الشهباء/ فريدة عمرـ
بدأ موسم قطاف الزيتون في مقاطعة الشهباء، منذ أوائل شهر تشرين الأول الفائت للعام الحالي، في وقت مسبق، وسط مخاوف الأهالي من هجمات الاحتلال التركي المستمرة، لموسم متأثر بعوامل عدة منها الحصار الحكومي والاعتداءات التركية؛ الأمر الذي جعله ضعيفا عما كان عليه في الأعوام السابقة، حسب ما أكدته لجنة الزراعة في مقاطعة عفرين والشهباء.
يعدُّ الزيتون، أحد المحاصيل الزراعية الأساسية، إلى جانب كروم الفستق، والأنواع الزراعية الأخرى، التي تشتهر بها مقاطعة الشهباء، وتعرف بجودة محاصيلها وخيراتها. إلا إن القطاع الزراعي بشكل عام، تأثر بعوامل عدة أبرزها الحصار الحكومي المستمر على مقاطعة الشهباء، ومن جانب آخر القصف التركي، الذي يهدد مصدر رزق الأهالي في الشهباء، والذي يعد السبب الرئيسي لدفع أصحاب كروم الزيتون، إلى قطاف موسمهم قبل أوانه خلال موسم هذا العام.
وفي هذا السياق، أشار لصحيفتنا “روناهي”، الرئيس المشترك للجنة الزراعة في مقاطعة عفرين والشهباء، “فرهاد دادا“: “يعد القطاع الزراعي، بمختلف أنواعه، مصدر دخل لسكان المنطقة، إلى جانب أنه فرصة لكثير من العاملين لأن المنطقة مزروعة بمساحة كبيرة منه، هذا وقد بُدئ العمل بقطاف الزيتون منذ بداية شهر تشرين الأول الفائت، في وقت مسبق لوقت قطافه لتخوف الأهالي من فقده إثر العوامل الآنفة الذكر”.
تأثير الحصار على الإنتاج
وأكد دادا، أن الحصار الحكومي كان له تأثير كبير على نسبة الإنتاج: ” المحاصيل الزراعية كلها، تتطلب عناية جيدة، كي يستفاد منها صاحبها، وتنتج إنتاجاً جيداً، وخاصة الزيتون بحاجة إلى سقاية كافية، ورش مبيدات، وطبعاً المزارع ونحن كجهة معنية عانينا بشكل كبير من تأمين المستلزمات الزراعية الكافية من المحروقات، والأودية، بسبب استمرار الحصار الحكومي على المنطقة، وهذا ما يؤثر بشكل كبير على الإنتاج، إضافة إلى التكاليف الباهظة والتي لا يضاهي حجمها حجم إنتاج الموسم”.
هجمات وانتهاكات بحق الموسم
ونوه دادا، إلى أن الضرر الكبير للموسم يسببه الاحتلال التركي ومرتزقته من قصف على مناطق الشهباء، وانتهاكات متواصلة في عفرين المحتلة: “إلى جانب مقاطعة الشهباء، تعد منطقة عفرين إحدى أكثر المناطق شهرة بأشجار الزيتون، إلا أن المحتل التركي ومرتزقته على مدار أعوام يستمران في انتهاكاتهما بحق مصدر دخل الأهالي، من قطع وحرق وسرقة واستيلاء، فيما يواصلان قصفهما على مقاطعة الشهباء، ويحرمان الأهالي في القرى الحدودية من الذهاب إلى أراضيهم، ناهيك عن مخلفات المرتزقة من ألغام، وغيرها في الأراضي المتاخمة”.
قطاف مبكر بسبب القصف التركي
ومن جانبها، أكدت المواطنة “إيمان عمر” من قرى ناحية شيراو، إن قطاف موسم هذا العام بدأ مبكراً للمخاوف من القصف التركي: “في العادة، يبدأ جني محصول الزينون، في منتصف شهر تشرين الأول وما بعده، لتأخذ حباته كفايتها من النضج، وهذا ما يساعد على إعطاء إنتاج أكثر، إلا أن هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على المنطقة، زادا من مخاوفنا على الموسم، الذي يعد مصدر دخل ورزق لنا ولأسرتنا”.
واختتمت إيمان حديثها: “إن الاحتلال التركي، يهدد مصدر رزقنا بشكل مستمر، ولم يسمح للأهالي أن يستمتعوا كعادتهم في جني المحاصيل في هذا الوقت المبهج، وبالرغم من كل ذلك سنبقى متمسكين بأرضنا”.
