ميلاد القائد أوجلان ولادة للحرية من رحم الألم

 قامشلو/ رشا علي –

ميلاد القائد فجر شمس الحرية للشعوب المضطهدة والتواقة للحرية والسلام، بهذا اليوم بزغت حياة جديدة للأحرار، إنه يوم الخلاص من العبودية والظلم، القائد الذي يمثل الإنسانية جمعاء من خلال فكره وفلسفته الداعية للسلام والديمقراطية وأخوة الشعوب.

ولد القائد الكردي عبدالله أوجلان في الرابع من نيسان عام 1949م، في قرية أمارة التابعة لمنطقة رها في باكور كردستان، أكمل تعليمه للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية ثم التحق بكلية الحقوق في جامعة إسطنبول عام 1971م، وبعد مضي عام درس العلوم السياسية في جامعة أنقرة، وهناك تأثر بالنشاطات الثورية لليسار التركي بقيادة ماهر تشايان ودنيز كزميش وابراهيم كايباك كايا، وفي عام 1974 أسس القائد جمعية طلاب التعليم العالي الديمقراطي في أنقرة، وفي السابع والعشرين من تشرين الثاني لعام 1978 أسس حزب العمال الكردستاني PKK، وناضل مع رفاقه لفترة طويلة في سبيل التحرر والدفاع عن الهوية الكردية على أساس التحرر والعمل من أجل حرية شعوب المنطقة.
المؤامرة الدولية على القائد

وفي التاسع من تشرين الاول سنة 1998 بدأ العمل بتنفيذ مخطط المؤامرة الدولية على القائد، حيث شارك فيها العديد من الدول الاقليمية والعالمية، اعتُقل القائد على اثرها وتم سجنه وعزله عن العالم الخارجي في معتقل سيء الصيت بجزيرة إيمرالي. لكن القائد اوجلان لم يستسلم ومن أجل إفراغ هذه المؤامرة طور من نهج الديمقراطية وصولاً إلى تأسيس نظام فكري وفلسفي يقود الى الأمة الديمقراطية، وما يزال يخوض الصراع الفكري والفلسفي من أجل إيصال شعوب المنطقة إلى نظام ديمقراطي إيكولوجي وفق حقيقة المنطقة بجميع اختلافاتها، والاعتماد على الذات والإرادة الحرة دون الاتكال على القوى الخارجية التي تعمل من أجل مصالحها، ولا تجلب سوى الحروب والدمار للمنطقة وشعوبها.

ولمعرفة أهمية ميلاد القائد لشعوب المنطقة وللإنسانية جمعاء، التقت صحيفتنا “روناهي” مع بعض الأهالي من قامشلو ومن ضمنهم أحد الملتقين ولعدة مرات بالقائد عبد الله أوجلان.
بفكر القائد يتحرر الشعب الكردي

في البداية تحدث لنا “إبراهيم كلو” وهو أحد المواطنين من مدينة قامشلو سبق له وان التقى مرات عديدة مع القائد، حيث أشار لنا في حديثه إلى أن للقائد منزلة كبيرة في قلوب شعوب المنطقة عامةً، والشعب الكردي خاصة، وقال: “فكر القائد أنار درب الشعوب، وهو السبيل للتحرر من الظلم والعبودية والاضطهاد، لأن هدف القائد هو أخوة جميع شعوب المنطقة، وعلى الشعب الكردي العمل من أجل المساهمة في بناء الوطن والعيش بحرية”.

 نضالٌ مستمر لأجل الحرية

أما بخصوص يوم الرابع من نيسان بيَّن لنا كلو بأنه يوم مبارك، ويمثل ميلاد الشعب الكردي، وتغيرت حياة الشعب جذرياً مع ميلاد القائد أوجلان، لأنه ناضل من أجل الشعب الكردي وما زال يناضل حتى يومنا هذا، وأكمل: “من دون المقاومة والنضال والثورة التي قادها القائد كان الشعب الكردي سينصهر، فالشعب من دون قوة وإرادة حرة هو شعب ضعيف قابل للزوال خاصة مع وجود أعداء متربصين يعملون من أجل إبادته، لكن بفضل القائد وفكره الحر أصبح الشعب الكردي ذو إرادة حرة، وحافظ على لغته وثقافته وعاداته وتقاليده”.

