نساء ألمانيات: المرأة الكرديّة أيقونة النضال والحريّة

جل آغا/ أمل محمد –

أكدت بعض من النساء الألمانيات أن المرأة الكرديّة في شمال وشرق سوريا أصبحت مثالاً يُحتذى به في مختلف دول العالم، وأنها رمز للمقاومة والنضال.

ذاع سيط المرأة الكردية في أرجاء العالم بشكلٍ لافت، وأصبحت تُعرف بمدى حنكتها وقدراتها التي تنفرد بها دون غيرها من النساء، وساهمت ثورة روج آفا بتسليط الضوء بشكلٍ أوسع على المرأة والتي ساهمت هي الأخرى بنقل فكرة إيجابية عن ذاتها حتى غدت اليوم موضوعاً للنقاش في عدة محافل وبؤرةً للحديث ومثال يتغنى به الجميع، وخاصةً دورها في المجال العسكري الذي قلّما يكون له نظير.

عززت المرأة الكردية مكانةً لها في مختلف المجتمعات والثقافات، فلم يعد اسمها يُشكّل علامة استفهام يسبقه السؤال المطروح من هي المرأة الكردية؟ وماذا فعلت؟ حيث أنها بدورها الريادي وانخراطها في مختلف مجالات الحياة تركت بصمتها الفريدة في أي مجال كان، وأصبحت رمزاً من رموز المقاومة، وفي هذا السياق التقت صحيفتنا بعدة نساء ألمانيات واللواتي تحدثنَّ من خلال صحيفتنا “روناهي” عن الرؤية التي ينظرنَّ بها للمرأة الكردية.

الألمانية ساندرا شوبرت حدثتنا بقولها: “تمكنت المرأة الكردية من خلال ثورة روج آفا أن تُلفت أنظار الجميع لمكانتها، فقد كانت قُبيل ذلك مجهولة تماماً بالنسبة للكثيرين وغير معروفة سوى في حدود منطقتها الجغرافيّة، ولم أسمع قبل هذا بالمرأة الكرديّة، ولكنها استوقفتني حينما شاهدت تقريراً عنها وهي تشارك الرجال في المجال العسكري وتخوض المعارك إلى جانبهم دون خوف”.

رمز النضال وأيقونة للكفاح

وأضافت ساندرا: “قليلاً ما تجد نساءً يشاركنَّ إلى هذا الحد في الحروب، ويخططنَّ ويساهمنَّ بشكلٍ كبير في المعارك والحروب، فمن خلال متابعتي لهذا الموضوع، رأيت فتيات يافعات لم يسبق لهن المشاركة في الحروب في مُقدمة القوات دون تردد، وأن عدد الشهيدات التي قدمتها ثورة روج آفا دليل على أن المرأة في المنطقة ليست كغيرها من النساء، بل هي رمز للنضال والكفاح”.

كما وأردفت ساندرا شوبرت بقولها: “أكدت المرأة الكردية على حضورها في عموم المنطقة ليس فقط في المجال العسكري، ولكن بما قدمته في المجال السياسي ودورها الدبلوماسي وأنها ركيزة أساسية في الثورة ويستوقفنا هنا جينا أميني الفتاة الكردية التي أشعلت نيران الانتفاضة الإيرانية وغيرها الكثيرات من الأيقونات والقديسات”.

وفي ذات السياق قالت رامونا لوك: “لم يسبق لي رؤية النساء يشاركنَّ في الحروب كما فعلت المرأة الكردية وخاصةً المناضلات من قوات الكريلا اللواتي تركنَّ أحلامهن وحياتهن الخاصة في سبيل الحرية، فقلائل ممن يؤمنَّ بأوطانهنَّ كما فعلت المرأة الكردية، والجالية الكردية هنا ساهمت بشكلٍ كبير في نقل الصورة الحقيقية للنساء الكرديات لنا”.

هذا وأكدت رامونا لوك بأن النساء الكرديات أصبحنَّ رمزاً للمقاومة والنضال ولم يسبقها نساء أخريات بهذا وتابعت: “طبيعة المرأة تنحصر ضمن إطار محدد في جميع الثقافات فلا يتعدى دورها أبعد من العائلة، ولكن غيّرت المرأة الكردية هذا المفهوم، وأثبتت أن المرأة يمكنها لعب أدوار أخرى وأن تنفرد بذلك وأنها أساس المجتمع”.

مضيفةً: “سيُخلّد التاريخ نساءً محاربات مقاتلات ومناضلات برهنَّ للجميع أن المرأة يمكنها أن تكون أماً وربّة منزل وعاملة ومقاتلة في الوقت ذاته، ونقف احتراماً أمام هؤلاء النسوة اللواتي عانينَّ من الاضطهاد والحرمان وشتى أصناف الظلم والتفرقة، ولكن بالرغم من ذلك أثبتنَّ أنفسهنَّ وشكلنَّ علامة فارقة”.