أكد الناشط السياسي، والصُّحُفي من باشور كردستان، كاوا نادر، أن هجمات الاحتلال التركي على مخيم مخمور، وشنكال، وديرك، ما هو إلا مخطط لإبادة الشعب الكردي، منوهاً إلى أن زيارة نيجيرفان برزاني إلى تركيا محط استنكار، وتدل على عداوته للكرد.
لقد شنّ جيش الاحتلال التركي في الأول من شهر شباط الجاري هجمات على مناطق مخمور، وشنكال، وديرك، وتزامن ذلك مع زيارة رئيس باشور كردستان نيجرفان برزاني إلى تركيا، واللقاء بالرئيس التركي أردوغان في أنقرة.
تعاون بين الاحتلال التركي وحكومة بغداد
حيال ذلك أجرت وكالة هاوار لقاءً مع الناشط السياسي، والصُّحُفي من باشور كردستان كاوا نادر، والذي بدأ حديثه، بالإشارة إلى هجمات الاحتلال التركي على ناحية ديرك، وشنكال، ومخمور، وقال: “عداوة الدولة التركية للشعب الكردي قديمة، فدولة الاحتلال التركي تسعى، وتحاول جاهدة لإبادة حركة الحرية في كردستان، فأي إنجاز، أو استحقاق، أو مكسب، تحاول الدولة التركية المحتلة إفشاله، فالهجوم، الذي وقع على سجن الصناعة بمدينة الحسكة، مخطط تركي بامتياز، وبعد فشل مخططها، أرادت التدخل بشكل مباشر عبر شن الهجمات على أراضي روج آفا، كما أن حكومة دمشق التزمت الصمت حيال القصف، ولم تبد أي موقف”.
وتطرق نادر إلى تعاون الحكومة العراقية مع الاحتلال التركي، إبان الهجمات على مخمور وشنكال، وقال: “من خلال الهجمات، يتضح أن الحكومة العراقية تتعاون مع الاحتلال التركي؛ لأن قيام أي دولة بشن هجوم على أي منطقة على دولة أخرى، يتم إبلاغ تلك الدولة بذلك، ولا يعقل أن تهاجم طائرات المحتل التركي على مخيم تحت إشراف الأمم المتحدة، دون إعلام الحكومة العراقية بذلك، وهذا يكشف أن الحكومة العراقية شريكة مع الاحتلال التركي في الهجمات”.
مخطّط يتّفق الجميع عليه
وأكد نادر: “الهجمات على مخمور هدفها إبادة الشعب الكردي بشكل كامل، فعندما قصف الاحتلال التركي روج آفا، التزمت كل من روسيا، وأميركا الصمت، على رغم من أن التحالف الدولي تربطه شراكة بقوات سوريا الديمقراطية لمحاربة داعش، وهذا يظهر ازدواجية أميركا، وهذه هي سياستها، فيجب على هذه الدول توضيح سياستهم أمام الكرد، وأن تكون سياستهم شفافة إزاء ما يحدث للشعب الكردي”.
ولفت نادر إلى زيارة وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار للحدود العراقية مع باشور كردستان، بالإضافة إلى زيارة رئيس الحكومة العراقية إلى شنكال، موضحاً أن: “هذه الدول عقدت اجتماعات في بغداد، وتم التخطيط لشن هجوم على مخمور، وشنكال، فقبل شن الهجمات على أي منطقة تتشاور الدول مع بعضها، وأغلب الأحيان يتم التشاور مع أمريكا، وروسيا أيضاً، فزيارة خلوصي آكار تدل على أنهم يستمرون في مخططاتهم التآمرية بحق الشعب الكردي، والتنسيق بين هذه الدول؛ لذلك يستمرون في هجماتهم على كردستان”.
وفي الـثاني والعشرين من كانون الثاني المنصرم، زار وزير الدفاع التركي خلوصي آكار منطقة الحدود العراقية -السورية، كما قام رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بزيارة قضاء شنكال، قُبيل ذلك.
