلة للسيارات، لتسهيل التعامل مع قريناتهن، وتوفير فرص عمل لبعض النساء.
سهير أبو حمدان من مواليد 1980 بدأت مشروعاً خاصاً لغسل وتشحيم السيارات، لتقديم الخدمات للنساء لسهولة التعامل م
ع بعضهن، فتعامل المرأة مع قريناتها أفضل بكثير من التعامل مع الرجال، الذين يعملون في هذه المهنة على حد قولها.
وحول نظرة المجتمع لعملها أوضحت: “المجتمع يعدُّ المهن حكراً على الرجال، لذا عندما تعمل المرأة في أي مهنة، لا يكون مرحباً بها، ويعدُّون عملها مخالفاً العادات والتقاليد البالية، التي رسخها المجتمع”، مؤكدةً أنه رغم الصعوبات التي تواجه النساء، إلا أنهن أثبتن ذاتهن في المجالات كافة، وهناك نساء تفوقن على الرجال في بعض المهن.
“الأشخاص الذين لا يثقون بقدرات المرأة هم في الأساس أشخاص غير متحملين المسؤولية، فالمرأة قادرة على القيام بالمهام والعمل في أي مجال، لأن القادر على بناء وتنشئة الأجيال سيكون بالطبع قادراً على الإبداع والعمل في المجالات” كافة هذا ما قالته سهير أبو حمدان.
صعوبات جمة
وعن الصعوبات التي تواجه النساء في هذه المهنة وعن الخطورة، التي تتعرضن لها من الناحية الجسدية، أكدت أن المرأة تتحمل الصعوبات من أجل إثبات ذاتها، فمهنة غسل السيارات مثلها مثل المهن الأخرى، التي تتوفر فيها الوسائل المساعدة، التي تمكن المرأة من العمل بسهولة، لكنها تواجه تحديات؛ بسبب نظرة المجتمع لها، والتي تمنعها من الإبداع.![]()
وحول الوقت الذي يستغرقه غسيل السيارات بينت: “على العكس تماماً فعمل المرأة أتقن، وأجمل، وتراعي النساء التفاصيل كافة عند غسيل السيارة”، وفيما يخص الوقت تقول: “الوقت المستغرق مع الجنسين هو ذاته”.
وأوضحت بداية تشكيلهن فريقاً من النساء خاصاً بالمشحمة وكيفية اختيار الفتيات، اللواتي يعملن فيها: “عندما قررنا فتح المشروع وضعنا إعلانات تتضمن الحاجة لفتيات للعمل في المشحمة، وكان هناك قبول كبير، وبعدها تم فتح دورة تدريبية مدتها خمسة عشر يوماً، للتعلم على التقنيات كافة، التي سندير بها المشروع”.
اعتماد على الذات
نور عبود إحدى العاملات في المشحمة، وهي من إدلب لكنها لجأت إلى السويداء بسبب الحرب والظروف، التي تعيشها منطقتها، بدأت العمل في المشحمة لتتمكن من تأمين قوتها اليومي، وسد احتياجاتها، وحول طبيعة عملها تقول: “واجهت في البداية بعض الصعوبات في التعلم على تقنيات العمل”.
بالإضافة إلى التعب الجسدي، الذي يرافق العمل فهو يحتاج إلى قوة بدنية، لكن نور عبود لم تأبه لهذا التعب فهي كانت تعمل في السابق على العزاقة “وهي آلة لحرث الأرض” فكما أوضحت أنه تعد قيادتها صعبة وتتطلب جهداً عضلياً للعمل عليها، ولكن الأوضاع المعيشية الصعبة، وغياب المعيل أجبرها على العمل فيها: “المرأة في مجتمعاتنا تواجه صعوبات جمة مضاعفة عشرات المرات عن تلك التي يواجهها الرجل”.