وأشار كلو إلى أن القائد هو الذي جعل فكر شعب المنطقة حراً، ليترك هذا الشعب بصمة  له في خدمة المجتمع والعمل من أجل القومية والوطنية، وإن المتآمرين على الشعب الكردي من الدول أمثال أمريكا وألمانيا وروسيا يمارسون سياسات عدائية بعيدة عن القيم الإنسانية وقوانين أشبه ما تكون بقوانين الغابة، وكل ذلك من أجل القضاء على الشعب الكردي.

السير على نهج المقاتلين

وعن آمال الشعب الكردي والخطوات التي يجب اتباعها من أجل تحرير القائد نوه كلو إلى أن: “القائد أوجلان في سجن إيمرالي منذ سنوات طويلة وتُطبق عليه عزلة مشددة، فيجب على الشعب الكردي الوقوف صفاً واحداً، والنضال حتى تحريره، والمطالبة بالاطمئنان على صحة القائد وخاصة بعد نشر أخبار غير جيدة بشأن صحته”.

وعن هدف دولة الاحتلال التركي من نشر هذه الأخبار المتعلقة بصحة القائد أردف كلو إلى أن هذه الأخبار تنشر من قبل العدو من أجل كسر إرادة الشعب الكردي، وقطع الاتصال بينه وبين الشعب الكردي، وكل ذلك تكون ضمن سياسات لا أخلاقية تتبعها السلطات التركية، وقال عن هذا الأمر: “يجب على الدول التي تدعي احترام حقوق الإنسان التدخل للسماح بلقاء القائد بأحد من ذويه أو محاميه للاطمئنان على صحته، لأن مكالمة دقيقة أو دقيقتين ليست كافية للاطمئنان على وضعه الصحي”.

واختتم إبراهيم كلو حديثه مناشداً الشعب الكردي لينظموا الفعاليات المنددة بالعزلة المفروضة على القائد وذلك من أجل الضغط على دولة الاحتلال التركية.

النصر حليفنا

أما “فرزن خلف” الرئيس المشترك لكومين الشهيد مصطفى بحي الهلالية بارك يوم الرابع من نيسان على جميع الشعوب، بما يحمله هذا اليوم من معاني قيمة، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة التأكد من صحة القائد من خلال السماح لمحاميه باللقاء به، وقال: “الدولة التركية هي التي تخسر نفسها بنفسها بممارسة هذه السياسة على الشعب الكردي والقائد، واحتلالها لمناطق شمال وشرق سوريا وتسليمها لفصائلها المرتزقة من أجل كسر إرادة الشعب الكردي، وفرض قوانينهم اللاإنسانية عليه، منذ سنوات وهم يشنون الهجمات على الشعب، لم يشبعوا من إراقة دماء الكرد والمدنيين العزل، ولكن الشعب الكردي شعب حر ويعيش على نهج وفكر وفلسفة القائد، فهو بعيد عن الاستسلام والرضوخ، والنصر سيكون حليفاً لنا عاجلاً أم أجلاً”.

المقاومة حتى تحرير القائد

أوضح خلف بأنه يتوجب على كل فرد أن يقف ويدافع عن نفسه وشعبه وطنه، فحماية الوطن ليست واجباً على شخص واحد أو عدة أشخاص، بل هو واجب على الشعب بأكمله، يجب على كل شخص أن يحمل في نفسه حب الدفاع عن أرضه ووطنه، وقال: “يتعرض الشعب الكردي في كل مكان للظلم والاضطهاد ويرتكب بحق النساء والأطفال والعجز أبشع الجرائم، وتحرق القرى الكردية وتنهب بيوتهم، واعتقال القائد استكمالٌ لكل تلك المخططات العدائية اللاإنسانية التي تتبعها دولة الاحتلال التركية وتمارسها على الشعب الكردي، علينا أن نقاوم، وأن تقوى عزيمتنا بالمقاومة البطولية للقائد أوجلان، فهو حارب الجميع ونظم قوات عسكرية في الجبال للدفاع عن الشعب وما زال يقاوم تلك السياسات”.

اختتم “فرزن خلف” حديثه قائلاً: “على القوى السياسية للشعب الكردي أن تتوحد وتعمل من اجل تحرير القائد، ويجب علينا أن نناضل لأجل حماية المكتسبات التي تحققت بفضل دماء الشهداء وبفضل الجرحى والمقاتلين في جبهات العزة والكرامة، فالشعب الكردي موجود في كل مكان من باكور كردستان إلى باشور وروجهلات وروج آفا من أجل القضية الكردية، باتحادنا لا يستطيع أحد الهجوم على مناطقنا، ليس من حق أحد أن يحتل مناطقنا، وسيظل الشعب الكردي صامداً في وجه مخططات الدولة التركية”.