وبيّن نادر: “الحكومة العراقية “تحاول إرضاء الدولة التركية المحتلة، وذلك بسبب مذكرة التفاهم حول إطلاق مياه نهر الفرات، لذلك تفتح لتركيا المجال بشن هجماتها على مخمور، كما أنها تُسرِّب المعلومات الاستخباراتية لتركيا، فتركيا ليست الوحيدة، التي تشن الهجمات على مخمور وشنكال؛ فقبل فترة شن مرتزقة داعش أيضاً هجوماً على قريتين قريبتين من مخمور، والهدف محاصرة المخيم، ومن ثم إغلاقه، وتهجير سكان المنطقة”.
وانتقد نادر السياسات، التي تدار بحق مخيم رستم جودي بقضاء مخمور بباشور كردستان، قائلاً: “مخيم مخمور يُدار من قبل الأمم المتحدة، فكيف يتم استهدافه، وتستطيع تركيا قطع مئات الكيلو مترات لقصفه عبر طائراتها، وأمام مرأى العالم أجمع، فإن لم يتمكن البرلمانيون الكردستانيون في الحكومة العراقية إبداء موقف صارم حيال هذه الهجمات، فيجب عليهم مناشدة مجلس الأمن، والأمم المتحدة لحماية المدنيين في المخيم”.
الديمقراطي الكردستاني جزء من المخططات
وتحدث نادر عن زيارة رئيس باشور كردستان، نيجيرفان برزاني إلى تركيا ولقائه بأردوغان، وقال: “يجب علينا أن ندرك حقيقة أن الحزب الديمقراطي الكردستاني، هو جزء من هذه المخططات، لأنه جزء من تحالف تيار الصدر، والجبهة التركمانية المتشكلة في العراق، والتي تضم عدداً من الدول، مثل: السعودية، وتركيا، والأردن، فهؤلاء قاموا بتشكيل نظام أمني خوفاً من الانسحاب الأميركي من المنطقة، واصطدامهم بإيران”.
وبين نادر: “زيارة نيجيرفان برزاني هو جزء من هذا المخطط، ونحن نرى أن هذه الزيارة محل استنكار في حين أن الأراضي على طول الخط الحدودي في باشور كردستان، تتعرض للهجمات من قبل تركيا، وفي وقت تعلن فيه تركيا شن هجماتها على الكرد، نيجيرفان يقوم بزيارة أردوغان”.
ونوه نادر: “عند زيارة نيجرفان برزاني إلى تركيا، استهزأ الموقع الرسمي للحكومة التركية، بنيجرفان برزاني عندما كتب “زيارة رئيس شمال العراق” ولم تعترف بشرعية حكومة باشور كردستان، كما أن الإعلام التابع له لم يبدِ أي موقف حيال ذلك، والتزم الصمت، وتوجب على حكومة باشور كردستان إبداء موقف حيال الهجمات التركية لا أن تجتمع مع تركيا، وبلا شك هدف هذه الزيارة هو مخطط جديد ضد الكرد”.
على الكُرد تحقيق الوحدة الوطنية
وأضاف نادر: “الدول المحتلة لكردستان (العراق، سوريا، تركيا، إيران) ينسقون مع بعضهم لإبادة الكرد، فالهجمات على باشور كردستان جاءت بموافقة من قبل الحكومة العراقية، وعبر إصدار بيان تحاول الحكومة العراقية إخفاء شراكتها في المخطط، لذلك يجب على الشخصيات السياسية الكردية، أن تدرك أن المحتلين لكردستان، ينظرون إلى الكرد بنظرة واحدة، وهي العداوة، ويجب أن يكونوا يقظين أمام هذه السياسات”.
وفي ختام حديثه، شدّد الصُّحُفي والناشط السياسي كاوا نادر، على ضرورة أن يوحد الكرد صفوفهم؛ لمجابهة الاحتلال التركي، وشدد بالقول: “أن أي هجوم على جزء من كردستان، هو هجوم على كامل أجزاء كردستان، لذلك يجب على كل سياسي أن يدرك هذه الحقيقة جيداً، كما يجب على الشعب الكردي النزول إلى الساحات، وإبداء موقف صارم أمام هذه المخططات، كما يجب على وسائل الإعلام، أن تعمل على توثيق هذه الهجمات، وتسليمها إلى القنصليات الدولية، كما يجب على المنظمات الإنسانية أن ترى هذه الممارسات وتضع حداً لذلك”.
