نذر كارثة تلوح في الأفق.. المحتل التركي يستمر بقطع المياه عن الحسكة

الحسكة/ آلان محمد ـ

عشرون يوماً ولا زالت المياه مقطوعة كلياً عن مدينة الحسكة وريفها، كارثةٌ إنسانيةٌ تلوح نُذُرُهَا في الأفق، ولا زالت الحلول التي تحاول مديرية المياه تقديمها لا تلبي الاحتياجات في الوقت الراهن للتعامل مع حجم المشكلة التي يعاني منها المواطنون.

 إرهاب دولة وابتزازٌ لاأخلاقي تنتهجهُ دولة الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لها في سوريا، وأصبح سيناريو قطع المياه من مصدرها الوحيد الذي يغذي مدينة الحسكة، يتكرر بين الفينة والأخرى، وهذهِ المرة تأتي الأوامر بقطع المياه من ضابطٍ في جيش الاحتلال التركي، في تكرارٍ لأبشع الصور التي تندرج تحت الجرائم ضدَّ الإنسانية.

فمنذ هجوم دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها على مدينة سري كانيه واحتلال المدينة وتهجير سكانها ونهب ممتلكاتهم العامة والخاصة، سيطر المحتلون على الآبار الكائنة في محطة علوك المغذي والمصدر الوحيد لتزويد مدينة الحسكة وريفها بالمياه الصالحة للشرب، خصوصاً بعد اكتظاظ المدينة بالسكان نتيجةً لموجات النزوح والتهجير التي تسبب بها الاحتلال التركي ومرتزقتهِ.

تشكيل غرفة طوارئ لتوزيع المياه

وفي لقاءٍ أجرتهُ صحيفتنا مع عضو الشؤون الاجتماعية والعمل في مجلس الناحية، ومنسق مجلس الناحية مع مديرية المياه بمدينة الحسكة حجي عبد الصمد ليحدثنا عن واقع أزمة انقطاع المياه الخانقة التي تعصف

بالمدينة، بالقول “لقد شكلت مديرية المياه بالتعاون مع مجلس الناحية في مدينة الحسكة غرفة الطوارئ للتخفيف من حدة انقطاع المياه عن كامل المدينة وريفها”.

وعن الحلول التي يسعون لتطبيقها على أرض الواقع قال “الحلول المتوفرة لدينا حالياً هي حلول مؤقتة وإسعافية وغير كافية إن استمر الاحتلال التركي ومرتزقته بقطع المياه، وما نستطيع تقديمه هو توفير بعض الصهاريج لتلبية حاجة المواطنين من مياه صالحة للشرب، بالإضافة لضخ آبار الحمة للمياه إلى أحياء المدينة ولكنها لا تغطي المساحة الجغرافية الكبيرة للمدينة خصوصاً مع حجم الكثافة السكانية الهائلة”.

ويؤكد عبد الصمد أن توزيع المياه عن طريق الصهاريج لن يثمر بالنهاية، ولن يكون حلاً ناجعاً لمواجهة هذه المشكلة، متسائلاً عن أسباب الغياب المثير للجدل لمؤسسات حقوق الإنسان ومنظمات الأمم المتحدة لفضح هذه الانتهاكات المتكررة لدولة الاحتلال التركي.

مصدر الماء… بلا ماء

تشهد مدينة سري كانيه، بحسب بعض المصادر حالة من الانفلات الأمني والخدمي، كونها تعتبر المغذي الرئيسي لعدة مناطق ونواحي على طول الخط الجنوبي بالمياه، إلا أنّ الأهالي فيها يعانون من انقطاع المياه أيضاً، والعديد من الخدمات الأخرى.

إذ تمارس المرتزقة التابعة لجيش الاحتلال التركي، التنمر على المواطنين وترهيبهم، ولا يوجد هناك من يهتم لحال المواطنين، وبسبب تعدد المتزعمين للفصائل، تعيش المدينة حالة من الفوضى العارمة، آخرها كانت أوامر أحد الضباط في جيش المحتل التركي، بعدم ضخ المياه من محطة آبار علوك باتجاه الحسكة، في حالةٍ تكرس عدم مبالاة جيش الاحتلال ومرتزقتهِ بحال المدنيين والعبث بأرواحهم من خلال تعطيشهم، خصوصاً مع دخول شهر رمضان، ليبقى الاستهتار الذي تمارسهُ دولة الاحتلال التركي، برسم المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة، وعلى وجه الخصوص الضّامن الروسي المشغول بـ”انتخابات الرئاسة السورية”.

سخط الأهالي

من خلال استطلاعٍ أجرتهُ صحيفتنا مع بعض المواطنين الذين يعانون من انقطاع المياه، عبروا عن سخطهم الشديد من ممارسات دولة الاحتلال التركي، بقطع المياه تكراراً، حيث قال المواطن “أ. ل” من القاطنين في حي تل حجر: “بأي عرفٍ وأيّ دين تقطع المياه مصدر الحياة عن البشر”، وقال منفساً عن غضبهِ (الله على الظالم) مؤكداً أنهم باتوا يستخدمون مياه الآبار السطحية المالحة التي لا تصلح للشرب ولا للنظافة. وناشد المنظمات الحقوقية والدولية بالتدخل لوضع حلٍّ لهذه الكارثة المفتعلة.

بدوره عبر المواطن “أ. ر” عن التوقيت الصعب لتفشي جائحة كورونا واستخدام أردوغان لورقة قطع المياه عن المواطنين بالتزامن مع الحاجة الملحة للنظافة والوقاية من هذا الوباء، حيث اعتبر رأس النظام التركي مجرماً بامتياز، وطالب المحكمة الدولية بمحاكمته على الفظائع والانتهاكات التي يقوم بها، وأبشعها بحسب وصف “أ.ر” هي جريمة قطع المياه عن الأهالي الآمنين.