مَدرسة مُخيَّم مُهجرِّي كري سبي تُعاني؛ فهل تضيع جهود الإدارة الحريصة على التعليم سدى..؟!

تقرير/ حسام اسماعيل

مركز الأخبار ـ تعاني مدرسة مخيم مهجري كري سبي من نقص في الدعم، ووضع مزري بعد افتتاحها في بداية شهر كانون الثاني من العام الحالي، فعلى الرغم من أنَّها تستوعب ما يُقارب الـ 400 طالب إلى الآن، إلا أنَّه لم يُقدم لها الدعم الكافي والمطلوب من قبل المُنظمات الإنسانيَّة والإغاثيَّة التي اطلعت على واقع هذه المَدرسة أكثر من مرة دون تقديّم دعمٍ يُذكر.

صحيفتنا كانت لها جولة على مخيم مهجري كري سبي؛ للاطلاع على واقع المدرسة، حيث التقينا بالمعلم في المدرسة غازي الموسى الذي بدأ حديثه معنا؛ بالقول: “تعاني المدرسة من نقص في كل شيء، أبسط المتطلبات غير موجودة كالقرطاسية، والأقلام، والكتب. ونواجه الآن زيادة في أعداد الطلاب مع زيادة أعداد المهجرين؛ وهذا الأمر يؤثر بشكل كبير على الطلاب الذين ضاقت بهم الصفوف الأربعة (الكرفانات) التي تم تخصيصها من قبل إدارة المخيم بشكل مؤقت”.

وأضاف الموسى: “حالياً في ظل هذه الظروف الصعبة؛ يضطر الطلاب الجلوس أكثر من أربعة أو خمسة طلاب في مقعد واحد، وتضيق بهم الصفوف، ويصل عددهم في الغرفة الصفية الضيقة أصلاً إلى 50 طالب أحياناً”. وتساءل: “كيف لي كمعلم أن أوصل المعلومة لهذا العدد الكبير من الطلاب دفعة واحدة؟؛ هذا الأمر يؤثر بشكلٍ كبيرٍ عليهم، ويجعلُ التعليم في هذه المدرسة غير مُفيد البتة، حيثُ بدأ عدد من الطلاب بالتسرب من المدرسة، وامتنعوا عن الدوام المدرسي”.

وأردف: “حالياً لا يوجد مدرسة بالشكلِ المطلوب ويؤثر أيضاً على جديَّة أهالي الطلاب لإرسالِ أبنائهم إلى المدرسة، إلى جانبِ ذلك عدم وجود سور للمدرسة أو مكان مخصص يجعل أغلبهم يخرجون من المدرسة إلى الخيم في أوقات متأخرة”.

وعن الدعم المقدم للمدرسة؛ بيّن المعلم غازي الموسى بأن لا دعم مقدم من أي جهة أو منظمة، وأضاف: “زارتنا عدد من المنظمات، ووعدت بتقديم الدعم. ولكن؛ وعودهم لم تنفذ حتى الآن. ما نقوم به الآن الحرص على تفعيّل المدرسة قدر المستطاع، من خلال المتطوعين، ومن خلال إعداد الدروس بشكلٍ ذاتي من قبلنا، لتدارك ما يمكن تداركه لهؤلاء الطلاب، الذي حرموا من أبسط حقوقهم. والآن هم في خطر حقيقي، وعرضة لضياع مُستقبلهم”.

وفي ختام لقائنا؛ ناشد المعلم الموسى الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية والإغاثية بتقديم الدعم اللازم للمدرسة.

والجدير ذكره بأن مدرسة مخيم مهجري كري سبي؛ تم افتتاحها من قبل إدارة المخيم في التاسع من شهر كانون الثاني الحالي؛ لاستيعاب أطفال المخيم المهجرين قسرياً بسبب العدوان التركي على مناطقهم، وبجهودٍها الذاتيَّة عملت الإدارة على تفعيَّل التعليم في المخيم، وتخصيص عدد من الكرفانات (غرف مسبقة الصنع)، كمدرسة مؤقتة، بانتظار دعم من قبل المُنظمات والجهاتِ الداعمة دون تلبيَّة للمُناشدات المُتكررة من قبلِ الإدارة لتحسين وضع المدرسة، والمُخيم بشكلٍ عام.