سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مواطنون بديرك يُحذّرون من كارثة تهدد الثروة الحيوانية

ديرك/ هيلين علي – يعيش الأهالي في شمال وشرق سوريا أوضاعاً اقتصادية سيئة، نتيجة غلاء الأسعار وتدهور الليرة السريع أمام الدولار، وإغلاق المعابر وانقطاع المطر وانحباسه في العام الفائت؛ الأمر الذي وضع أصحاب المواشي بين فكي كماشة؛ بيعها بأسعارٍ متهاوية لا تسد حاجة ولا تغطي نفقات مصاريفها وبين الاحتفاظ بها مع غلاء العلف وفقدانه من الأسواق.
يصف علي الجمعة رجلٌ من ريف ديرك قرية “عين ديوار” البالغ من العمر ٤٥ عاماً، أبٌ لتسعة أطفال بيديه متحسراً بعد أن ولدت نعجته خاروفاً، وهو في البرية يرعاها، فارق الحياة على الفور مردداً:” ماذا نفعل الحلال يموت أمام أعيننا من قلة العلف والجوع؛ الأمر متروكٌ للسماء”
كلمات الراعي كانت نابعة من قلبٍ محروقٍ لا يعرف ما السبيل وما الحل لمواجهة هذه الأزمة “الخراف تموت لأنها لم تتغذى ببطن أمهاتها والأغنام لا قوة لها على الولادة بسبب الجوع”
يملك الجمعة أكثر من ثلاثين رأساً من الأغنام فقد أكثر من نصفها في العامين المنصرمين، نتيجة الأحوال الجوية التي لا تنذر بخير وغلاء العلف وفقدانه وارتفاع أسعاره أن وجد: “لدي الآن عشرة أغنام أحزن عندما أراها جائعة ويزداد الحزن مع موت الأغنام جوعاً أثناء عملية الولادة فهي لا تقوى على مقاومة الألم لأنها جائعة”.
يتشارك سعيد موسى ٥٥ عاماً، من ريف ديرك قرية “بانا قصر” الحال مع الجمعة؛ فهو لا يستطيع تأمين العلف لمواشيه بعد أن نفِذ ما لديه “كيلو الخبز اليابس ١٠٠٠ ليرة والشعير والقمح والتبن أصبح ذهباً وشيئاً نادراً”.
تدهور حال أصحاب المواشي
 
تدهور حال أصحاب المواشي باتت تثير مخاوف السكان الذين لا يحصلون على ربع الكمية التي كانوا يحصلون عليها في الأعوام السابقة من منتجات الأغنام، يقول الموسى: “لم نكن نحمل هم شيء، اللبن والجبن والحليب مواد متوفرة في كلِّ بيت ونبيع الفائض ونعيش به”.
يصل كيلو اللبن اليوم إلى 1500 ليرة سوريّة، بينما كان المستهلك يحصل على أربعة كيلو بألف ليرة إن وجِد بحسب تعبير الموسى.
صحيفتنا “روناهي” توجهت لإحدى عيادات الأطباء البيطريين في ديرك، الذين تتزاحم عياداتهم هذه الأيام، نتيجة لرغبة أصحاب المواشي بالحصول على الفيتامينات والمقويات والمتممات الغذائية والحالات المرضية للمواشي، التي تزداد هذه الأيام بكثرة هذا ما عبّر عنه الدكتور البيطري بهزاد أحمد، يصف الوضع بأنه مزري وسيتحول لكارثة إنسانية إذا استمر انحباس المطر وإعلاق المعابر التي بإغلاقها يفتقد الطب البيطري لكثير من الأدوية والعلف الذي يصعب على أصحاب المواشي تأمينه.
وتابع الطبيب بأن الحيوانات مثلها مثل البشر تحتاج لرعاية واهتمام وغذاء وقلته وفقدانه ترهقها وتوصلها للهلاك.
أزماتٌ اقتصادية متتالية تزيد من أعباء المواطنين المادية فالدابة التي كان صاحبها بمبلغٍ معين، كانت تفك له ضيقته لأشهر أما اليوم لا تكاد توفي مصاريفها؛ هذا أن وجِد من يسومها ويشتريها.
ونضع هذه المعاناة على طاولة الجهات المعنية لإيجاد الحلول المناسبة بأقرب وقت، فهذه الثروة الهامة باتت مهددة ويتطلب التحرك وعدم إهمالها.