الشدادي/ حسام الدخيل –
بدأت المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان في التاسع من شهر تشرين الأول عام 1998، عندما هددت تركيا سوريا بحرب لا هوادة فيها، لأن القائد عبد الله أوجلان موجود ضمن أراضيها، وكانت علاقات جيدة تربط سوريا بتركيا في تلك الآونة؛ وعلى إثر أزمة سياسية حول وجود القائد عبد الله أوجلان في أراضيها؛ حشدت تركيا جيشها على الحدود السورية التركية في عام 1998، وهددت سوريا باجتياح أراضيها.
وحينها رأى القائد عبد الله أوجلان أن الوضع في سوريا لن يتحمل الحرب بينها وبين تركيا، قرر الخروج من سوريا في التاسع من تشرين الأول عام 1998، وتوجه إلى اليونان في البداية، التقى ببعض المسؤولين اليونانيين، الذين وعدوه بمساعدته في إيجاد حل سياسي للقضية الكردية، لكنهم لم يقدموا له اللجوء أو الحماية، ثم طارت الطائرة به إلى روسيا، حيث التقى هناك ببعض المسؤولين والنشطاء هناك، لكنه واجه المشكلة نفسها. وتوجه بعد ذلك إلى إيطاليا، وكان قد تقدم بطلب لجوء سياسي إليها، وصل إلى روما في 12 كانون الأول من عام 1998، لكن السلطات الإيطالية اعتقلته عند وصوله من المطار، وأثار اعتقاله استياء عند الكرد ومؤيديهم في أوروبا، وطالبت تركيا إيطاليا بتسليم القائد عبد الله أوجلان، لمحاكمته وإعدامه في تركيا، لكن إيطاليا رفضت تسليمه لهم، وطلبت إيطاليا من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى استقبال القائد عبد الله أوجلان، إلا أن دول الاتحاد الأوروبي رفضت منحه اللجوء السياسي.
وفي 16 كانون الثاني من عام 1999، قرر القائد عبد الله أوجلان، مغادرة إيطاليا بعد تلقيه ضمانات من بعض المسؤولين اليونانيين، بأنهم يساعدونه في إيجاد حل دائم لوضعه، وكان وجهته موسكو على أمل أن تمنحه روسيا اللجوء، إلا أنه سرعان ما أدرك أن روسيا قد غيرت موقفها منه، ولم تعد راغبة في استضافته أو حمايته من تركيا.
واتصل القائد آبو، ببعض أصدقائه في اليونان وقبرص، الذين اقترحوا عليه الذهاب إلى كينيا، حيث يمكنه البقاء في السفارة اليونانية في نيروبي حتى يجدوا له حلاً، وتوجه من موسكو إلى كينيا في 31 كانون الثاني من العام 1999، حيث وصل إلى السفارة اليونانية في الثاني من شباط من العام نفسه، واستقبله السفير اليوناني.
ولكن ونتيجة المؤامرة الدولية وتعقبه من قبل المخابرات التركية والدولية، التي كانت تتبع تحركاته منذ البداية، حيث أطلقت المخابرات التركية، بمساعدة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية، عملية سرية للقبض على القائد عبد الله أوجلان، في نيروبي العاصمة الكينية، وتمكنوا من التسلل إلى السفارة اليونانية وتركيب أجهزة مراقبة وكاميرات، بمساعدة بعض المسؤولين والعناصر الأمنية الكينيين، الذين تعاونوا معهم.
وفي 15 شباط 1999، كان من المقرر مغادرة القائد آبو السفارة اليونانية في نيروبي للذهاب إلى هولندا، حيث أقلته سيارة مع السفير اليوناني وعدد من مرافقيه، كان من المفترض أن تأخذهم إلى طائرة خاصة كانت تنتظرهم، إلا أنه بمجرد خروجهم من السفارة، تعرضوا لكمين من قبل مجموعة من المخابرات التركية في الطريق، فأجبروه على النزول من تلك السيارة، وتم اختطافه إلى مطار عسكري قريب، حيث كانت طائرة تركية جاهزة لنقله إلى إسطنبول، ومن إسطنبول تم نقله بطائرة أخرى إلى جزيرة إمرالي في بحر مرمرة.
انتصار نظرية الأمة الديمقراطية
وحول ذلك، تحدث لصحيفتنا، الإداري في مكتب حزب الاتحاد الديمقراطي بالشدادي، مهيدي الدغيم: “يصادف التاسع من تشرين الأول ذكرى المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان، اليوم يمر 25 عاماً على المؤامرة الدولية، التي استهدفت القائد عبد الله أوجلان، للقضاء على الفكر الديمقراطي الحر وحركة التحرر الكردستانية، وشاركت فيها العديد من الدول، التي لا تحبذ نشر الفكر الديمقراطي والتحرري بين شعوب المنطقة”.
وتابع الدغيم: “كان الهدف من تلك المؤامرة إبعاد القائد عبد الله أوجلان عن تحقيق أي مشروع ديمقراطي سياسي ثوري في الشرق الأوسط، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، إضعاف حركة الحرية الكردستانية، لكن أعداء الإنسانية والفاشيين والدول الرأسمالية، والاستعمارية وعلى رأسها تركيا، لم يعلموا بأن الكرد وشعوب المنطقة، الذين نهلوا من أفكار القائد آبو، سيقفون في وجه مخططاتهم وسيستمرون في النضال من أجل الحرية، والديمقراطية التي نادى بها القائد عبد الله أوجلان”.
- وأوضح الدغيم: “القائد آبو، صاحب نظرية الأمة الديمقراطية، التي تطرح العيش المشترك وأخوة الشعوب، لشعوب المنطقة والشرق الأوسط، ولذلك إرادة القائد عبد الله أوجلان ووقوف شعوب المنطقة خلفه أفشلت تلك المخططات العدوانية والتوسعية”.
