مُديرية مَحروقات الحَسكة.. عملٌ دؤوب وتَوزيع بالمجّان على المُهجَّرين قسراً

 تَقرير/ آلان محمد

رُوناهي/ الحسكة ـ أدّى غزو الجّيش التّركي المحتل ومُرتزقته بما يُسمى الجّيش الوطني السوري واحتلاله لمنطقتي سري كانيه (رأس العين)، وكري سبي (تل أبيض)؛ إلى التأخير في توزيع مخصصات مادة مازوت للتدفئة بشكلٍ مؤقت على الأهالي في مناطق شمال وشرق سوريا بشكلٍ عام.

تسبب الاحتلال التّركي الأخير لمنطقتي سري كانيه/ رأس العين، وكري سبي/ تل أبيض, بانهيار كبير في البنى التّحتية الرّئيسية؛ الأمر الذي تسبب بتهجير مئات الآلاف من المدنيين الذين توجّهوا بِدورهم إلى مدينة الحسكة, يقيناً وإيماناً منهم بالأمان والاستقرار بمناطق الإدارة الذّاتية الدّيمقراطية, كما وأسفر الغزو التركي بالتأثير على جملةٍ من المواد الأساسية التي كانت عماداً لشعوب شمال وشرق سوريا قبل تهجيرهم من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته بما يسمى بالجيش الوطني السّوري, ومن هذه المواد كانت مادة المحروقات.

لم تُسلَّم المحروقات من اعتداء المُحتل التّركي سواءً بشكلٍ مباشر أو غير مباشر؛ مما ترك آثاراً سلبية على آلية التّوزيع في المناطق الآمنة, والتّأخير في توزيع مُخصصات مازوت للتدفئة بشكلٍ مؤقّت.

ولتسليط الضوء على هذا الواقع؛ التقت صحيفتنا “روناهي” بالرّئيس المشترك لمديرية المحروقات في إقليم الجزيرة شبّال فاطمي والذي تحدث عن الموضوع بشكلٍ موسع وفضفاض وقال: “بدايةً أدّى الهجوم الفاشي التركي على مناطق سري كانيه وكري سبي إلى تأخُرنا بتوزيع مادة المازوت على الأهالي التي تعتبر المادة الرئيسية للتدفئة؛ وذلك بسبب الاحتلال التركي الذي أدى إلى تأخير شحن الصهاريج لهذه المادة من الحراقات إلى محطات الوقود. وكان لطيران الاحتلال التركي الدور الأساسي في ذلك؛ مما سبب نوعاً من الخوف لدى أصحاب الصهاريج الخاصة“.

ولم يتبقى سوى المركبات التّابعة للإدارة الذاتية التي ضاعفت ساعات العمل لتأمين المازوت بالوقت المناسب ولم تحقق المستوى المطلوب بسبب الضغط الذي تعرضت له مع زيادة الطلب الذي سببته موجة النزوح الكبيرة.

وفي سياقٍ مُتّصل؛ تطرقنا بالسؤال عن وضع المهجرين قسراً والمسؤولية التي حملتها مديرية المحروقات, في ظلّ قسوة البرد والمطر التي ربما تطال المهجرين خصوصاً في مراكز الإيواء, والذين لم يتبقى لهم سوى الدعم الذي تقدمه لهم وتبنته الإدارة الذاتية, في ظل تقاعس وصمت كافة المنظمات الإنسانية والإغاثية؛ وقال فاطمي بهذا الصّدد: “قمنا بتوزيع مادة المازوت على أهلنا من المهجرين قسراً بشكل مجاني كَدفعة أولى؛ وفقاً لتعليمات الإدارة الذاتية سعياً منها في تخفيف وطأة اللجوء وصعوباته, وتقديم يد العون لهم بكل السبل المُتاحة. وبموجب الإحصائية العامة حصلت 20 ألف عائلة على مادة المازوت بالمجّان متضمناً مراكز الإيواء في المدينة. أمّا بالنسبة لمخيم واشو كاني, فقد تم التعاون مع إدارة المخيم لتقديم مادة الكاز الخاص بالتدفئة, وكل هذا يعتبر كدفعة أولى, وسيتم توزيع الدفعة الثانية حسب قرار الإدارة الذاتية بذلك“.

وأشار شبّال فاطمي إلى كيفية التّعامل مع نقص أعضاء المراقبة والعمل على تلافي كل المشاكل التي من شأنها أن تعيق عملية التوزيع, وقال في هذا الخصوص: “قدمنا للبعض براميل فارغة لمن لا يملكها للمساعدة في سير عملية التوزيع بشكلٍ مناسب“، وأشار إلى دور الكومينات أيضاً في المساعدة لإحصاء العوائل المهجّرة قسراً الموجودة في الأحياء لتتم التّغطية على أوسع نطاق, بالإضافة لمادة الغاز التي تُقّدم للمطابخ الجماعية في مراكز الإيواء.

وعن الغلاء الحاصل حالياً مع هبوط سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار, أكدّ الرئيس المشترك لمديرية المحروقات في إقليم الجزيرة شبّال فاطمي: “لم نقم بزيادة سعر أي نوع من المحروقات إطلاقاً“. مؤكداَ التزام الإدارة الذاتية بدعم البنية الاقتصادية وفقاً لتوجيهاتها بمحاربة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.