نساء الرقة: “عرفنا معنى الحرية بتحرير مدينتنا”

استطلاع/ سيرين محمد –

روناهي/ الرقة- بعد تحرير مدينة الرقة من سيطرة متطرفي داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية أضحت المرأة ذات مكانة كبيرة وشأن في المجتمع، فقد كان لها الدور الريادي بتحرير مدينتها المنكوبة وقاتلت جنباً إلى جنب مع الرجل لتتعرف من بعد التحرير على معنى حرية المرأة

تقع مدينة الرقة؛ في الجهة الشرقية من سوريا، وتشتهر بزراعة القمح والقطن، والتي حضنت المدنيين النازحين من كافة المناطق السورية إبان انطلاق الثورة السورية عام 2011، لتأخذ هذه المدينة نصيبها من الاحتجاجات، حيث خرجت عن سطوة الحكومة السورية عام 2013 ليسيطر عليها المرتزقة مما كانت تسمى آنذاك بـ “الجيش السوري الحر”، وبعد سيطرتهم عليها عاثوا فيها فساداً ليدخلوا فيما بعد في اشتباك مع مرتزقة جبهة النصرة، لينتهي بسيطرة متطرفي داعش عليها لأعوام.

حيث حول مرتزقة داعش المدينة إلى ظلام أسود من خلال معاملتهم الوحشية مع العزل، فقطعوا الرؤوس وعذبوا المدنيين أشد تعذيب في السجون والمعتقلات، وعلقوا جثثهم في الساحات العامة في المدينة، ولم يسلم من شرهم (لا البشر ولا الحجر)، لتأتي قوات سوريا الديمقراطية، وتعلن عن معركة تحرير الرقة من كل هذا الظلام والسواد، ضمن حملة أطلق عليها “غضب الفرات”.

وكانت الحملة على أربعة مراحل قدمت فيها ما يقارب 550 شهيد، لتتحرر هذه المدينة على يد  قوات سوريا الديمقراطية بتاريخ 17/10/2017، بعد أن عاث فيها متطرفو داعش الخراب والدمار.

وبعد تحرير الرقة عادت الحياة تدريجياً إلى المدينة وعودة الكثير من أهلها النازحين إليها، وتقديم الإدارة المدنية تسهيل عملية عودة الأهالي لتباشر الدوائر الرسمية والبلدية عملها من خدمات في البنى التحتية، واليوم بعد أعوام من التحرير استرجعت المدينة رونقها وجمالها بعد أن قدم أهلها التضحيات لتعود مدينتهم خضراء مستديمة.

شتان ما بين التحرير والسواد..

أما عن دور المرأة فقد كانت إبان سيطرة مرتزقة داعش مقيدة ليس لها أي شأن، وخاصةً بعد تأسيس ما سمي بجهاز “الحسبة النسائية” آنذاك، والذي ارتكب أبشع عمليات التعذيب بحقهن وفرض الغرامات المالية على النساء اللواتي لا يتقيدن بما فرضوه من لباس وقوانين مجحفة بحقهن.

وحول ما كانت تعانيه المرأة أثناء سيطرة مرتزقة داعش على الرقة، وكيف أضحت بعد التحرير؛ أجرت صحيفتنا لقاءً مع الإدارية بمجلس المرأة في الرقة غالية الكجوان، حيث قالت: “عانت المرأة في الرقة كثيراً خلال سيطرة مرتزقة داعش على المدينة، حيث مورس عليها ضغط وظلم كبيرين وفرض عليها الالتزام بالقواعد والفتاوى الجائرة التي كان يصدرها المرتزقة بحقها، وكان عقوبة من لا يلتزم من النساء السجن أو القتل والتعذيب، إضافةً إلى الغرامات المالية الباهظة”.

“ريادية بتمثيل نفسها وقريناتها في الرأي العام”

وأردفت الإدارية بمجلس المرأة في الرقة غالية الكجوان في ختام حديثها بأن المرأة الرقاوية عرفت معنى الحرية بعد تحرير مدينتها من خلال دخولها في جميع ميادين الحياة، سواءً كانت السياسية أو العسكرية أو المدنية..إلخ، وأصبحت الريادية بتمثيل نفسها وقريناتها في الرأي العام، وشددت: “لا ننسى بأن كل هذه المكتسبات التي حققتها المرأة بفضل شهداء وشهيدات الحرية الذين قدموا الغالي للرفع من شأن المرأة، أمثال الشهيدة “هفرين خلف” والشهيدة “زهرة بركل” اللتان استشهدتا على يد قوات الاحتلال التركي ومرتزقته في سبيل حرية المرأة”.

وفي السياق ذاته ذكرت الإدارية في مكتب التنظيم بمجلس المرأة السورية بالرقة شمس سينو: “تعرضت المرأة قديماً أثناء سيطرة متطرفي داعش على المدينة لشتى أنواع العنف، سواءً الجسدي أو النفسي حتى أصبحت سلعة تشترى وتباع في “سوق النخاسة” على يد المرتزقة الذين حولوا مدنية الرقة عاصمةً لخلافتهم المزعومة. أما بعد التحرير فقد لعبت دورها في جميع المجالات لنشر الوعي الفكري والسياسي بين كافة النساء، لتؤكد بأن المرأة في شمال شرق سوريا عامةً والرقة خاصة يضرب فيها المثل بالشجاعة وقيادة مجتمعها”.