نحو النجاح يتقدم.. بدون كلل أو ملل .. رغم كل الصعوبات

تقرير/ جوان محمد –

روناهي/ قامشلو ـ في بيئة محيطة غير مساعدة، وبدون أي دعم يذكر بعدما ضاق به الذرع ومتدربيه، بتلك الغرفة الممنوحة لهم من الاتحاد لتكون كمركز تدريبي لتنمية المواهب للعبة الشطرنج، والتي كانوا يتعرضون فيها للشواء، انتقلوا للهواء الطلق؛ لكي يقتلون بعض من حرارة الأجواء التي كانت تعم الصالة ضمن استاد شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو.

الكابتن كادار شيخي خبير ومدرب للعبة الشطرنج على مستوى سوريا من مدينة قامشلو وعضو في اللجنة الفنية للعبة الشطرنج بإقليم الجزيرة، منح صالة ضمن استاد شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو من قبل الاتحاد الرياضي لتعليم اللعبة، وبجهود ذاتية وبدون مقابل يدرب بعض الأطفال على لعبة الشطرنج، التي تسمى لعبة الملوك في العالم. وبالرغم من أن المجموعة عددها ليس بكبير. ولكن؛ بناء لاعب واحد من الفئات العمرية في الوقت الحالي يعتبر إنجازاً كبيراً؛ بسبب الظروف غير المشجعة والمساعدة بشكلٍ عام للرياضة.

في تلك الصالة؛ شاهدناه كيف هو والمتدربين يتصبب العرق منهم وفي غياب تام لدعم من الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة لتقديم مروحة على الأقل تنشر بعض الهواء في الغرفة ولتجفف عرق الأطفال ومدربهم؟!.

بعض المرات كنا نشهد هذا المدرب يدرب متدرباً واحداً!، وبكل ما لديه يعلمه، لا يمل ولا يكل مستمر رغم كل العوائق وقلة الدعم، الكثير من المدربين ليسوا مستعدين للتدريب بالمجان والجلوس مع شخص واحد لكي يدربوه. في الحقيقة في حال وجود عدد كبير من المتدربين يعطيك دافعاً قوياً للاستمرار بالمران ويشعرك بالتباهي. ولكن؛ الكابتن كادار شيخي يبدو لديه هدف وسوف يسعى لتحقيقه مهما كانت المصاعب، وهو بناء لاعب واحد فقط في لعبة الشطرنج، يعتبر إنجازاً حقيقياً وكبيراً.

وبهذا الصدد؛ تحدث الكابتن كادار شيخي لصحيفتنا “روناهي” قائلاً: “قمنا في هذا الصيف بتدريب مجموعة من الأطفال وقسموا إلى قسمين، قسم مبتدأ والآخر متوسط، توقفنا بسبب تعليق النشاطات الرياضية مع نهاية شهر حزيران الماضي. ولكننا؛ أكملنا بمنح الدروس والتدريب عبر الواتس آب للفئة المتوسطة، بينما الفئة المبتدأ قمت بإرسال كتاب لتعليم اللعبة لأهالي المتدربين وقاموا هم بتعليم أطفالهم، وكانت خطوة تشاركية رائعة والنتائج كانت إيجابية طبعاً، وبعد أن رفع الحظر مؤخراً سوف نعود للتدريب من جديد في أقرب وقت”.

وعن وضع الصالة الرياضية أجاب: “الصالة وضعها مزري في الحقيقة وكانت هناك وعود من الكابتن دليل عباس عضو الاتحاد الرياضي بتجهيزها كما يجب ودعمنا بالتجهيزات. ولكن؛ إلى الآن لم تتحقق تلك الوعود؟!، ولا أعلم ما هي أسباب التأخر؟”.

وأشار: “إنه أمر محزن أن نشاهد المتدربين يتسربون فقد كانوا معي في العام الماضي وحققوا بطولات والمراكز الأولى، وكانت ظروف الصالة هي السبب الرئيسي في هذا التسرب. ولكن؛ هذه الظروف تعتبر لا شيء مقارنةً بالسابق، بحيث تعودنا على أن لا ننتظر أي شيء من أحد، والأهم سوف نستمر ونحن بصدد إحداث نقلة نوعية للمتدربين هذا العام”.

وأضاف “لعبة الشطرنج منتشرة بشكلٍ جيد في المنازل، وبالكاد يخلو بيوت من رقعة الشطرنج؛ فهي لعبة محفزة للعقل، وهذا الأمر كان السبب في القفزات السريعة خلال السنوات الماضية في البطولات”.

واختتم الكابتن كادار شيخي حديثه بالقول: “على المستوى الرياضي؛ فاللعبة تعاني من المشاكل والمصاعب وتنقسم إلى شقين، فالأول يعتبر خطأ تاريخياً من قبل نادي الجهاد والذي اكتفى فقط بلعبة كرة القدم وهمش باقي الألعاب الفردية والجماعية سوياً، ولم يهتم بلعبة الشطرنج، والشق الثاني يتحمله كوادر اللعبة بعدم القيام بواجبهم، ولزيادة المعلومات أن ستة من خيرة لاعبي المنطقة منضمون لنادي الأسايش في إقليم الجزيرة. ولكن؛ المهمة لم توكل لهم ووكلت لشخص آخر بفئة الصغار ولذلك لم يحققوا أي مركز متقدم في البطولات، وهذه الأمور تأثر على اللعب بدون شك، وبخاصةً على من هم أعمارهم صغيرة؛ لأنهم حين يشعرون بوجود فرق المستوى بينهم، يدخل اليأس لقلوبهم وعلى الفور يفكرون بالابتعاد عن اللعبة”.