مُهجّرون: الاحتلال التركيّ ومُرتزقته صَادروا أراضيَّنا وبيوتنا تَتَعرّضُ “للتَّعفيش”

تقرير/ حسام اسماعيل  –

روناهي/ عين عيسى ـ كشف عدد من المهجرين قسراً من المناطق المحتلة من رأس العين/ سري كانيه، وتل أبيض/ كري سبي، بأن المحتل التركي والمرتزقة التابعين له صادروا أراضيهم، واستولوا على بيوتهم وممتلكاتهم بشكل كامل، وطالب المهجرين المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية التدخّل لإدانة هذه الجرائم والتحرك بشكل جدي لوقف الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها تركيا ومرتزقتها ممن يسمون أنفسهم بـ “الجيش الوطني السوري” في المناطق المحتلة.

ويتعرض المهجرون قسراً من المناطق المحتلة المتواجدين في مناطق الإدارة الذاتية لمصادرة أراضيهم ونهب بيوتهم وممتلكاتهم بشكل كامل، وعلني من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في تلك المناطق منذ بدء العدوان التركي الأخير على مناطق شمال وشرق سوريا في التاسع من شهر تشرين الأول من العام المنصرم.

صحيفتنا روناهي التقت بعدد من المهجرين القاطنين في مخيم مهجري كري سبي/ تل أبيض في الريف الشمالي لمدينة الرقة الذين أكدوا على أن دولة الاحتلال التركي والمرتزقة التابعين لها يستخدمون هذه الطريقة لإذلالهم، وإخضاعهم، ولكنهم مُصرّون على مقاومة هذه الجرائم حتى العودة إلى مناطقهم التي هجروا منها آمنين مطمئنين بعد دحر الاحتلال التركي ومرتزقته.

تعفيش المَنازل وحصاد المَزروع من المحاصيّل

يقول المهجر حمد الجاور من بلدة سلوك التابعة لتل أبيض/ كري سبي المحتلة: “بعد العدوان التركي على مناطقنا باسم (نبع السلام) كما يدعي أردوغان والتي لم تتعدَ كونها عملية لقتل الشعوب السورية والعيش المشترك الذي كان سائداً قبل تدنيسهم الأرض السورية، صادروا لي 1000 دونم من الأراضي الزراعية المزروعة بالشعير، وعلمت فيما بعد بأنهم قاموا بحصادها، وسرقة المحصول بالكامل”.

وأضاف بالقول: “إلى جانب ذلك قام المرتزقة بسرقة بيتي وبيوت جيراني، وكل عائلة هُجّرت بسبب ممارساتهم الوحشية والإجرامية، حتى أسلاك الكهرباء (التمديدات الداخلية للمنزل) قاموا بنزعها بغرض بيعها أو الإتجار بها في الأسواق، وبيعها بأبخس الأثمان”.

خروجك من قريتك كافٍ لمصادرة أرضك…!

حال المهجر محمد الإبراهيم من قرية المبروكات التابعة لرأس العين/ سري كانيه لا يقل عما أصاب سابقه فقد صادر المحتل التركي ومرتزقته أرضه بشكل كامل التي تبلغ مساحتها الـ300 دونم، وعمدوا إلى حرقها بشكل متعمد ليحرموا ذويه المتواجدين في القرية مما تنتجه هذه الأرض، وحرموا عليهم الاقتراب منها أو التصرف فيها فيما بعد.

وأردف الإبراهيم بأن خروجك من قريتك كافٍ بأن يعمد المرتزقة على التصرف بممتلكاتك حسبما يحلو لهم، بحجج جاهزة مسبقاً، وأكد بالقول: “المناطق المحتلة لا تتوفر فيها أي مقومات للعيش لذلك تُجبر أغلب العائلات على الخروج من مناطقهم والتوجه صوب مناطق الإدارة الذاتية، لذلك سيعمد المرتزقة إلى التصرف بممتلكات هذه العائلة أو تلك من خلال النهب والسرقة”.

“المُصادرة تَتم بعد إطلاقِ تُهمٍ جاهزة”

المُهجر ياسر محمد من بلدة حمام التركمان في ريف مقاطعة تل أبيض/ كري سبي المحتلة قال: “صادروا لي 30 دونم كانت تستثمرها عائلتي، ونعيش من خيرها بعد خروجنا من البلدة، وبعد سماعنا بما قاموا به فضلنا البقاء في مناطق الإدارة الذاتيَّة خوفاً على أخوتي الشباب الذين قد يمسونهم بأذى في حال عودتنا إلى البلدة”.

وأردف: “لم نسلم منهم فقد وصلتنا تهديدات من قبلهم بالانتماء إلى قوات سوريا الديمقراطية، وبهذه الحجة يريدون أن يبقوا يدهم على أرضنا والاستمرار بسرقة ما تنتجه، وغيرنا الكثير من أهالي البلدة التي طالتهم هذه الممارسات وهم الآن متواجدون في المخيمات المتواجدة في مناطق الإدارة الذاتية والتي استضافت الأهالي المهجرين وعائلاتهم، وحفظت كرامتهم في ظل هذه الأوضاع الصعبة”.

وطالب المهجرون كافة المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة والدول المؤثرة بالضغط على دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها لكف يدها عن ممارسات السرقة والنهب والتعدي على ممتلكات المهجرين، وضمان عودة آمنة لهم إلى المناطق التي هجروا منها.

وبحسب لجنة الاقتصاد والزراعة بمقاطعة تل أبيض/ كري سبي فإن ما يقارب الـ 250 ألف هكتار من الأراضي الزراعية هي مساحة الأراضي الزراعية التي هُجر أهلها منها في المناطق المحتلة بعد العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، وتتعرض هذه الأراضي للمصادرة وسرقة عائداتها من قبل المرتزقة بعد حصادها أو تأجيرها من قبل وسطاء وتجار إلى داخل الأراضي التركية.