سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

شكاوى من جودة الخبز في منبج.. والمسؤولون يَعِدون بالحلول

منبج/ آزاد كردي ـ يشكو أهالي مدينة منبج في شمال وشرق سوريا، من نوعية الخبز الذي بات “غير صالح للاستخدام البشري”، على حدِّ وصفهم، ويطالبون إدارة الأفران بتحسين جودة الخبز كونه يُعتبر المادة الرئيسية للاستهلاك اليومي.
ونتيجة غلبة الجفاف لما يزيد عن عامين بسبب الحرب المائية التي يفرضها الاحتلال التركي لفرض أجندته السياسية والعسكرية على الشعب السوري وقلة الأمطار وتأخرها الموسم الفائت أدى إلى تضرر المحاصيل الاستراتيجية ومنها الأقماح التي تعتبر العماد الرئيسي لصناعة الخبز، لم يكن بمقدور الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تخزين احتياطي وافر منها.
وحرصاً من صحيفتنا “روناهي” على رصد الواقع كما هو، فقد استمعتْ لعدد من الأهالي حول رؤيتهم لموضوع الخبز وأبرز المشاكل التي يعانون منها في محاولة لإيصال صوتهم إلى الجهات المختصة.
تراجع مستوى الخبز
تروي خديجة الخلف من أهالي منبج، أن هناك تراجعاً بمستوى الخبز حالياً نتيجة اختلاطه ببعض الرمال، بحسب ما تقول.
واعتبرت إن: “الخبز الرديء أدى إلى وجود بعض الأمراض المعوية كالحموضة الزائدة أو إمساك مزمن، أقوم بشرب بعض الأدوية لتلافي بعض المضاعفات الشديدة”.
وطالبت إدارة الأفران: “ينبغي إيجاد حل لهذه المشكلة الخطيرة قبل فوات الأوان، إن تجاهل مطالبنا قد يلحق الضرر بالأهالي”.
وقال المواطن عيسى العبود، تعليقاً على رداءة الخبز، إن: “الفترة الحالية تشهد إنتاج خبز ما أن تحمل الأرغفة حتى تتفتت بيديك، بالإضافة إلى كون إنتاج الخبز أبيض/ عجين”، في إشارة منه إلى عدم نضجه فعلياً.
وحذّر العيسى من أن: “عدم تدخّل إدارة الأفران للوقوف على نوعية وجودة الخبز قد تسبب بمشاكل خطيرة على الصحة وخاصةً الأطفال الصغار لما يحتويه الخبز من مواد أخرى غير الدقيق مجهولة النوع والمصدر”.
وأكد إن: “المشكلة مستمرة منذ عامين، ولم نجد حلاً حتى الآن”.
توخّي الحذر عند الاستيراد
وكانت مدينة منبج وريفها تعتمد على المخزون الاستراتيجي من الأقماح التي اشترتها شركة تطوير المجتمع الزراعي من المزارعين بعد دعمهم بكل مستلزمات الزراعة من الأسمدة والبذار والأدوية إلا أن آخر موسمين تعرضت مناطق شمال وشرق سوريا إلى موجة جفاف غير مسبوقة فضلاً إلى فرض حرب مائية من قبل الاحتلال التركي أثّر بشكلٍ كبير بمردود منخفض من الإنتاج مما دعا شركة تطوير المجتمع الزراعي إلى استيراد الدقيق عوضاً عن الأقماح المحلية.
المستثمر ابراهيم علي يوسف، وإداري لفرنين اثنين لإنتاج الخبز، أحدهما للبلدية والآخر خاص، أكد إن: “جودة الخبز تتخلص في جودة الدقيق، فالمعادلة واضحة كلما تمتع الدقيق بجودة عالية كان الخبز أكثر جودة حتى في بعض الأحيان يتفوق على الخبز السياحي”.
واعترف أنه: “يقوم بخلط بعض أنواع الدقيق الممتاز بنوع آخر كان قد استلمه من شركة التطوير الزراعي أقل جودة حتى يتمكن من تخفيف خسارته لو باعه بعلله الإنتاجية”.
وطالب المستثمر ابراهيم علي يوسف: “يجب وجوب توخي الدقة عند استيراد الدقيق من قبل المورد وإلا فإن الخبز سيبقى بهذه الحال”.
جهد شاق
وتستهلك مدينة منبج ما يقارب 200 طن من مادة الخبز، موزعة على ثلاثين فرناً في منبج والأرياف، ويعد الفرن الآلي الأعلى إنتاجاً حيث يفوق بقية الأفران ويوزع الخبز عن طريق أكشاك في الأحياء أو عن طريق معتمدين في القرى.
الرئيس المشترك لشركة تطوير المجتمع الزراعي في مدينة منبج حسين خليل، أشار في حديث لصحيفتنا “روناهي” إلى إن: “هناك إشكالية بالتحكم بجودة الخبز بشكلٍ ثابت، مصدره الدقيق”.
وأوضح المسؤول إن: “هنالك عقود مع تجار لتوريد مادة الدقيق إلى مناطق شمال وشرق سوريا ضمن شروط موقعة بين الطرفين إلا أن التجار لا يلتزمون بالبعض منها أو أنهم يلعبون بالمواصفات المتفق عليها”.
ووفقاً للمسؤول حسين خليل فإن: “مخبر التحليل يقوم بسحب عيّنة عشوائية قرابة 2 كيلو من شاحنة تزن ما يزيد عن 50 طن من الدقيق ولا يمكن الكشف عن كامل الحمولة”، مشيراً أنهم كثيراً ما أعادوا شاحنات إذا علمت بأنها مخالفة للشروط الموقعة بينهما بهدف منع هذه الحالات.
وذكر أيضاً إن: “اهتمامهم منصب لتأمين الدقيق كشرط استراتيجي خوفاً من فقدانها بشكلٍ كامل مما يجعلهم يأخذون هذا الأمر بعين الاعتبار، مشدداً أنهم سيبذلون قصارى جهدهم في الفترة القادمة لتلافي هذه الأخطاء ومعالجتها بالسرعة القصوى”.
الجدير ذكره أن تكلفة ربطة الخبز تصل إلى ألفي ليرة سوريّة، حيث يبلغ كيلو القمح 1250 ليرة سورية، يضاف إليها تكاليف المحروقات والخميرة والملح والأكياس والشحن إلا أن هذا الفرق تتحمله الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وتبيع ربطة الخبز بسعر 300 ليرة سورية.